“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
ينتظر العالم ان يعيّن الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش رئيسا للشؤون الاغاثية العالمية المقبل للأمم المتحدة وهو سيكون بشكل رسمي وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية. ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ. ويليام شمالي هو اللبناني الوحيد المرشح لمنصب رئيس مكتب الامم المتحدة للشؤون الانسانية (أوتشا) بين بريطانيين اثنين وسويدي.
يتولى مدراء بريطانيون هذا المنصب منذ العام 2007، ووليام شمالي هو اللبناني الوحيد المرشح، لكنه الوحيد ايضا من خارج سرب الدبلوماسيين والشخصيات السياسية ويسبق هؤلاء بأشواط في كونه من صلب العمل الانساني الاممي، عمل فيه ويعرف صعوباته وخفاياه وتحدياته كلها من لبنان الى افريقيا وهو يدعو الى تحديث اسلوب اختيار المسؤولين الانسانيين وخصوصا في اوتشا ليكونوا آتين من صلب العمل الانساني وليسوا دخلاء عليه.
شغر هذا المنصب بعد أن اعلن مارك لوكوك الرئيس الحالي لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في شباط الفائت أنه سيغادره، ما فتح الباب امام التغيير وسط شكاوى الموظفين بشأن الإدارة واسلوب تعامل الوكالة مع عدد متزايد من الأزمات الإنسانية.
شمالي مرشح لبناني عمل في المجال الانساني منذ أكثر من 15 سنة، بدأ عمله في لبنان مع سوليد وانطلق للعمل بعد حرب 2006 مع منظمات دولية، وقصد عدة بلدان افريقية وتولى مناصب في جنيف. من ابرز مهامه: المنسق العام لمنظومة الحماية الدولية، مستشار السياسات في مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، أحد ابرز واضعي “اعلان نيويورك” حول اللاجئين والمهاجرين، ممثل المجلس الدانماركي للاجئين، أسس عدة منظمات انسانية من بينها “جيبس”، عمل مع مفوضية اللاجئين في اوغندا وكينيا وبلدان عدة وهو انطلق في عمله الانساني من منظمة “سوليد” لمتابعة قضية المخفيين قسرا والتي أـسسها الراحل غازي عاد.
يعتبر شمالي في اتصال مع موقع “مصدر دبلوماسي” بأن ” قيادة العمل الانساني العالمي تتطلب وجود العامل الانساني وليس شخصيات بعيدة من المجال”. يشير:” واليوم تستلم الاجيال الجديدة القيادة سواء في الشأنين العام او الخاص، ويجب أن تشبه الامم المتحدة العالم الذي نعيش فيه. وبالتالي نحتاج الى جيل جديد لقيادة العمل الانساني وخصوصا إن كان آتيا من بلد عاش الحرب وعمل في المخيمات والضيع والبلدات في بلدان العالم”.
ويلفت شمالي الى أن:” منظمة أوتشا أنشئت منذ 30 عاما بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومذذاك تغير العمل الانساني بشكل كبير، مع اعتراف دولي بأن غالبية العمل الانساني الجاد يقوم به أهل البلد الذي تأثر بالحرب سواء في الجمعيات المحلية او البلديات، ويجب ان يتطور التنسيق الدولي في مجال العمل الانساني مواكبا الظروف المستجدة ولا يبقى مستندا الى الجمعيات الدولية بل على الجمعيات المضيفة والمتأثرة بالحروب”.
أما ابرز النقاط في برنامج شمالي كمرشح فتتمثل “بضرورة التغيير في طريقة التخطيط للعمل الانساني في الدول المتأثرة وفي طريقة توزيع الاموىل التي تصرف. فليس منطقيا أن يكون للجمعيات المحلية التي تفهم الثقافة المحلية بعمق ولها قدرة على الوصول للاشخاص المحتاجين ان يكون لديها فرص اقل للوصول للاموال والدعم الدولي لتنفيذ مشاريعها، يجب أن يتم قلب هذا الموضوع فتصل مصادر الدعم للجمعيات والمؤسسات التي لها قدرة الوصول للاشخاص الذين يحتاجون لمساعدة”. ويقول شمالي أنه :” يجب ان يبدأ تنسيق العمل الانساني الحاصل دوليا بشكل ممنهج متوافقا مع الواقع الميداني، فركيزة العمل الانساني لم تعد الاموال التي تعطى من الدول المانحة فحسب، ولكن ايضا قوة وقدرة المجتمعات المضيفة والجمعيات المحلية، ويجب التركيز على تقوية الطرفين، فتبقى مصادر التمويل سليمة وقوية والعمل بشكل ممنهج اكثر على تقوية المجمعيات المحلية والمجتمعات المتأثرة”.
يعيّن الامين العام للأمم المتحدة من يراه مناسبا لهذا المنصب بموجب قرار الأمم المتحدة 46/182. وبحسب موقع “دوفيكس” فإن “العام 2021 يقدم أيضًا فرصة لإصلاح المنظمة كما يقول الموظفون والخبراء الخارجيون، وستتطلب وظيفة رئيس الإغاثة الجديد مهارات بارعة في الإدارة والدبلوماسية والسياسة”.