“مصدر دبلوماسي”- (خاص):
أتمّ مدير عام الامن العام اللبناني اللواء عبّاس ابراهيم اليوم الجمعة زيارة استمرت 4 ايام للعاصمة الروسية موسكو تلبية لدعوة خاصة من جهاز المخابرات الخارجي وقد التقى مديره أمس وتم البحث بمختلف الملفات الامنية المشتركة وخصوصا موضوع الارهاب.
في سياق الزيارة الى روسيا أجرى تلفزيون “روسيا اليوم” مقابلة مع اللواء ابراهيم ضمن برنامج “نيوزميكر” الذي تقدّمه ريمي معلوف، حيث اعلن المسؤول الامني اللبناني مواقف مهمة على صعيد العلاقات اللبنانية والاقليمية مع روسيا.
قبل اجتماعه بمدير جهاز المخابرات الخارجي التقى ابراهيم مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية ابرزهم نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين و رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي ومسؤولين آخرين. وقال اللواء ابرهيم في المقابلة مع “روسيا اليوم” بـأنه لمس ابان الاجتماعات مع المسؤولين الروس “استعداد روسيا للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته على تجاوز المحنة التي يمرّ بها وخصوصا في هذه الظروف العصيبة المعروفة”.
وأشار الى أنه “لمس استعداد روسيا لتقديم كافة انواع المساعدات بما فيها تلك الاقتصادية والامنية والاسهام في تجاوز الاوضاع السياسية الصعبة لما لروسيا من علاقات مع كافة الاطراف اللبنانيين”. سئل عن السبل التي تجعل روسيا تمثل دورا سياسيا واقتصاديا وامنيا في لبنان؟ فقال اللواء ابراهيم بأن “روسيا هي على مسافة واحدة من الجميع وهي محط رحال الجميع ومقصدهم. بهذا المعنى تستطيع روسيا ان تقرّب وجهات النظر وأن تسدّ الثّغرات القائمة بين اللبنانيين بفعل هذه العلاقة الشخصية والسياسية التي تربط المسؤولين الروس بنظرائهم اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، وهذا يعطي هامشا لروسيا للمشاركة في حل الازمة اللبنانية المستعصية تقريبا والقائمة اليوم على صعيد تشكيل الحكومة”.
وعمّا آل اليه موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية قال اللواء ابراهيم:” للأسف، وأقولها بقناعة غاب صوت العقل والحكمة والوعي بمستوى كبير في لبنان وتعطّلت لغة الكلام بين الجميع واصبحنا نرى الحوار عبر التراشق الاعلامي وخصوصا في الفترة الاخيرة. هذا الغياب للوعي ولمنطق الحكمة يجعل من اي شخص يمتلك قدرة التواصل مع الجميع او تجسير العلاقات بين الجميع هو نقطة ضوء في هذه العتمة في المسار السياسي اللبناني. نحن نقوم بهذع الدور استنادا الى ذلك. أما بموضوع تشكيل الحكومة فلا بد في لبنان من ان تكون حكومة أيا كان شكلها، سواء اسميت حكومة اقطاب او اختصاصيين او حكومة مهمّة فلا بدّ من حكومة في لبنان لتستقيم الامور. إن حكومة في لبنان هو المدماك الاول الذي يبنى عليه حل جميع المشاكل الموجودة. بصراحة، ووفق رأيي الشخصي، لا امكانية لتشكيل حكومة في لبنان من دون موافقة جميع الافرقاء السياسيين، وفي ازمة كتلك التي يمر بها لبنان –وجميع دول العالم تمرّ بأزمات- وعندما تصبح الازمات مستعصية الى هذا الحد لا بد من قيام حكومة وحدة وطنية قادرة على اجتراح الحلول لمعظم المشاكل القائمة في البلد، فليس الآن وقت موالاة ومعارضة فمصير لبنان على المحك وعندما تكون مصائر الاوطان على المحك لا بد من ان تتضافر جهود الجميع لاجتراح الحلول”.
