“مصدر دبلوماسي”- خاص
كشف تقرير لصحيفة “الواشنطن بوست” الأميركية أمس بأن مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عبّاس ابراهيم أجرى يوم الاربعاء الفائت في بوسطن فحصا ثانيا لكوفيد 19 فجاءت النتيجة سلبية، ولفتت الصحيفة الى أنه تبيّن أن أيا من الاشخاص الذين خالطوا اللواء ابراهيم في زيارته الأخيرة الى واشنطن لم تكن نتيجته إيجابية.
وكتبت مديرة مكتب “الواشنطن بوست” الذي يغطي بيروت وسوريا ليز سلاي تقريرا بعنوان: “رئيس الاستخبارات في لبنان يعد ببذل المزيد من الجهود حتى الفوز بتحرير الاميركيين المفقودين في سوريا”.
وتحدثت سلاي في تقريرها الى اللواء ابراهيم قبيل عودته الى بيروت ناقلة عنه بأنه “نذر نفسه لمتابعة الجهود من أجل توفير الحماية لتحرير 6 أميركيين مفقودين في سوريا بالرغم من عدم وجود دليل على أن اتصال ادارة ترامب بالرئيس بشار الأسد قد أدى الى نتائج”.
وقالت سلاي أن اللواء عباس ابراهيم تحدث بينما كان يهمّ بالمغادرة الى بيروت بعد زيارة واشنطن بناء على دعوة من البيت الأبيض والتي أثارت جدلا حولها.
هدفت الزيارة “الى الدفع قدما بمفاوضات لا تزال ضعيفة مع الحكومة السورية، والتي انطلقت مطلع هذا العام من قبل الرئيس دونالد ترامب وهدفت الى تحرير الأميركيين ومن بينهم الصحافي المستقل أوستن تايس، وهو أحد الصحافيين المساهمين في “الواشنطن بوست”. وتابعت الصحيفة:” أتت هذه الزيارة في خضمّ اختلافات في داخل الإدارة حول المدى الذي يمكن أن يصل اليه الاتفاق مع نظام منبوذ منذ العام 2012 بسبب انتهاكات لحقوق الانسان. وكان المسؤول الاعلى في مكافحة الارهاب في البيت الابيض كاش باتل قام مطلع هذا العام بزيارة سرية الى دمشق ما شكّل الاتصال الرسمي الاول بين الحكومتين منذ العام 2012، بحسب ما نقلت صحيفة “الوول ستريت جورنال” هذا الأسبوع”.
(راجع تقارير “مصدر دبلوماسي” للاطلاع الكامل على تقرير وول ستريت جورنال وسواه).
وأضافت “الواشنطن بوست” بأن “مبعوث شؤون المفقودين روجيه كارستنز انضم الى باتل في المفاوضات في دمشق، حيث التقيا بعلي مملوك رئيس المخابرات السورية بحسب ما نقلت صحيفة موالية للحكومة السورية.
ونقلت “الواشنطن بوست” أن نقدا طاول الادارة الاميركية لتعاونها مع ابراهيم، بسبب موقعه الذي يجعله على تماس متكرر مع “حزب الله”، وهو حزب في الحكومة اللبنانية تصنفه الولايات المتحدة الأميركية ارهابيا.
وقال اللواء ابراهيم لـ”الواشنطن بوست” بحسب ما نقلت عنه:” هذه قضية انسانية، أنا لا أتدخل في السياسة، والسياسة لدى الطرفين ليست من شأني”، وأضاف:” أنا وسيط لا أكثر وأحاول أن أعيد هؤلاء الأشخاص الى ذويهم”.
ونفى اللواء ابراهيم بحسب تقرير “الواشنطن بوست” مناقشته اية تفاصيل تتعلق بأية تبادلات بين حكومة الأسد ومسؤولين رسميين من إدارة ترامب كي لا يعرّض للخطر أي تقدّم محتمل. لكنه أكّد بأن المحادثات لم تتوصل بعد الى تقديم أي برهان حول إن كان تايس وسواه أحياء.
وتشير الصحيفة الى أن من ضمن المفقودين مجد كاملماز وهو معالج نفساني فقد في العام 2017 بعد أن اعتقل على حاجز للحكومة، بالاضافة الى 4 مواطنين أميركيين لا تريد عائلاتهم التحدث عنهم علانية. ونقلت الصحيفة أجواء عن ان تحقيق ذلك سيتطلب انسحابا كاملا للقوات الاميركية من سوريا، وتخفيفا للعقوبات الاميركية كشرط مسبق لاية محادثات مستقبلية. في هذا السياق تنقل الصحيفة عن اللواء ابراهيم قوله:” ليست القضية سهلة”. يضيف:” أولا، علينا بناء جسر من الثقة بين الطرفين، ولا توجد ثقة بينهما”.
(…) وذكّرت الصحيفة بأن اللواء ابراهيم نجح في تحرير الرحالة الأميركي سام غودوين العام الفائت من سوريا، والمواطن الكندي كريستيان لي باكستر الذي انتقل الى سوريا من لبنان بطريقة غير شرعية. كذلك أدار ابراهيم مفاوضات تحرير الراهبات المختطفات من قبل “جبهة النصرة” المرتبطة بالقاعدة كذلك فاوض لاطلاق سراح حجّاج لبنانيين اختطفهم ثوار سوريون. وقالت “الواشنطن بوست” ان ابراهيم:” انخرط منذ اعوام طويلة في بذل جهود لتحديد مكان تايس الذي اختفى في العام 2012 اثناء محاولته مغادرة مدينة داريا خارج دمشق، والتي كانت محاصرة من قبل قوات حكومية في ذلك الوقت، وطالما رددت عائلته بأنها على ثقة بأنه على قيد الحياة”.