سياسة بايدن الخارجية: نسف معظم موروثات ترامب باستثناء الدفاع عن أمن اسرائيل!

المرشح الرئاسي الديموقراطي جو بايدن

 

 

سياسة بايدن الخارجية: نسف معظم موروثات ترامب باستثناء الدفاع عن أمن اسرائيل!

 

مقالات مختارة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تقرير كارين دي يونغ

الواشنطن بوست

لعلّ أول الأمور التي سيعمد اليها جو بايدن فور انتخابه كما قال هو التقاط الهاتف والاتصال برؤساء الدول قائلا لهم: “أميركا عائدة يمكنكم الاعتماد علينا”. ولكي يبرهن قوله يخطط بايدن لضربات سريعة تقلب ارتكازات الرئيس ترامب في السياسة الخارجية، تماما كما انقلب ترامب على اجندة باراك اوباما في كانون الثاني 2017.

تعهّد بايدن العودة فورا الى اتفاق المناخ في باريس، والى منظمة الصحة العالمية وعدة منظمات تابعة للامم المتحدة. وهو يخطط للعودة الى  الاتفاق النووي اذا عادت طهران والتزمت بمندرجاته.

سوف يرفع الحظر الذي وضعه ترامب على المسلمين، ويبطل سياسات الأخير الخاصة بالهجرة، وأن يزيد قبول المهاجرين الى 125 ألف شخص سنويا في حين كان ترامب يهدف لتخفيض العدد الى 15 ألفا. كذلك يزمع بايدن اضفاء المزيد من الشفافية في العمليات العسكرية.

 

في العام الاول لتوليه السلطة- في حال نجح- يزمع بايدن استضافة قمة حول الديموقراطية، مع جماعات متشابهة ايديولوجيا وقوميات من اجل ترسيخ قيادة اميركا وتحالفاتها والتزاماتها ومن اجل عقد اجتماع عالمي جديد حول المناخ.

يريد بايدن القول بأن الأعوام الاربعة الأخيرة من ولاية ترامب كانت شاذة ولا تمثل ما تطمح اليه الولايات المتحدة الأميركية كما يقول أنطوني بلينكن المستشار الاول في حملة بايدن للشؤون الخارجية.

يريد بايدن بدوره الانقلاب على سياسة ترامب والعودة الى التعددية الليبيرالية التي ميّزت ادارة اوباما. وهو احاط نفسه بخبراء في الامن الوطني كانوا في عهد اوباما في البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية وسيكون لهم دور كبير في ادارة بايدن. لكنه مع معاونيه يعترف بأن العالم والولايات المتحدة الأميركية تغيروا كثيرا في الاعوام الاربعة الاخيرة.

وعد ترامب برد الصين الى اعقابها، لكنه لم يفعل، والنتيجة صراع حادّ بين القوتين الرئيسيتين عالميا.

إن العملية الداخلية لتشكيل السياسة في الداخل اندثرت.

الانقسامات الاجتماعية، سرعة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت السياسة الخارجية موضوعا فئويا ومحط انقسام ايضا.

إن العلاقات بين الاصدقاء أنفسهم وبين الخصوم تغيرت، وفي بعض الاحيان بشكل راسخ في المستقبل المنظور.

بالرغم مما عرفوه من سياسات ترامب وتفضيلهم لبايدن فإن الحلفاء في غربي اوروبا لا يعيشون اوهاما

يقول كليمان بوم وهو وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية لعدد من الصحافيين الاسبوع الفائت، إن بعض اتجاهات ترامب في الضغط على الاتحاد الأوروبي في تمويل الدفاع والصرامة في موضوع التجارة، واللعبة الصعبة مع الصين ستبقى على حالها.

كثر في فرنسا وفي ألمانيا انتقلوا من الاحادية الاميركية الى المساواة بأهمية العلاقة مع الصين حفاظا على مصالحهم.

 

دول مختلفة بانتظار نتائج 3 نوفمبر والرهانات عالية بالنسبة الى اليابان وكوريا الجنوبية، حيث طالب ترامب بزيادات اساسية للدفوعات من اجل انتشار القوات الاميركية، الى ايران وافغانستان حيث الاعداء القدماء ينتظرون من اية جهة ستنفخ رياح الحرب. وكذلك المملكة العربية السعودية حيث يقول بايدن بأنه سيوقف الدعم للحرب في اليمن، الى بولندا وهنغاريا حيث حكوماتهما القومية تعتبر بأن ترامب هو حاميهم.

في المانيا حيث الاقبال على تعددية الاطراف عميقة، فإن الآمال المعقودة على بايدن تم تخفيفها بالواقعية، بحسب بيتر ويتيغ، الذي خدم كسفير في واشنطن خلال ولاية ترامب.

“إن الايمان بأن الولايات المتحدة الأميركية هي حاملة راية الديموقراطية تآكلت في كل أنحاء أوروبا. هذا ما كتبه ويتيغ في العدد الحالي من “الفورين آفيرز”.

ويشير الى أنه لا احد يتوقع منعطفا، لأن اوروبا تدرك بأنها صارت اقل أهمية بالنسبة للأميركيين لصالح الصين وروسيا.

لا تندرج السياسة الخارجية ضمن اولويات القلق عند الاميركيين الذين يواجهون الوباء والاضطرابات الاجتماعية واقتصادا منازعا.