وعمّن يتحمل المسؤولية في المرتبة الاولى عن كل العرقلة القائمة في الملف الحكومي قال اللواء ابراهيم:” إن المسؤول عن العرقلة هو عدم تواصل اللبنانيين مع بعضهم كما يجب، كما سبق وقلت اصبحت لغة التراشق البياني والاعلامي هي السائدة في لبنان وهذا ما يعطّل تشكيل الحكومة لأنني مقتنع بأنه اذا اجتمع اللبنانيون حول طاولة مستديرة او حول طاولة واحدة قادرون على اجتراح الحلول، ومن هنا دعوتي لقيام حكومة وحدة وطنية قائمة على حل جميع المشاكل الموجودة في البلد. إن التباعد وادارة الظهر وتغليب لغة الخطابات والتراشق الاعلامي على لغة الحوار هو المسؤول الاول والاخير عن تعطيل تأليف الحكومة”.
وعن التأثيرات الاقليمية والدولية على لبنان وهل تمثل العلاقة التي تربط اللواء ابراهيم مع بغداد جسر تلاق بين اللبنانيين؟ قال اللواء ابراهيم:” نحن دولة عربية ونفتخر بأننا ننتمي الى العالم العربي، وبأن لبنان هو أحد مؤسسي جامعة الدول العربية، إن انتماءنا الى هذا العالم يحتّم علينا ان نكون على اكبر قدر من التنسيق والتعاون في ما بيننا وبين الدول العربية ونكون بأفضل العلاقات مع هذه الدول وشعوبها، وفي طليعة الدول التي وقفت الى جانبنا في الفترة الاخيرة دولة العراق الشقيقة. لم يبخل العراق بتقديم كل ما يلزم في الفترة الاخيرة لمساعدة الشعب اللبناني. كنت في زيارة للعراق منذ قرابة الاسبوعين، وقدم العراق تسهيلات لمنح لبنان مليوني طن من الفيول اويل، لزوم الكهرباء. وقرأت اليوم في الاعلام بأن الاتفاقية بين لبنان والعراق لم توقّع، ولكنني أستطيع القول بأنني كنت شاهدا على توقيع هذه الاتفاقية في زيارتي الاخيرة مع معالي وزير النفط. وقعت الاتفاقية وهنالك بعض الامور الادارية التي تجري بين المصرف المركزي العراقي والمصرف المركزي اللبناني لحل بعض الاشكالات الادارية وبعدها ستجري العملية كما هو مرسوم لها.
أما بخصوص دور العراق من حيث ملتقى الخصوم، ومن حيث وجوده كساحة حوار وتلاق بين الدّول الاقليمية وسواها. فإن هذا الدور يؤمن به دولة الرئيس مصطفى الكاظمي، منذ ما قبل توليه الحكومة وقد جسّده الآن في عمله السياسي، وانا اغتنم الفرصة للقول بأن هذا الدور حري بلبنان القيام به. يعطي لبنان مثالا لحوار الحضارات بتكوينه الشعبي والديموغرافي وتنوعه. إنه يعطي مثالا عن كيفية حوار الحضارات وكيف يجتمع اطياف من الاديان والانتماءات السياسية ويشكلون بوتقة واحدة في دولة واحدة. وهذه النظرية تضرب نظرية صراع الحضارات القائمة في هذه الايام. إن لبنان هو النموذج الذي يجب ان يحتذى ليكون مثالا لحوار الحضارات في العالم وبالتالي هو المؤهّل اكثر من غيره ليقوم بالتقريب بوجهات النظر بين الفرقاء في العالم والمنطقة”. أضاف:” يمكن أن يلعب لبنان ادوارا عالمية لكن للسف فإن الواقع السياسي الحالي في لبنان والانقسام هو الذي يمنعه من القيام بهذا الدور (…)”.
وعن دور السعودية والامارات ومصر وقطر في الازمة اللبنانية قال اللواء عباس ابراهيم:”للدول الشقيقة التي ذكرت ادوار اساسية في حل الازمة اللبنانية، ليس فقط عن طريق الدعم المالي والاقتصادي الذي اعتدنا عليه، بل عن طريق تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين المتخاصمين في هذه الايام. إن الاجماع العربي، ووجود حلّ عربي هو ما يناسبنا في لبنان وهو ما يجعل مشاكلنا اقرب للحل. إذا اتفق العرب على حل المشكلة اللبنانية يصبح حل المشكلة السورية عربيا في متناول اليد”. ولفت ردا على سؤال:” إذا نظرت الى سوريا، من هم اللاعبون الاساسيون الآن؟ هم ايران وروسيا واميركا وتركيا، لا وجود للعرب. للأسف ان بعض العرب كانوا سببا في الازمة السورية في بداياتها، لكن الآن لا وجود لدور عربي في حل الازمة السورية، ونحن ندعو العرب الى حل الازمة السورية بعيدا من التأثيرات الخارجية”.
