“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أدلى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أثناء اجتماعه الرابع مع نظرائه من مصر والاردن والمانيا حول عملية السلام بتصريح ناري مما جاء فيه هذه التغريدة التي عاد لودريان ودوّنها على حسابه على تويتر: “تتجاذبني مشاعر الحزن والغضب والأسى، إذ لا يمكننا أن نكون بدلاء للقوى السياسية اللبنانية التي لغاية اليوم هي مسؤولة عن عدم اسعاف البلاد وهي في خطر. لا يزال يوجد وقت للفعل، وغدا سيكون قد فات الأوان”.
يعتبر هذا الموقف الفرنسي متقدّما من حيث اللهجة التي تمّ اعتمادها بالرغم من أنه تحذير فرنسي مكرّر منذ أكثر من سنة، لكن اللافت السياق الذي تحدث فيه لودريان ما يعني بحسب اوساط فرنسية واسعة الاطلاع تحدثت الى موقعنا بأن فرنسا لم تنس لبنان ولن تقبل بتفكيك مبادرتها التي تهدف الى انقاذ الشعب اللبناني اولا واخيرا والتي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد عرضها كخارطة طريق اثناء زيارته الى لبنان في ايلول الفائت ولاقت موافقة جميع الافرقاء اللبنانيين. في هذا السياق تشير الاوساط الفرنسية الى أن الرئيس ماكرون هو على تنسيق مع ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن ومع الروس عبر موفده السفير باتريك دوكين الذي زار موسكو مرتين وهو على تنسيق دائم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. كذلك ينسق ماكرون مع جمهورية مصر العربية والامارات العربية المتحدة، وبالتالي فإن هذه الدول متفقة تماما بأن المطالب التي يرفعها الشعب اللبناني في الاحتجاجات التي يشهدها لبنان محقة ويجب ان تتحقق اليوم قبل الغد.
ما يغيظ الفرنسيين فعليا هو الشلل الرسمي اللبناني، وعمليات التعطيل والتعطيل المضاد التي يقوم بها الأطراف، ولا يبرّئ الفرنسيون اي طرف مع مسؤولية أكبر يضعونها على الأحزاب التي تمتلك أكثرية برلمانية.
وتذهب الاوساط الفرنسية ابعد من ذلك، متحدثة عن امكانية محاسبة او عقوبات قد تقع على من يرفضون تقديم المساعدة للبلاد وهي في خطر كما ورد في تصريح لودريان، لكن هذه المصادر لم توضح كيفية القيام بذلك، لكنها أكدت بأن عملية الضغوط لتشكيل حكومة مستمرة وعلى القيادات اللبنانية تلقف كرة النار وإيجاد حل وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات من متخصصين لانقاذ ما يمكن انقاذه بعد. وفي هذا السياق علم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤجلة الى أجل غير مسمى، لأن من عليهم العمل والفعل هم المسؤولون اللبنانيون جميعهم دون استثناء.
في سياق متصل، وبحسب أوساط فرنسية دبلوماسية تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” فقد “بات يوجد إحباط أو خيبة أمل فرنسية بسبب اللاعبين السياسيين اللبنانيين الذين ظهروا بلا مسؤولية ولا يفعلون شيئا للاستجابة للصعوبات وللتحديات الموجودة في لبنان والتي يواجهها الشعب اللبناني حاليا. وكل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لم تؤدّ الى أي إجراء محسوس، ولم يبذلوا أي جهد للتوصل الى تشكيل حكومة ولا الى تطبيق أي اصلاح وهذا ما أوصل الى الانسداد الكامل حاليا”. تضيف الاوساط:” تحاول فرنسا التكلّم الى جميع اللاعبين الدوليين لإيجاد الحلول لكن لا يمكنها أن تحلّ مكان الدولة اللبنانية”.