حاول بايدن ايجاد تشابك وتوافق بين سياسياته الداخلية والخارجية معتبرا بأن الحفاظ على دور الولايات المتحدة الأميركية يتطلب معالجة امراض الداخل، “فأمة منقسمة على ذاتها هي منارة شاحبة لا تجتذب الاتباع.”

قال بايدن في أثناء تسميته مرشحا من قبل الحزب الديموقراطي في تموز 2019: “إن السياسة الخارجية هي سياسة داخلية، والسياسة الداخلية هي سياسة خارجية”. أضاف:” هنالك اتصال وثيق بين الخيارات حول كيفية تحسين حياة الاميركيين وحول رؤيتنا للمستقبل”.

ركنان رئيسيان للسياسة الخارجية لبايدن وللعودة الى الواجهة: العودة الى لعب دور محوري في موضوع التغير المناخي وضمان عدم انتشار السلاح النووي، والصحة العالمية.

 

أما الثاني فإعادة تعزيز وتنشيط نظام التحالفات أولا مع اوروبا وشرق آسيا اللذين كانا قواعد اساسية للسياسة الخارجية الأميركية على مدى عقود، والتي قام ترامب باحتقارها.

وقال بايدن أن مواضيع مثل: التغير المناخي، الانتشار النووي، اعتداءات القوى الكبرى، الارهاب العابر للحدود، الحرب السيبيرانية، التكنولوجيات الهدّامة الحديثة، الهجرة الجماعية، أيا من هذه المواضيع لا يمكن أن تحلّ من قبل الولايات المتحدة الأميركية فحسب أو من أية دولة لوحدها” قال بايدن في خطابه للعام 2019.

هذه هي الاهداف الواسعة وهي لم تتغير وتم تكرارها منذ بداية حملة بايدن. في تطبيقها على الصين التي اطلق عليها ترامب تسمية التهديد الاول لأمن الولايات المتحدة الاميركية، فإن بايدن مثل ترامب يوصف المشكلة بأن الصين تريد الهيمنة العالمية كديكتاتورية استبدادية.

“لا تحتاج الولايات المتحدة الأميركية لأن تتصرف بشدة مع الصين” كتب بايدن الربيع الفائت. إن الطريقة المثلى لمواجهة هذا التحدي تتمثل ببناء جبهة موحّدة من حلفاء الولايات المتحدة الأميركية ومن شركائها من اجل مواجهة سلوكيات الصين التعسفية وخروقها لحقوق الانسان”. بينما يتم تسجيل الصين واشراكها في حل مشكلات مثل التغير المناخي وكوريا الشمالية. وتعهد بايدن بمبلغ 4 بلايين دولار لاستراتيجية اقليمية لاميركا الوسطى، من اجل مكافحة الفساد، والعنف والفقر المستشري الذي يقود الناس الى ترك منازلهم”.

وأشار بايدن الى أنه سيستمر بمالمعاهدة النووية مع روسيا، وسيستخدم ذلك كنوع من التأسيس لترتيبات من اجل تقييد الاسلحة الجديدة.

ولم يعط بايدن حيزا واسعا لتخفيف العقوبات القاسية على روسيا، ما حدا بالرئيس فلاديمير بوتين في مطلع هذا الشهر الى انتقاد بايدن ووصفه بأنه يستخدم :” خطابا حادا ضد روسيا”.

تحدّث بايدن عن التزامه “الراسخ” بالدفاع عن اسرائيل وهو لا يزمع فسخ قرار ترامب بنقل سفارة الولايات المتحدة الاميركية من تل أبيب الى القدس. وهو قاله أنه قد يعيد المساعدات الاميركية الى الفلسطينيين، التي الغاها ترامب، وأن يعيد السماح بإعادة افتتاح القنصلية الفلسطينية في واشنطن، لكنه لم يعط الكثير من التلميحات حول أين يخطط لاخذ عملية السلام.

أشار بايدن أنه قد يعيد النظر بخطط ترامب للانسحاب واعادة الانتشار في امكنة اخرى ل،9200 من القوات . لكنه منذ كان نائبا لأوباما هو يرفض زيادة قوات في افغانستان وقال ذلك وكرئيس قد يعمد الى سحب قوات مقاتلة لصالح قوات عمليات خاصة. لكنه قال أنه لا يمكن أن يعد بانسحابات كاملة من افغانستان والعراق وسوريا في المستقبل القريب.

أشار بايدن الى أن ميزانية الدفاع قد تزيد، في حين كان ترامب دعا الى اقتطاعات رئيسية منها. لكن بايدن تحدث عن اولويات، داعيا للانتقال من الانظمة الموروثة التي لا علاقة لها بعد اليوم بحروب المستقبل، لصالح استثمارات ذكية في الامن السيبيراني، والفضاء، والانظمة الآلية والذكاء الاصطناعي.

 

لكن العديد من قرارات السياسة النهائية عليها ان تنتظر. لأنه ستكون لها استجابات مختلفة عن السابق.

بعض هذه القضايا ستتظهر بشكل واضح في الفترة الانتقالية، لكن بعضها الآخر يجب ان ينتظر تشكيل ادارة فعلية مع مسار تشاوري للتأكد من أننا نقوم بالخيارات الصحيحة ما يحتم التعاطي مع العالم ليس كما كان في العام 2009 بل كما سيكون عليه في كانون الثاني من العام القادم كما يقول مستشاره أنطوني بلينكن.