“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة
يلتئم اليوم الاربعاء عند الساعة السادسة والنصف مساء بتوقيت بيروت اجتماع افتراضي برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس أسمي مؤتمر دعم الشعب اللبناني وهو يأتي بعد مرور 4 أشهر على انفجار مرفأ بيروت في سعي فرنسي دولي لإيجاد آلية واضحة لتوزيع المساعدات وحيثياتها وللاستجابة لاحتياجات لبنان وذلك بعد الاجتماع الاول في هذا السياق الذي انعقد في 9 آب الفائت
يندرج هذا الاجتماع في سياق المبادرة الفرنسية المستمرة في اتجاه لبنان، ووفقا للوعد الذي قدمه الرئيس ماكرون للشعب اللبناني:” إن فرنسا لن تتخلّى عنكم ابدا”. في هذا السياق قال مصدر رئاسي فرنسي لعدد محدود من الوكالات الصحافية الدولية والفرنسية والعربية اليوم في لقاء في قصر الايليزيه بأن المبادرة الفرنسية قائمة، لكن أية اتصالات مباشرة لم تحصل لغاية اليوم بين الفرنسيين والاميركيين في الآونة الاخيرة حول لبنان. وبحسب معلومات استقاها موقع “مصدر دبلوماسي” من اوساط واسعة الاطلاع فإن المصدر الرئاسي الفرنسي لم يحمّل المسؤولية في عرقلة المبادرة التي اطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون للأميركيين نظرا الى العقوبات التي فرضوها لمرتين اثنتين مفخخين أي تشكيلة حكومية عتيدة: المرة الاولى كان الرئيس المكلف مصطفى أديب على وشك تشكيل الحكومة فوقع سيف عقوبات “الاوفاك” على الوزيرين السابقين علي حسن الخليل ويوسف فنيانوس، فيما طاول قانون ماغنتسكي رئيس التيار الوطني الحرب جبرا باسيل وكان سعد الحريري على وشك وضع اللمسات الاخيرة على حكومة جديدة. لكن الفرنسيين وبحسب ما نقلت عنهم الأوساط المذكورة لا يرمون تهمة العرقلة على الاميركيين إذ قال المصدر الرئاسي الفرنسي بحسب ما نقل عنه: “إن العقوبات الاميركية لم تعرقل شيئا لكنها لم تزل أية عراقيل”.
غير أن الضغوط التي يمارسها الاميركيون على لبنان بغية تشكيل حكومة، ينظر اليها الفرنسيون بعين الرضى لأنها تصب حتما في الهدف الفرنسي الذي يتمثل بتطبيق خارطة الطريق الاصلاحية التي أعلنها الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارتيه السابقتين وهي عمليا ما يسمى بالمبادرة الفرنسية. بالنسبة الى مؤتمر الدعم الانساني الذي ينعقد عصر اليوم في باريس برئاسة ماكرون وغوتيرس عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” فهو كما بات واضحا سيقدم مساعدات انسانية للبنان استجابة للاحتياجات الطارئة. وبالتالي لن تكون هنالك تقديمات مالية نقدية، بل إضافة الى المساعدات الانسانية التي أقرها المؤتمر الاول في 9 آب الفائت والتي بلغت آنذاك قرابة الـ250 مليون دولار أميركي، ستوزع مجددا عبر وكالات الامم المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي والاتحاد الاورولي وعبر مؤسسات لبنانية موثوقة مثل الجيش اللبناني واللجنة الدولية للصليب الاحمر.
في هذا السياق تقول الأوساط المتابعة بدقة للمناخ الفرنسي لموقع “مصدر دبلوماسي”:” لا يجب ان يغرق اللبنانيون بالأوهام فلا توجد أية جهة تريد أن “تمدّ يدها الى جيبها”، فيما الدول العربية غير مبالية تماما بما تؤول عليه الاوضاع في لبنان، وهنا نتحدث عن دول عربية وازنة طالما آزرت لبنان في أزماته”.
لكن السؤال الرئيسي المطروح هو الآتي: لماذا دعا الرئيس إيمانويل ماكرون الى عقد هذا المؤتمر وهو كان لوّح في مؤتمر سابق له إثر عدم التزام الساسة اللبنانيون بمهل المبادرة الفرنسية بأن لا مساعدات للبنان إذا لم يشكل حكومة اصلاحية؟ تعيد الأوساط هذا الأمر الى “عدم رغبة فرنسا بأن ترى لبنان ينهار بشكل كلي في نظامه الاستشفائي والتعليمي والسكن ولا ترغب برؤية فقدان للمواد الغذائية بعد شهرين من اليوم، لذا تعمل مع الدول المانحة الى مدّ لبنان بالقليل من الأوكسيجين كي يبقى حيّا، ليس محبّة بطبقته السياسية بل رأفة بالشعب اللبناني”. أخيرا ينبغي رصد إن كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوف يزور لبنان في 11 الجاري كما تردد في بعض الاعلام، من دون أن يحوز هذا التاريخ على اي تأكيد من الإيليزيه، لأنه في هذه الزيارة ستنجلى أمور كثيرة حول المبادرة الفرنسية ومستقبلها.