وأين يكمن اختلاف العرب في الملف اللبناني؟ اجاب اللواء ابراهيم:” اخذت سوريا مثلا لأقدم مثلا عمّا يمكن أن تفعله الوحدة العربية كسحر لحل المسائل العربية بشكل عام. انا قلت بأننا نفتخر بالانتماء الى العالم العربي وهو عالمنا، والعرب هو الاحرى والاولى والاكثر قدرة على حل مشاكلنا كما اعتقد في لبنان”.
وعن قدرة المواطن اللبناني على الصمود وسط التراشق الاعلامي بين المسؤولين في لبنان؟ قال اللواء ابراهيم:” نعم، إن المواطن اللبناني قادر على الصمود. سبق وقلت ان اللبنانيين بنوا العالم ولهم دور كبير في حضارة الكثير من شعوب العالم، المواطن اللبناني هو مختلف عن بقية شعوب العالم، هو خلاق ومبدع وقادر على اجتراح الحلول من قبل الازمات، فلا خوف على لبنان. انا دعوت الى الصمود لأنه في اية ازمة فإن الصمود هو الشرط الاساسي لحل الازمة. اية ازمة لا يتم الصمود في وجهها يتم فقدان الامل بالحل. الشعب اللبناني قادر على الصمود والوضع اللبناني قابل للحل لكن شرط الحل هو بدء الحوار الصريح والشفاف بين اللبنانيين”.
وسئل عن بحثه مع المسؤولين الروس في دعم الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية، وعن مؤتمر فرنسا لدعم الجيش، ولم الرفض اللبناني الدائم لأية هبة روسية حتى لو كانت مجانية بطبيعة الحال للمؤسسات العسكرية. قال اللواء ابراهيم:” سبق وقلت وكذلك لبنان الرسمي بأننا مستعدّون لتلقي أية هبة من روسية، موضوع الهبة هو موضع ترحيب دائم وأية هبة تأتي من روسيا مرحب بها، لكن القرار هنا لا يعود للاجهزة الامنية بل للسلطة السياسية، ولا اعتقد بأن السلطة السياسية تختلف مع السلطات الروسية أو مع روسيا في اي مجال من هذه المجالات.
إن الوضع المالي اللبناني لاي سمح بشراء اسلحة، وما تقوم به الولايات المتحدة الاميركية او ما تحاوله فرنسا اليوم هو منح مساعدات للاجهزة الامنية اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني”. وعن رفض المساعدات الروسية والايرانية قال:” إن لإيران وضعها الخاص، ولكنني استطيع القول انه هنالك اجماع لبنانيي على تلقي المساعدات والهبات من الدولة الروسية بالأخص مساعدة الاجهزة الامنية اللبنانية”.
وسئل عن زيارة خاطفة له الى سوريا الاثنين الفائت حيث تناول ملف النزوح السوري الذي أثير ايضا مع المسؤولين الروس، ولدى السؤال عن أي تقدم في هذا الملف قال اللواء ابراهيم:”عملنا على هذا الملف منذ العام 2017 تقريبا، من حيث تنظيم عودة طوعية للنازحين السوريين الى سوريا، وقد افتتح افتتح الامن العام اللبناني 17 مركزا على امتداد الاراضي اللبنانية لتسجيل الراغبين في العودة الى سوريا، ووضعنا آلية مشتركة بالتنسيق مع السلطات السورية المعنية لتأمين عودة طوعية وآمنة لهؤلاء العائدين وأكرر آمنة، لأن هنالك من حاول الايحاء بأن بعض العائدين الى سوريا قد تمّ التعرض لهم او تم سجنهم، وكنا حين نطلب من هذا البعض اسماء الذين تعرضوا لهذه الملاحقات، بغية مراجعة السلطات السورية بشأنها، كان أصحاب هذه الاخباريات للاسف يغيبون عن السمع بشكل غير مقنع. نحن نضمن أنه ليس هنالك اي سوري عاد وتعرض لأي نوع من انواع المضايقات اللهم إلا اذا ارتكب جريمة ما وخرج عن القانون عند عودته الى سوريا حينها يعامل كاي مواطن سوري. نحن لا نضمن عدم مخالفته للقانون في سوريا إنما نحن نضمن سلامته نتيجة عودته الطوعية الى سوريا”.
