“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
توالت في الاسبوع الفائت تحذيرات من 3 مراجع دولية حول خطر داهم يحدق بالأمن الغذائي للبنانيين: من المؤتمر الدولي الثاني لدعم الشعب اللبناني في باريس ثم من وزير شؤون الشرق الأوسط في بريطانيا جيمس كليفرلي وعبر بيان للبنك الدولي.
خطاب ماكرون في المؤتمر
ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابا عبر تقنية الفيديو كونفيرانس في المؤتمر الدولي الثاني الذي تشارك برئاسته مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس. وطالب الرئيس الفرنسي مجددا بتشكيل حكومة ذو مصداقية تطبٌّق خريطة طريق الاصلاحات التي التزمت بها القوى اللبنانية في الأول من أيلول الفائت، ووصفها بأنها “خريطة طريق لا مهرب منها” وبأنها “مصلحة حيوية للبنان”. وأشار الرئيس الفرنسي ماكرون الى أن الالتزامات التي تعهد بها القادة اللبنانيون لم يتم احترامها لغاية اليوم.
وكشف بأن فرنسا صرفت منذ انفجار مرفأ بيروت في 9 آب الفائت مبلغ 45 مليون يورو على السكن والتعليم والمساعدات الانسانية. في حين تعهدت دول مانحة في 9 آب الفائت بأكثر من 280 مليون يورو من المساعدات. أهم المساعدات التي ذكرها ماكرون في خطابه:
-12500 طن من الطحين بعد دمار 80 في المئة من المخزون.
-73 ألف شخص نالوا مساعدات مالية
-17 ألف شخص كوبونات غذائية.
-4 آلاف استشارة طبية بالاضافة الى فحوص وتجهيزات لـ30 مستشفى.
-25 ألف شخص تمّ توفير أماكن سكن لهم.
-6 آلاف شخص استفادوا من برامج الدعم للأطفال وألفين استفادوا من الدعم النفسي.
-9 آلاف مدرسة تضررت من الانفجار وتلقت تجهيزات مدرسية.
واشار الرئيس ماكرون في خطابه الى أن كل ذلك لا يكفي إذ يوجد محوران يعتبران أولوية اليوم: الاستجابة الطارئة، إذ يعيش 20 في المئة من اللبنانيين اليوم تحت خط الفقر.
ثم استعادة النشاط السريع والمبكر وهنا أعلن ماكرون عن انشاء صندوق متعدد الاطراف للاعمار يديره البنك الدولي والامم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ولفت أن ماكرون تحدث أن هذا الصندوق لديه ايضا اولويات ابرزها: الاحتياجات الغذائية للشعب اللبناني.
كذلك اعلن ان فرنسا ستشارك في هذا الصندوق حيث ستكون اهداف ابرزها: الصحة والتعليم والتراث وبناء المرفأ والأحياء المتضررة ودعم المؤسسات الصغيرة لاستعادة عافيتها. كذلك ورد في توصيات المتابعة بند عن الامن الغذائي للبنان.
وزير شؤون الشرق الأوسط جيمس كليفرلي
من جهته، تطرق وزير شؤون الشرق الأوسط جميس كليفرلي أثناء زيارته الى بيروت الاسبوع الفائت في مقال كتبه بعنوان “التسونامي الصامت” الى الامن الغذائي. وقال أن انفجار مرفأ بيروت مشكلة صنعها البشر وكان بالإمكان تفاديها. الخطر الأكثر الحاحا بنظر كليفرلي هو ذاك المتعلق بالأمن الغذائي. وقال أن لبنان على شفير عدم استطاعته اطعام نفسه. مشيرا الى أن أزمة الأمن الغذائي لا تتكشف بصورتها الا بعد أن تصل الى أسوأ مراحلها ويقع ما لا تحمد عقباه، لهذا يوصف هذا النمط من الازمات بأنه “تسونامي صامت”. فلبنان بلد معرّض لأزمة الأمن الغذائي لأنه يستورد كميات فائقة من المواد الغذائية فهو يستورد 85 في المئة من استهلاكه المحلي من القمح وفوق هذا كله هنالك ارتفاع مستمر في اسعار السلع الاساسية. فقد بلغت نسبة ارتفاع اسعار المنتجات الغذائية 141 في المئة في تموز مقارنة مع السنة الماضية. وأضاف: نرى البعض يبيعون ممتلكاتهم لشراء الطعام لأطفالهم ومن شأن رفع الدعم الحكومي أن يتسبب في تفاقم الوضع. وكانت الأمم المتحدة قد توقعت في أواخر شهر آب أن أكثر من 50 في المئة من الشعب اللبناني قد لا يتمكن من الحصول على الأغذية الأساسية بحلول نهاية العام الحالي 2020. ولفت كليفرلي: الوقت ليس في صالحنا ولا بد من عملية انسانية لتكون بمثابة الجسر لهذه الحلول لتخفيف المعاناة ولجم أسوأ آذار هذه الأزمة.
بيان البنك الدولي
في 2 كانون الأول ديسمبر الجاري أصدر البنك الدولي بيانا قال فيه بأن المسؤولين اللبنانيين يدعون المركب يغرق وتحدث ايضا عن غياب متعمد لأية حركة سياسية فعّالة. وانتقد المصرف المركزي والمصارف على ادارة ظهورهم للبنانيين الأكثر هشاشة عبر تحويل الودائع الى ليرة وخسارة قيمة العملة الوطنية وحذّر من طول أمد الأزمة داعيا الى أجندة اصلاح شاملة وتشكيل الحكومية. وكشف أن التضخم بلغ 75 في المئة في العام 2020 وسيزيد بنسبة 40 في المئة في العام 2021 ولفت الى أن ذلك سيضع الكثير من اللبنانيين تحت عتبة خط الفقر.