مقالات مختارة
مجلّة “الامن العام”
أجرت مجلة “الامن العام” في عددها الصادر في تشرين الثاني نوفمبر الجاري حوارا مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم حول زيارته الى واشنطن في 14 تشرين الاول الماضي واللقاءات التي اجراها هناك وتكريمه، اضف ما سمعه من المسؤولين الاميركيين وانطباعاته عن المرحلة المقبلة. كذلك تناول جهوده لاطلاق محتجزين اميركيين في سوريا. هنا نصّ الحوار:
* ما تقييمك للزيارة التي قمت بها الى واشنطن والاهتمام الاعلامي الذي حظيت به؟
الزيارة ناجحة بكل المقاييس شكلا ومضمونا. بالنسبة الى الاهتمام الاعلامي فهذا الامر له علاقة بمستوى الشخصيات التي التقيتها من ناحية، ومن ناحية ثانية الاهمية ان تمنح “جائزة انسانية” للمرة الاولى من مؤسسة محترمة ومرموقة ومعروفة لدى الشعب الاميركي الى غير اميركي، ما يجعل للموضوع بعدا دوليا اكثر منه داخليا. اضافة الى اهمية ملف المفقودين الاميركيين وتأثيره على مجرى الانتخابات الرئاسية الاميركية حاليا، وهو ما اعتقد كثيرون نتيجة الجائزة وتوقيتها انه سبب الزيارة .
* كيف يمكن تلخيص نتائج المحادثات التي اجريتها في ما يتعلق بلبنان؟
– كانت المحادثات صريحة وواضحة وجرت بشفافية مطلقة. لبنان هو الهم الاساسي ومصالحه كانت الاولوية كما في كل مكان قصدته. من المهم القول ان كل من التقيتهم كانوا مهتمين بالاستماع الى تقييمنا للوضع بشكل عام في لبنان والمنطقة. كان الحديث في الوضع السياسي لما له من انعكاس على الوضع الامني بشكل مباشر. هناك اهتمام حول الدفع في اتجاه الحوار كسبيل وحيد لحل مشاكل المنطقة ولبنان، لأن القوة والضغط لن ينتج عنهما الا مزيد من الاهتزازات في المنطقة .وقد لمست كل الحرص على الاستقرار الامني في لبنان من جميع من التقيتهم .
* كيف كانت مواقف المسؤولين الاميركيين من الوضع في لبنان خصوصا على الصعيد الامني، وماذا لمستم من مواقف تتعلق بالمساعدات الاميركية للبنان والاجهزة الامنية خصوصا؟
– ربطا بالاستقرار في لبنان، تبدي الولايات المتحدة الاميركية استعدادها للمساعدة، وهي تنظر باحترام الى الجهد المبذول من القوى المسلحة اللبنانية في هذا المضمار، وهذا ما يجعلها مصممة على التعاون الامني.
* نشرت الكثير من التقارير الاميركية حول ارتباط زيارتكم الاميركية بخط العلاقات بين واشنطن ودمشق. ما مدى دقة هذه المعلومات وبماذا ترتبط تحديدا وما هو تعليقكم؟
– تشكل سوريا جزءا مهما من المنطقة، وما يجري فيها يتأثر به لبنان الى حد كبير. انا سبق وقلت اننا ناقشنا الوضع غير المستقر في المنطقة وانعكاسه على لبنان وعلى كل المستويات. اما بالنسبة الى العلاقة الاميركية – السورية، هذا شأن الدولتين وليس شأن اي مسؤول لبناني. لكن ليس سرا اننا كجهاز امني رسمي ساعدنا الرعايا الاميركيين القاطنين في سوريا اخيرا، بناء على رغبة اميركية، في العودة الى بلادهم عبر لبنان بشكل آمن ومريح. بالاضافة الى موضوع المفقودين الذين نعمل عليه تاريخيا وبكل الاتجاهات، مع الكثير من الدول.
* من اي زاوية ترى تكريمك من جانب “مؤسسة جيمس فولي”؟ بالنسبة اليك على الصعيد الشخصي، وبالنسبة الى لبنان ودوره في هذا المجال؟
– بالنسبة الى الجائزة او التكريم فهي شرف لي، خصوصا وان التكريم يأتي من مؤسسة انسانية تعني بمواضيع انسانية بعيدا من السياسة ومنزلقاتها. هذه المؤسسة الكريمة التي يدل اسمها على توجهاتها، والتي تحمل عنوان شخص نستطيع ان نقول انه شهيد كونه قدّم روحه بينما كان يحاول نقل الحقيقة عن ممارسات داعش وارهابها. هذا الشخص هو جيمس فولي. وقد التقيت والدته التي تضع عنوانا كبيرا لمؤسسة تحمل اسم ابنها. هذا العنوان هو الانسانية والانسانية فقط . من هنا ارى ان هذه الجائزة هي تكريم للبنان الانسان، لبنان الحوار، لبنان المحبة، لبنان الذين نشأنا وترعرعنا، في ظل هذه المبادئ، تحت سقفه. كان لهذه الجائزة ان تعيد الى لبنان على مستوى العالم هذا الدور الذي يليق به تنوعا وتفاعلا مع مختلف حضارات العالم. فلبنان يستحق.