وعن كيفية اسهام عودة النازحين السوريين بحلحلة الملف اللبناني قال اللواء ابراهيم:” بالطبع، يوجد في لبنان ما يفوق المليون ومئتي ألف سوري كنازحين، إن هذا الوجود وهذا العدد الكبير الذي يشكل ربع السكان اللبنانيين تقريبا يكبد اعباء مالية واقتصادية واجتماعية وامنية على المجتمع اللبناني، ولا بد ان ينعكس حل هذا الموضوع انفراجا على مختلف المستويات في الداخل اللبناني”.
وعن ارتباط الوضع في لبنان بسوريا، وكيفية نظريته الى وضع التنظيمات المتطرفة في لبنان، قال اللواء ابراهيم:” إن هذا الملف هو موضع متابعة، نحن في السابق اوقفنا مجموعة من الشبكات الارهابية في لبنان ونحن نعتقل ونلاحق بطريقة امنية الكثير من الخلايا او بقايا الخلايا التي لم تزل موجودة على الاراضي اللبنانية، ونحن ننسق بهذا الشأن مع السلطات السورية المعنية، بحيث يوجد تبادل معلومات مع السلطات السورية بشأن مكافحة الارهاب، كما نقوم بتبادل هذه المعلومات مع دول العالم كلها. فكيف بسوريا حيث هنالك الكثير من الامور المتداخلة معها وما يؤثر في سوريا ينعكس على لبنان بشكل تلقائي”. واشار الى ان “التنسيق اللبناني السوري هو الاهم في هذا الاطار من حيث التنسيق مع بقية دول العالم. فالجغرافيا تفرض نفسها، والتاريخ ايضا والتداخل الاجتماعي بين اللبنانيين والسوريين يفرض نفسه على هذا الواقع وكما سبق وقلت فإننا ننتمي الى عالم واحد هو العالم العربي”.
وعن تقييمه للتنسيق مع سوريا على هذا الصعيد قال اللواء ابراهيم:” نحن كجهاز امن عام لم ينقطع التنسيق بيننا وبين السلطات السورية منذ ما قبل اندلاع الاحداث في سوريا ولغاية اليوم، ولم يصدر عن هذا التنسيق بنتائجه إلا فعل خير وحفظ الامن داخل المجتمع اللبناني ولبنان”.
وبصفته يلعب دور الوسيط بين الغرب وسوريا لا سيما في ملف معتقلين غربيين كانوا محتجزين في السجون السورية وعما اذا كان من تقدم في هذا الخصوص وهل من جهوزية من قبل الغرب للانفتاح على الطرف السوري” قال اللواء ابراهيم:” كان الطرف الغربي يحاول جاهدا الانفتاح على الوضع السوري في الملف الامني، لكنني لا اعتقد بأن سوريا جاهزة فقط لمثل هذا النوع من الانفتاح. إن سوريا جاهزة للانفتاح الدبلوماسي والسياسي، أما ان يقتصر الامر على الانفتاح الامني فلا اعتقد بأن سوريا جاهزة لهذا النوع من الانفتاح مع التأكيد هنا أن سوريا كانت ولم تزل وستبقى ايجابية في الحفاظ على حياة أمن المواطنين الغربيين إن كانت تمتلك معلومة قد تضر ربما بهؤلاء المواطنين في بلادهم تمرر السلطات السورية هذه المعلومة للدول المعنية حفاظا على امن مواطنيها من خلال جهاز الامن العام”.
بالنسبة الى الدعم الروسي للاجهزة الامنية، ماذا تطلبون كجهاز أمن عام من الطرف الروسي؟ أجاب اللواء ابراهيم:” نحن كجهاز أمن عام وبحكم علاقتنا المتينة مع الاجهزة الامنية الروسية وبحكم تبادل المعلومات سبق وطلبنا من الاصدقاء الروس تدريب عناصر الامن العام في مجال مكافحة الارهاب، وفي مجالات اخرى لها علاقة بالعمل الامني في لبنان وبالفعل ارسلنا عددا من العسكريين الى روسيا وتابعوا هذه الدورات ولم يزل هذا السياق مستمرا”.
