“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
منذ انتخاب الرئيس جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأميركية ثم تنصيبه رسميا في 20 الجاري، تقوم ماكينات وشخصيات لبنانية بترويج مناخ قديم بأن لبنان سيكون خاضعا للوصاية الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، بمعنى تدويل القضية اللبنانية. لكن ذلك لن يحصل بحسب هذه الماكينات والشخصيات قبل حدوث تسخين أمني شاملا في لبنان وفوضى عارمة تدفع الدول الى تبني هذا السيناريو وتدويل لبنان. وتشير بعض الاوساط الى أن هذا القرار أميركي وقد سمعوه من دوائر اميركية واسعة الاطلاع منذ قرابة السنة، وأن الفاتيكان في هذا الجو وكذلك البطريرك الماروني الذي يطرح فكرة الحياد مجاراة لما يحصل في المنطقة من عمليات تطبيع مع اسرائيل.
لا شكّ أن هذا المناخ تمّ تصديره الى لبنان منذ مدة غير قصيرة، وذلك عبر عدد من الشخصيات وخصوصا تلك التي كانت خلف حراك 17 تشرين، الذي تبين بعد عام أنه لم يكن حراكا بريئا، واكبر دليل أنه مع تأزم الوضع المعيشي والمالي لم نعد نسمع بحسّ لأي من “الثوار”.
بأي حال، من الواضح أن هذا المناخ السابق يروّج في لبنان من قبل دوائر لا يمكن الجزم بأنها أميركية، أو اقليمية، لكن المؤكد أن هذا المناخ لم يعد يصلح في زمن الرئيس الاميركي الديموقراطي جو بايدن.
في هذا السياق، يقول محلل وثيق الصلة بفريق بايدن الانتقالي لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن هذه “الأقاويل خالية كليا من المنطق”. مضيفا:” إنه سيناريو ترامب-نتنياهو والمتطرفين من فريق 14 آذار الذين يصرّون على أن كل شيء في لبنان سيكون أسوأ”. ويشير:” لكن الواقع معاكس لهذه النظريات لأنه أخيرا ستتحسّن الاحوال بالنسبة الى لبنان والمنطقة، فقد تولى فريق بايدن زمام الامور، وفشلت سياسة الضغوط القصوى، وستحلّ مكانها سياسة جديدة واستراتيجية عامّة ومتناسقة”.
ويشير المصدر المقرب من فريق الرئيس بايدن الانتقالي في الولايات المتحدة الاميركية:” من الناحية الاقليمية، إذا بدأ الاسرائيليون وحلفاؤهم من ديكتاتوريات المنطقة حربا في بداية عهد بايدن سيكون ذلك خطأ فظيعا من قبلهم وسيؤدي الى ادانة ثنائية من الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الاميركية. لقد تغيّرت الازمنة، والحروب في الشرق الاوسط حتى لو بدأتها اسرائيل فهي لم تعد البتة على جدول اعمال الغالبية من الاميركيين سواء من الديموقراطيين او الجمهوريين”.
وعن امكانية شن حرب اسرائيلية على لبنان، قال المصدر في فريق بايدن:” لقد تضاءلت حظوظ شنّ حرب في لبنان، فالأكلاف لا تزال ضخمة بسبب الامكانات التي تمتلكها وتقودها ايران. واليوم، على حلفاء الولايات المتحدة الاميركية الاقليميين ان يعوا ويدركوا ويقتنعوا بأن فريق بايدن وغالبية متينة في مجلسي الشيوخ والنواب ومن ضمنهم بعض الجمهوريين لا يريدون حربا في الشرق الاوسط”. يضيف:” وبالتالي فإن العوامل تتضاعف معاكسة لأية حرب إلا بحسابات معينة كأن يريد بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان ومحمد بن زايد الدخول في مقامرة جسيمة، متجاهلين بأن نافذة الحرب الاقليمية قد اغلقت تماما. فهذا القرار من ادارة بايدن هو حكيم لأنه كان من الخطورة بمكان لجهات متعددة ان تعتزم حربا ضد ايران و”حزب الله” وسواهما، والآن فإن هذا الأمر يحمل المزيد من الخطورة، قد يقوم نتنياهو وحلفائه من الدكتاتوريين العرب بالمخاطرة لكن الأمر سيحمل حينها مقدارا خطرا من الجنون”.
وعن امكان السعي الى اشعال حرب اهلية في لبنان لزرع الفوضى وجر لبنان الى التدويل، يقول المصدر في فريق الرئيس بايدن الانتقالي في الولايات المتحدة الاميركية:” لا، إن ادارة بايدن تريد أن تعاكس وتفسخ سياسة ترامب التي كانت تريد حربا اهلية وتجميع الناس اذا كان ذلك يصب في ايذاء ايران، اعتقد بأن فريق بايدن سيحاول في غضون المئة يوم المقبلة ان يخفف من وطأة الامور على لبنان واعتقد جازما بأنه هذا هو الهدف المرسوم”.