“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
رأت المصالحة الخليجية مع قطر النور أخيرا بعد 3 اعوام من الخلافات والحصار، وضمّت اليها مصر التي يتردد بأنها والامارات العربية المتحدة لا تزالان تحملان مواقف ضبابية ازاءها، إلا أن قوة الدفع الاميركية السعودية كانت اقوى من تردد الدولتين فتمّت المصالحة وحضر أمير قطر الشيخ تميم من حمد آل ثاني الى العلا مقر قمة مجلس التعاون الخليجي، وحظي باستقبال حار وعناق من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ما دشن صفحة جديدة في العلاقات الخليجية-الخليجية بعيدة من التوجس المتبادل. في هذا السياق وجّه موقع “مصدر دبلوماسي” 3 أسئلة الى سفير المملكة العربية السعودية السابق في لبنان الدكتور علي عوّاض عسيري:
*سعادة السفير، لماذا قررت المملكة العربية السعودية المصالحة مع قطر وما هو الدور الأميركي؟
– إن المملكة هي الاخت الكبرى لكل دول مجلس التعاون الخليجي وهي تشعر بالتالي بأهمية وحدة الصف الخليجي وما يعكسه ذلك من فوائد متعددة على الصعد الاقتصادية والامنية والاجتماعية وغيرها ولذا لم تتأخر قيادة المملكة في الاستجابة الى المساعي المشكورة التي بذلتها قيادات الكويت السابقة والحالية والدور الاميركي كان دورا ايجابيا مكملا لجهود قيادات الكويت العظيمة.
*ما أهمية هذه المصالحة استراتيجيا على دول الخليج؟ وهل صحيح أنها ستقتصر على فتح الحدود الجوية والبحرية فحسب؟
– تأتي اهمية هذه المصالحة وعودة اللحمة الخليجية في وقت هام لما لها من اثر كبير في تحصين دول مجلس التعاون الخليجي من اي تهديد لامنها ولاستقرارها، ويعتبر بيان القمة في العلا انجازاً تاريخياً وصفحة جديدة في العلاقات الخليجية الخليجية، والحقيقة ان قوة اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي ولحمتها هي التي حصنتها عندما سعت دول اقليمية ودولية لزعزعة امن واستقرار العديد من الدول العربية وراء ستار ما سمي بـ”الربيع العربي”. وتأتي هذه المصالحة لطي جميع الخلافات بين الدول الاربع السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر والبحرين ومع دولة قطر واعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل.
*هل صحيح أن هدف المصالحة هو تطويق ايران؟ وما انعكاسها على ملف “حزب الله” وخصوصا وأن بيان قمّة العلا تطرق اليه؟
– لاشك ان البيان الختامي لقادة مجلس التعاون الخليجي اعرب عن رفضة التام لاستمرار التدخلات الايرانية لدول المجلس والمنطقة وشدد على ضرورة ان تشمل اي مفاوضات مع ايران معالجة سلوك ايران المزعزع لاستقرار المنطقة. بالإضافة الى ذلك، فإن قوة وثبات العلاقات الخليجية-الخليجية ستكون ضرورية للغاية لمواجهة تداعيات المرحلة القادمة وخصوصا العلاقات الاميركية الايرانية وأطماع ايران التي تسعى الى التوسّع في المنطقة وتأمل الى احياء الاتفاقية النووية مع الولايات المتحدة الاميركية بعد تولي الرئيس المنتخب جو بايدن الرئاسة في 20 كانون الثاني يناير الحالي.