“مصدر دبلوماسي”
شاركت نائب رئيس مجلس الوزراء ووزيرة الدفاع الوطني ووزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر أمس في الإجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش الذي عقد في روما.
وأجرت الوزيرة عكر على هامش المؤتمر سلسلة لقاءات مع نظرائها وعدد من الشخصيات الدبلوماسية بحثت خلالها الأوضاع في لبنان والمنطقة. ومن الوزراء الذين التقتهم وزير خارجية كندا مارك جارنو، ووزيرة خارجية إسبانيا أرانتشا غونزاليس لايا، ووزير خارجية تركيا مولود شاووش أوغلو، ووزير خارجية اليونان نيكوس دندياس، ووزيرة خارجية النروج إيني إريكسون، ووزيرة خارجية هولندا سيغيرد كاغ، ووزير خارجية العراق فؤاد حسين. كما التقت مع الممثل السامي للاتحاد الاوروبي لشؤون السياسة والأمن جوزيب بوريل والأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ وبحثت معه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وشاركت الوزيرة عكر في الإجتماع الذي عقد حول سوريا بحضور وزراء خارجية 22 دولة. وتناول الإجتماع المستجدات في سوريا ومساعدات المجتمع الدولي وملف النازحين السوريين.
وعلى هامش هذا المؤتمر إلتقت الوزيرة عكر أيضاً مع وزير خارجية ايطاليا وجرى عرض للأوضاع في لبنان والمنطقة. والتقت كذلك وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي ووزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، كما إلتقت المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون وجرى عرض لآخر التطورات.
وكانت عكر وصلت الى روما صباح امس الاثنين للمشاركة في إلإجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والذي تنظمه وتترأسه إيطاليا والولايات المتحدة الأميركية ممثلة بوزيري الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو ونظيره الأميركي أنطوني بلينكن كما يشارك فيه 83 وفداً من الدول الأوروبية والعربية.
وقبل إفتتاح الإجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش إلتقطت الصورة التذكارية للوزراء المشاركين.
ألقت عكر خلال الإجتماع الوزاري كلمة لبنان وأكدت فيها أن لبنان يخوض اليوم أخطر معركة في تاريخه الحديث. هنا النص الكامل لكلمتها بحسب ما وزعه المكتب الاعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين:
هي معركة ضد أزمة معقَّدة ومتفاقمة غير مسبوقة تطال حياة الشعب اللبناني في المجالات كافَّة. في هذه الأوقات الاستثنائيَّة، نستمدّ قوَّتنا من الجيش اللبناني، ونتذكَّر إنتصاراته على الإرهاب، عدوّ التعدُّدية والديمقراطيَّة والحرية في جميع أنحاء العالم.
وأضافت: قبل تأسيس تنظيم داعش بفترة طويلة، كان لبنان من أوائل دول هذا التحالف التي عانت الأمرَين جرَّاء إستشراء الإرهاب. هنا، أودّ أن أغتنم هذه الفرصة لأنحني إجلالًا لأرواح شهدائنا الأبطال الذين خسروا حياتهم في معركتهم ضدّ الإرهاب. لقد واجه جيشنا تحدِّيات كثيرة وخرج منها كلها منتصرًا. وأذكر من بينها:
- معركة الضنية في شمال لبنان في العام 1999
- معركة مخيَّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في العام 2007
- معركة فجر الجرود في البقاع في العام 2017
ولفتت الوزيرة عكر الى أنه منذ العام 2011، أُحيل 4119 موقوفًا إلى القضاء بتهمة إرتكابهم جرائم إرهابيَّة. هنا، لا بدّ من التنويه بالتعاون العالي المستوى بين أجهزة الاستخبارات اللبنانيَّة من جهة والتحالف من جهة أخرى في كشف الأنشطة الإرهابيّة وتتبُّع حركتها.
وقالت: لقد نجحنا في تقليص وجود داعش في المنطقة، لكنَّ تهديداته لا تزال قائمة، ولم تنتهِ بعد. فمؤخَّرًا، تمَّ كشف كميات كبيرة من الذخائر والمواد المتفجرة في بعض الأماكن السكنية العائدة للمتطرِّفين في لبنان. وتجدر الإشارة إلى أنَّ التعقيدات الاقتصادية والاجتماعية غير المسبوقة التي تعصف ببلدنا تهدِّد بخلق أرض خصبة للأفكار المتطرِّفة في أذهان السكان الذين يجري تهميشهم على نحو متزايد وهم يستضيفون لاجئين ونازحين. ويتفاقم هذا الخطر جرَّاء تصاعد حدَّة التوتُّرات بين مجتمعات النازحين واللاجئين من ناحية، والمجتمعات المضيفة من ناحية أخرى.
من هذا المنطلق، نشدِّد على أهمية تعزيز دعم تحقيق الإستقرار في المجتمعات الأكثر تهميشاً، لمنع تجنيد أبنائها لدى الجماعات الإرهابيَّة، وعلى ضرورة ضمان تنمية المناطق المحرَّرة من هذه الجماعات بصورة مستدامة. ونحثّ أيضًا على تعزيز جهود المصالحة وإعادة الإدماج لتوفير الظروف الملائمة لإيجاد حلّ سياسي في سوريا، وضمان عودة النازحين إلى بلادهم وفق معايير القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وشددت الوزيرة عكر أيضاً على أنه لا بدّ من مواصلة دعم الجيش اللبناني في معركته النبيلة ضدّ الإرهاب، خصوصًا في ظلّ هذه الأوضاع العصيبة. ونودّ أن نغتنم هذه الفرصة لنتوجّه بالشكر إلى الدول الصديقة والشقيقة على ما قدَّمته من دعم لجيشنا في المؤتمر الدولي الذي إنعقد في 17 حزيران، وفي مؤتمر روما الذي أقيم في العام 2018 لدعم الجيش والقوى الأمنيَّة. كما أنَّنا نعرب عن تقديرنا لقوَّات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، مع الإشارة إلى أنَّ الانتهاكات الاسرائيليَّة اليوميَّة للقرار 1701 لا تساعد على محاربة الإرهاب ودعم إستقرار لبنان.