“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تقدم زيارة مدير معهد سرفانتس لويس غارسيا مونتيرو الى لبنان دفعا معنويا قويا إذ تزرع أملا في عودة الحياة الثقافية الى لبنان، والتي قضى عليها بشكل كبير انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
تعتبر زيارة مونتيرو الى لبنان الثانية التي يقوم بها احد مدراء معهد سرفانتس الى هذا البلد الصغير، بعد اكثر من عقد من الزمن من تاريخ قيام كارمن كافاريل بزيارة مماثلة في تشرين الاول 2010.
اختار مونتيرو المركز الرئيس لمعهد سرفانتس في بيروت الذي خضع للترميم بعد انفجار المرفأ المدمّر الذي أتى على جزء منه وتسبب بجرح عدد من العاملين فيه ليكشف تفاصيل زيارته المخصصة للبنان وابرزها دعم العاملين في المعهد من جهة والتعرف الى فرص تعزيز التعاون الثنائي مع لبنان عبر مشاريع منها مدرسة اسبانية في وسط المدينة فرع للمعهد في البقاع واطلاق النسخة الاسبانية من مجموعة قصائد للشاعر طلال حيدر.
شاركت في المؤتمر الذي حضرته فاعليات اسبانية الى اعلاميين الامينة العامة للمعهد كارمن ناغيرو، ومديرة المعهد في بيروت يولاندا سولير أونيس.
وقال مونتيرو بأن وجود معهد سرفانتس في لبنان “هو ركيزة اساسية لعملنا، فنحن نحتفل بذكرى تأسيس المعهد في العام 1955 حين حمل تسمية” المعهد الثقافي الاسباني”، لتطلق عليه تسمية معهد ثربانتس في العام 1991″.
يعتبر الكاتب الاسباني ميغل دي سرفانتس (1547-1616)، مؤلف كتاب دون كيشوت من الاشهر عالميا في تاريخ الادب الاسباني، والمعهد الذي يحمل اسمه يهدف الى تعليم اللغة الاسبانية وله فروع في 45 دولة وقرابة الـ86 مركزا مخصصا للثقافة الاسبانية والاميركية من اصل اسباني.
كشف مونتيرو أن سجلات المعهد في بيروت تشير الى أن المسجلين في مجملهم هم من الفئات العمرية الشابة، “لذا نعمل على توجيه انشطتنا للاستجابة الى تطلعاتهم ومن الامثلة انشاء مكتبة فرناندو دل باسو وهو كاتب مكسيكي، ونحن نعي ان الاسبانية لغة حية يتكلمها 21 بلدا غير اسبانيا، لذا نعزز تعاوننا وانشطتنا في اميركا اللاتينية”.
وردا على سؤال لموقع “مصدر دبلوماسي” قال مونتيرو بأن “الزيارة مخصصة للبنان، والمعهد متواجد في بلدان اخرى في المنطقة في عمان وغزة والقاهرة والقدس واضطر لاقفال فرعه في دمشق بسبب الحرب” وعن سبل دعم المعهد للتلامذة اللبنانيين وسط الانهيار الاقتصادي الذي يعيشه لبنان قال مونتيرو:” إن هذا الزيارة مخصصة لدعم البلد والاشخاص العاملين في المعهد سواء من الاسبان او اللبنانيين لأنهم يقومون بعمل جبار، ونحن نريد التأكد من امكانات المساعدة وخصوصا لمن تضرروا من انفجار مرفأ بيروت، وقد عمدت ادارة المعهد الى اعتماد سعر صرف متدن لكي يتمكن الطلاب من متابعة دراستهم”. ولفت مونتيرو الى وجود “تعاون بدعم من وزارة الثقافة مع الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي عبر اعطاء منح لطلاب الجامعات اللبنانية الذين يريدون متابعة تعلم اللغة الاسبانية لفترة وجيزة في الجامعات الاسبانية”. ولفت الى اهتمام خاص:” بتدريب الاشخاص الذين يدرسون في الجامعات اللبنانية ليكونوا مدربين للغة الاسبانية، مع تعاون موجود مع الجامعتين اللبنانية واليسوعية (جامعة القديس يوسف) لأن ما يهمنا هو تدريب اساتذة لتعليم الاسبانية”.
ناغيرو
من جهتها، قالت الأمينة العامة لمعهد سرفانتس كارمن ناغيرو بأن المعهد المتواجد في 45 بلدا تأثر بجائحة كورونا وحصل ضرر اضافي في بيروت جراء انفجار المرفأ والوضع الاقتصادي السائد الذي يؤثر بشكل سلبي على البلد. وتحدثت عن مجموعة انشطة تندرج في اجندة الزيارة:” زيارة المركز الرئيس في بيروت بعد اعادة اعماره، زيارة فرعي الكسليك وطرابلس اللذين يضمان 28 في المئة من تلامذة المعهد، الاطلاع وتعزيز برنامج التعاون مع وزارة الدفاع حيث يقدم المعهد تدريبا لعسكريي اليونيفيل المتواجدين في الجنوب في قاعدة “ميغل دي سيرفانتس” لنقل اللغة الاسبانية الى السكان المحليين وفرق الامم المتحدة، ويشمل هذا البرنامج 20 بلدة. اعد المعهد لغاية اليوم 600 عسكري تمكنوا من اعطاء دروس لـ6 آلاف شخص في المناطق الجنوبية اللبنانية. ويعمل المعهد على تأسيس مدرسة ثانوية بتمويل من الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية لتعليم ولتدريب المدرسين وذلك في وسط بيروت، المدرسة التي يتم بناؤها بتمويل من التعاون الإسباني (وزارة الخارجية)، سيتم افتتاحها الاربعاء بحضور سفير اسبانيا ومحافظ بيروت.