وسئل عن حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اخيرا بإمكانية شراء الوقود من ايران ما اثار بلبلة على صعيد الداخل، وكيف يمكن كسر حاجز هذا التوتر؟
أجاب اللواء ابراهيم:” لقد سبق لسماحة السيد أن قال بأنه مستعد لتأمين احتياجات لبنان من النفط من ايران. وهذا قول يشكر عليه. لكن اللبنانيين ادخلوا هذا القول في البازار السياسي، -للاسف-، كما درجت العادة في كل موضوع مطروح من اينما اتى الطرح. على القوى السياسة اللبنانية في هذه الازمة العصيبة التي يمر بها لبنان ان تفتش عن حلول لا ان تفتش عما يسبب المشاكل. أنا أشجع الاحزاب والقوى اللبنانية كلها بما تملك من علاقات خارجية أن تحذو حذو السيد وتطلب من الدول التي هي على علاقات جيدة معها ان تساعد لبنان واللبنانيين على تجاوز هذه الازمة، واعتقد أن نضيء شمعة خير من ان نلعن الظلام طيلة الوقت”.
وسئل عن ترسيم الحدود البرية والبحرية مع اسرائيل، إذ اشارت وزيرة الطاقة الاسرائيلية في خبر وارد بأن اسرائيل مستعدة لـ”حلول ابداعية” لانهاء هذا الملف، فما هي الحلول الابداعية التي يمكن انتظارها على صعيد ترسيم الحدود مع اسرائيل؟
قال اللواء ابراهيم:” اعطاء لبنان حقه، ليس مطلوبا اكثر من ذلك من العدو الاسرائيلي. نحن لا نطلب من اسرائيل ان تبتدع اي شيء وليس مطلوبا منها الابتكار، نحن لا نريد ابتكارات اسرائيلية، كل ما نريده من اسرائيل هو ان تعطي لبنان حقه في مياهه الاقليمية او في حدوده في منطقته الاقتصادية الخالصة”. والى أي مدى قد يصل التعنت الاسرائيلي في هذا الملف؟ أجاب اللواء ابراهيم:” نحن دأبنا ان نرى اسرائيل متعنتة في كل ما يتعلق بحق لبنان وحق العرب وحق الفلسطينيين. وهي الحقوق الطبيعية. إن حق لبنان واضح، هنالك مفاوض لبناني يقوم بالتفاوض مع الاسرائيلي بشكل غير مباشر عبر الامم المتحدة وبوساطة اميركية هذا المفاوض قدّم ما لديه وعرض الحقوق المطلوب استعادتها من العدو الاسرائيلي، عندما يعطى لبنان هذه الحقوق فنحن لسنا بحاجة لابتكارات واجتهادات”.
وعن تحدّث البعض عن سلام لبنان مع اسرائيل وسط موجة التطبيع من قبل الدول العربية، وهل السلام ممكن ام هو مرتبط مثلا بالتطورات في سوريا؟ اجاب اللواء ابراهيم:” إن موضوع السلام في المطلق ليس مرتبطا بأي شي في العالم، السلام شيء طبيعي ومحبب والحرب هي المكروهة في الاديان وفي القيم والاخلاقيات، لكن ليكون السلام طبيعيا وقابلا للاستمرار وللحياة يجب ان يكون مبنيا على استعادة حقوق الناس وان يكون سلاما عادلا. بمعنى انه لا يمكن ان يتم الفرض على الفلسطيني واقعا معينا يناسب المصالح الشخصية والوطنية عبر اقتلاعه من ارضه ومصادرة املاكه وجرفها وعبر طرده من القدس كما يحاول العدو الاسرائيلي القيام به هذه الايام ثم الحديث عن السلام. عن اي سلام نتكلم هنا؟ اذا اعادت اسرائيل الحقوق العربية لاصحابها واعادت الشعب الفلسطيني الى ارضه بكل بساطة ليس هنالك من حاجة للكلام عن السلام لأن امكانية الحرب تنتفي. أما أن يتم فرض واقع وممارسته عنوة بفعل القوة فهذا لا ينتج سلاما بل يؤسس لحرب دائمة والقوة لا تصنع سلاما”.