“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
لم يعد من المجدي الحديث عن مبادرة فرنسية فحسب إذ تمّ تطعيمها بعناصر وضعتها المانيا وتظهرت بشكل واضح في مداخلات الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي في سياق ما أطلق عليه خلاصات مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي انعقد في 7 كانون الاول ديسمبر 2020. هذه الخلاصات هي التي تسيّر التعاطي الاوروبي الرسمي سواء الثنائي أو المتعدد الاطراف مع لبنان ومن هنا ضرورة العودة الى التذكير بما تضمنته هذه الخلاصات.
في هذا السياق فإن توصيف اوساط دبلوماسية وثيقة الصلة بالأوروبيين تشير في وصفها للوضع الاوروبي الى انه تم ادراج الافكار الالمانية وهي الاشمل من الورقة الفرنسية وهي اعطت بعدا للمجتمع المدني اولا ووضعت خطة اكثر تنظيما للحل من اجل عدم الاستئثار الفرنسي به. لم تتبن الدول الاوروبية الطروحات الفرنسية كاملة، فقد حاولت فرنسا الممسكة بالملفين السوري واللبناني أقلّه في الإتحاد الأوروبي ادخال بعض التعديلات المتعلقة مثلا بإدماج الملف السوري في الخلاصات الا ان الدول الاعضاء رفضت ذلك فتم الاكتفاء بالاشارة الى مسألة حماية اللاجئين.
تحوم اسئلة اوروبية كثيرة عما اذا كان الرئيس ايمانويل ماكرون يمتلك الامكانية والرغبة في التدخل في خضم معركة بدت خاسرة خاضها في ما يتعلق بملف الاسلام، وعدم نجاحه ايضا في ملفات داخلية منها ملف توزيع اللقاح مقارنة بدول اخرى مثل بريطانيا، اما على الصعيد الخارجي هنالك انطباع اوروبي ان فرنسا لا تمتلك امكانات استراتيجيتها وخصوصا بعد التمدد التركي شرقا في اذربيجان وغربا في ليبيا وكذلك حفاظ تركيا على مواقعها في سوريا.
بطبيعة الحال تبقى المبادرة الفرنسية بإسم باريس ولو توسعت اوروبيا لكن البصمات الالمانية والاوروبية واضحة من خلال عدم دمج الملفين اللبناني والسوري في معرض الخلاصات المذكورة، صحيح ان فرنسا لا تزال ممسكة بالملف اللبناني في بروكسيل اي على الصعيد الاوروبي الا ان الخلاصات المذكورة ايضا تعطي هامش مناورة لأية دولة اوروبية اخرى راغبة في التدخل وهي بطبيعة الحال لن تقوم بذلك بمعزل عن فرنسا لكن هذه الخلاصات باتت جزءا من ادبيات السفراء الاوروبيين في بيروت ومسؤوليهم.
تتصاعد المعارضة لسياسات فرنسا من دول منها ايطاليا بالدرجة الاولى التي تعتبر بأن فرنسا فشلت في ليبيا وسوريا، وكذلك من اسبانبا وخصوصا مع تبوؤ وزير خارجيتها الاسبق جوزف بوريل رئاسة المفوضية الاوروبية، ولا ننسى دول اوروبا الشرقية ومنها بلغاريا المقربة من تركيا والتي تعتبر الحدّة الفرنسية تجاه تركيا غير مبررة، وبولندا وهنغاريا وهما تاريخيا تفضلان الدور الاميركي على على الصعيد الاوروبي. ولدى السؤال عن زيارات اوروبية وشيكة تشير الاوساط الى استبعاد زيارة اي مسؤولين اوروبيين حاليا الى لبنان، علما بأنه زار لبنان كل من رئيس الاتحاد الاوروبي ميشيل ومفوض الشؤون الانسانية ليناريتشيش ولن تكون اية زيارات قبل تشكيل الحكومة.