سولير اونيس
من جهتها، قالت مديرة المعهد في بيروت يولاندا سولير اونيس بأن عدد التلامذة المسجلين في المعهد حتى تاريخه في هذه السنة بلغ 1650 تلميذا تخطوا جميع الصعوبات الموجودة. وتحدثت عن اطلاق كتيب يتضمن مجموعة اعمال للشاعر طلال حيدر ترجمت للغة الاسبانية وذلك في حفل في بعلبك غدا التي سيزورها مونتيرو وسيطلق مجموعة من الانشطة.
برنامج الزيارة
في خبر يشرح تفاصيل الزيارة صدر عن معهد سرفانتس الآتي:” قام مدير معهد سرفانتس، لويس غارسيا مونتيرو، برحلة عمل إلى بيروت (لبنان) وذلك من أجل دعم العمل الثقافي والتعليمي الذي يقوم به المركز. هذا المركز قد تعرّض لأضرار جسيمة جراء الانفجار المدمّر الذي هزّ المدينة في الرابع من شهر آب/أغسطس. علاوة على ذلك، زار القاعدة الإسبانية “ميغيل دي سرفانتس” التي تلقى جنودها، أثناء مشاركتهم في مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، تدريباً من قبل معهد سرفانتس من أجل تعليم اللغة الإسبانية للسكان المحليين. في الواقع، فإن هذا الجهد الإنساني قد عاد بالفائدة على نحو 6000 لبناني منذ عام 2007.
كانت أول نقطة مدرجة على جدول أعمال غارسيا مونتيرو- يرافقه كلّ من الأمين العام للمعهد كارمن نوجويرو، ومدير العلاقات الدولية رافايل سوريانو، ومديرتي الشؤون الأكاديمية والثقافية، كارمن باستور وراكيل كاليا – لقاءً مع صحفيين لبنانيين وإسبان مع الأمين العام لسرفانتس كارمن نوجويرو ومديرة المركز يولاندا سولير وذلك يوم الاثنين (في تمام الساعة 10 صباحًا بتوقيت إسبانيا، أي في تمام الساعة 11 بتوقيت لبنان).
اجتمع غارسيا مونتيرو مع موظفي المقر الرئيس في بيروت وعقد مؤتمراً عبر الفيديو مع مدراء معاهد سرفانتس في تلك المنطقة الجغرافية غير المستقرة والحاسمة من أجل السلام الدولي. ومن ثم، قام بزيارة معرض “الوطن المشترك – Delibes من خلال الرسوم التوضيحية” Patria común. Delibes ilustrado، برفقة السفير الإسباني في لبنان، خوسيه ماريا فيريه دي لابينيا، وسفراء دول أمريكا اللاتينية المعتمدين في بيروت. جمع هذا المعرض 30 رسماً إيضاحياً أصلياً
ابتكرها 15 رساماً مشهوراً، مستندين إلى نصوص وشخصيات للأولاد من خلال العمل السردي لميغيل ديليبس.
وفي صبيحة يوم الثلاثاء في الساعة الحادية عشرة، سيقوم بعرض مختارات من قصائد عن بعلبك للشاعر والمخرج اللبناني طلال حيدر. تُعدّ هذه المختارات أول طبعة ثنائية اللغة بين العربية والإسبانية تمّت ترجمتها إلى اللغة الإسبانية بواسطة ورشة ترجمة أدبية بموجب الاتفاقية الموقّعة مع الجامعة اللبنانية. سيُقام هذا الحدث في بعلبك (في فندق بالميرا) بحضور السفير الإسباني ومحافظ بعلبك بشير الخضر والشاعر المخضرم (بعلبك 1937).
أما يوم الأربعاء، فسيقوم كلّ من غارسيا مونتيرو والسفير الإسباني ومحافظ بيروت مروان عبود بزيارة المدرسة التي يتم بناؤها بتمويل من التعاون الإسباني (وزارة الخارجية)، وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف لاستضافة 600 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً. بعد انفجار آب/أغسطس الماضي (الذي دمّر 10 مراكز تعليمية في المدينة بالكامل وألحق أضرارًا بـ120 مدرسة وثماني جامعات و20 مركز تدريب آخر)، ساهمت إسبانيا في إنشاء هذه المدرسة النموذجية الجاهزة التي ستضمّ 10 صفوف ومرافق أخرى مثل غرفة الكمبيوتر ومختبرات الفيزياء والكيمياء أو المكاتب. والجدير بالذكر أن معهد سرفانتس سيرتكز على مواد تعليمية معيّنة لتدريس اللغة الإسبانية وعلى دورات تدريبية للمعلمين.
كما سيحضر غارسيا مونتيرو، في السفارة الإسبانية، حفل تسليم وسام صليب الاستحقاق المدني للشرطي اللبناني محمد باهيط بعد إصابته في الانفجار المذكور والذي كان قد قدّم خدمات كبيرة لمعهد سرفانتس.
ويختتم جدول أعمال يوم الأربعاء بزيارة إلى قاعة محاضرات معهد الكسليك، إحدى قاعات المحاضرات التابعة لمعهد بيروت (الأخرى في مدينة طرابلس)، حيث سيتمّ تسليط الضوء على الأسلوب المتّبع في تدريس اللغة الأسبانية.
أما بالنسبة إلى يوم الخميس، فسيقوم بزيارة قاعدة “ميغيل دي سرفانتس” العسكرية في مرجعيون في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحاً. هذه القاعدة هي جزء من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي يقوم جنودها بتعليم اللغة الإسبانية للمواطنين اللبنانيين منذ عام 2007″.