“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
إن الفرنسيين يشعرون بخيبة أمل لرؤيتهم أنه لا يوجد أي تقدّم في ملف تشكيل حكومة تقوم باصلاحات بالرغم من ان كل القوى السياسية تقول علانية انها تدعم المبادرة الفرنسية التي كان يجب ان تنتج عنها حكومة منذ شهر!
سيكون للسفيرة الجديدة آن غريللو كلام حول حول هذا الموضوع مع صحف لبنانية الاسبوع الجاري. في غضون ذلك، صدر تصريح عن الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية الفرنسية جاء فيه:
“بينما تشتد الازمة الاقتصادية والاجتماعية خطورة بسبب تداعيات انفجار 4 آب، وتؤثر بشدة على اللبنانيين، لا يزال التأخير قائما في تشكيل حكومة مهمة قادرة على وضع الاصلاحات الضرورية موضع التطبيق، بالرغم من الالتزامات التي تعيد تأكيدها مجموعة القوى السياسية اللبنانية. وتعود لهذه الاخيرة لوحدها مسؤولية وضع حد لهذا التعطيل المستمر والذي يمنع أي استجابة للانتظارات التي عبر عنها الشعب اللبناني.
إن فرنسا تدعو من جهتها مجموع الحكام السياسيين اللبنانيين ان يتحملوا مسؤولياتهم التي يتكبدونها. وتعيد فرنسا التأكيد انها جاهزة لمواكبة لبنان على طريق الاصلاحات من اجل اعادة تعبئة المجتمع الدولي. ومن اجل تحقيق ذلك، يعود للمسؤولين اللبنانيين ان يختاروا النهوض عوض الشلل والفوضى.
انها المصلحة العليا للبنان والتي يطلبها الشعب اللبناني”.
تقول اوساط فرنسية عليمة لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “الفكرة الرئيسية من المبادرة الفرنسية هي أن اضطلاع فرنسا بهذه المهمة في لبنان جاءت بعد انفجار 4 آب الفائت، وهي كانت تضطلع سابقا للتشجيع على القيام بإصلاحات للاستجابة الى احتياجات الناس وطموحاتهم. ليست المبادرة الفرنسية بالتالي أمرا جديدا، او مستحدثا، بدأ في الرابع من آب فالجميع يذكر ان فرنسا نظمت مؤتمر “سيدر” وزار لبنان وزير الخارجية الفرنسي ووزراء آخرون منذ اعوام، والرسائل التي تم توجيهها في السابق أعيد توجيهها وقد حملها هذه المرة شخصيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بنهج متجدد بعد 4 آب وكانت الرسالة واضحة: ان المجتمع الدولي مستعد لمساعدة لبنان لكن من أجل ذلك يجب ان تقبل الطبقة السياسية اللبنانية ان تقوم بإصلاحات طلبها الشعب اللبناني، وخصوصا وأن الاوضاع جامدة منذ وقت طويل، وبالتالي إن أي دعم اقتصادي ومالي دولي للبنان، غير ممكن مع نظام مصرفي ومالي يتهاوى”. وتشير الاوساط المذكورة:” من هنا أهمية الاصلاحات وهي في قلب خريطة الطريق التي تحدث عنها الرئيس ماكرون وهي اساسية وبات الجميع يعرفها من اجل محاربة الفساد واصلاح القضاء واصلاح قوانين الضرائب والمشتريات، وسواها… والكهرباء وكانت الفكرة باستخدام الضغط الدولي والداخلي على الحكام السياسيين لتشجيعهم على ترك المكان لحكومة اخصائيين حكومة مهمة حكومة انقاذ، وليست الاسماء هي المهمة بل القدرات التي تحملها هذه الحكومة لكي تقوم بالاصلاحات الضرورية وان تتصرف وهذا يتطلب ان يوافق السياسيون ايضا ان تعمل هذه الحكومة”.
بالنسبة الى تأجيل الاستشارات فإن الفرنسيين لا يعلقون على اتصال محتمل بين الرئيسين ماكرون وعون قرأنا عنه في بعض المواقع، لكن من الواضح، ان فرنسا اصيبت بخيبة أمل من عدم تشكيل حكومة للآن، وخصوصا وأن الافرقاء اللبنانيين قد التزموا في الاول من ايلول الفائت بتشكيل الحكومة في غضون اسبوعين، لكن الاستحقاق الاول مر من دون تأليف حكومة. سينتظر الفرنسيون بضعة اسابيع ليروا ماذا سيحصل. او لاعادة اطلاق حوار لبناني تقليدي حول اقتسام الوظائف والمراكز وهي يبدو بأنها تعيق التشكيل في الروزنامة الموضوعة.
المبادرة الفرنسة قائمة، فهي وضعت الاطر التي وافقت عليها القوى السياسية اللبنانية، أي وضع الاصلاحات موضع التطبيق، وهذا لا يزال قائما وصالحا لكن يجب اليوم على اللبنانيين ان يثبتوا انهم قادرين على الانجاز بحسب الاوساط، التي تضيف: إن فرنسا تستمر بالكلام مع الجميع، حتى مع حزب الله، وحيث كانت الرسائل واضحة الى الجميع من دون مجاملات. وقلنا لهم الوقائع.
اجتمعت مجموعة الدعم الدولية على المستوى السياسي في 23 ايلول الفائت على هامش اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتم ارسال الرسائل الضرورية.
واما اجتماع القوى السياسية فكان مزمعا هذا الشهر لكن لغاية الآن لم يتم تحديد موعد له. وهو يتعلق بما سيحدث في الايام القليلة المقبلة من تطورات حكومية.