حدّث هذا التقرير في 21 تشرين الأول 2020-الساعة 11:58 ليلا
“مصدر دبلوماسي”-(خاص)
أولت الوكالات والصحف الاميركية حيّزا مهما لزيارة مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن نظرا الى الاجتماعات الرفيعة المستوى التي عقدها في البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية ووكالة الاستخبارات الـ”سي آي ايه” والتي بقيت تفاصيلها بعيدة من الاضواء. موضوعان رئيسيان شغلا الصحافة التي تابعت هذه الزيارة الاستثنائية: الدور الذي يلعبه اللواء ابراهيم في اطلاق المزيد من المفقودين في سوريا وايران، والعلاقة المتصاعدة بين سوريا ولبنان والولايات المتحدة الاميركيةـ كذلك واكب الزيارة مغرّدون أميركيون معظمهم متخصص بشؤون الأمن القومي الاميركي وذلك بتحليلات تمحورت حول جهود اللواء ابراهيم المستمرة في إعادة مواطنين أميركيين لا يزالون في عداد المفقودين.
أفردت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا بقلم مراسليها ديون نيسيمبوم وجاريد مالسن كشفت فيه بأن ” مسؤولا رفيعا في البيت الأبيض سافر الى دمشق حيث عقد اجتماعات سرية مع نظام الأسد، وهي المرة الاولى التي يجتمع فيها مسؤول رسمي رفيع في سوريا مع الحكومة المعزولة هناك منذ أكثر من عقد، وذلك بحسب موظفين رسميين من إدارة ترامب ذي علاقة عليمة بهذه المفاوضات.”. أضافت الصحيفة الأميركية بأن ” كاش باتل، وهو المساعد الخاص للرئيس دونالد ترامب والمسؤول الرفيع في البيت الابيض لشؤون مكافحة الارهاب سافر الى دمشق مطلع هذا العام في محاولة بذلها من اجل اطلاق سراح أميركيين يعتقد أنه تمّ احتجازهما من الرئيس بشار الأسد، بحسب مسؤولين رسميين على علم بالزيارة، لكنهم امتنعوا عن الافصاح عن هوية الشخصيات التي التقاها باتل”.
تضيف صحيفة “وول ستريت جورنال” بأن آخر الاجتماعات التي عقدها البيت الابيض مع مسؤولين رسميين سوريين تعود الى العام 2010 كذلك قطعت الولايات المتحدة الاميركية علاقاتها مع الاسد في العام 2012، ويأمل المسؤولون في الولايات المتحدة الاميركية بأن يحصل اتفاق مع الأسد يؤدي الى اطلاق سراح اوستن تايس الصحافي الأميركي المستقل وضابط المارينز الاسبق الذي اختفى بينما يغطي الحرب في سوريا في العام 2012، وكذلك مجد كاملماز وهو طبيب اختفى في سوريا بعد توقيفه على أحد الحواجز في سوريا في العام 2017، وتشير الصحيفة أنه أقله 4 اميركيين تم احتجازهم من قبل الحكومة السورية والمعلومات حولهم ضئيلة. (…)
وتشير “وول ستريت جورنال” في تقريرها الى أن “زيارة مدير عام الأمن العام في لبنان اللواء عباس ابراهيم الى الولايات المتحدة الأميركية ولقائه مع مستشار الأمن القومي في البيت الابيض روبرت أوبراين كان بهدف مناقشة ملف الاميركيين المحتجزين في سوريا بحسب أشخاص على علم بالمحادثات”. أضافت الصحيفة بأن “السيد إبراهيم مدير عام الامن العام اللبناني، عمل كوسيط محوري بين الولايات المتحدة الاميركية وسوريا. في العام الفائت أسهم في كفالة أمن تحرير سام غودوين، وهو رحالة أميركي احتجز لاكثر من شهرين بينما كان يزور سوريا كجزء من مخططه لزيارة أنحاء العالم”. وقالت الصحيفة بأن عائلتي تايس وكالقماز تعتقدان بأن الرجلين لا يزالان على قيد الحياة لكن المسؤولين الرسميين السوريين لم يقدّموا براهين نهائية حول هذا الموضوع. وذكرّت الصحيفة بأن الرئيس دونالد ترامب أبدى اهتماما شخصيا في محاولة توفير إطلاق اوستن تايس وهو ذكره في مؤتمر صحافي عقده في آذار الفائت وأصدر بيانا بمناسبة الذكرى الثامنة لاختفائه.
بعنوان: “مسؤولون أميركيون اجتمعوا مع رئيس الأمن لحل النزاع مع اسرائيل” كتبت جينيفر جاكوبس في وكالة “بلومبرغ”: بأن ” رئيس الجهاز الأمني في لبنان اجتمع مع مسؤولين رسميين في واشنطن هذا الاسبوع وخصوصا وأن واشنطن تبحث عن حل النزاع حول الطاقة مع اسرائيل وكذلك تم بحث تحرير الصحافي الاميركي المخطوف في سوريا بحسب شخصيات على صلة بالموضوع”. وقالت الوكالة بأن ” عباس ابراهيم، مدير عام الامن العام شخصية ذي نفوذ مؤثر، وقد تناقش مع روبرت اوبراين مستشار الامن القومي للرئيس دونالد ترامب في عشاء جمعهما ليل الجمعة الفائت، بحسب شخصيات امتنعت عن كشف هويتها بسبب خصوصية الاجتماعات. كذلك اجتمع ابراهيم مع مديرة وكالة الاستخبارات الاميركية جينا هاسبل”.
وأشارت الصحيفة الى أن “اوبراين وابراهيم اجتمعا ايضا في البيت الابيض في سياق الزيارة الرسمية اللبنانية بحسب ما نقل أحد الاشخاص. ويعرف الرجلان بعضهما البعض حين كان اوبراين مبعوثا خاصا لشؤون الرهائن في ادارة ترامب بين عامي 2018 و2019″.
اضافت بلومبرغ:” لعب ابراهيم دورا في تحرير 3 رهائن من بينهم سام غودوين وهو مواطن أميركي تم تحريره من سوريا في العام الفائت، ونزار زكا وهو رجل اعمال لبناني يقطن في الولايات المتحدة الاميركية الذي اطلق سراحه من ايران بمواكبة من ابراهيم الذي اعاده الى بيروت.
الناطقان الرسميان للبيت الابيض ولوكالة الاستخبارات الاميركية “سي آي ايه” رفضا الادلاء بأي تعليق، في حين قال ناطق بإسم الامن العام في بيروت بأنه ليست بحوزته أية معلومات عن الاجتماعات”. وقالت بلومبرغ أنه “من بين الضيوف في حفل عشاء الجمعة الفائت كانت ديان فولي والدة الصحافي جيمس فولي الذي قطعت داعش رأسه في الحرب السورية في العام 2014، وهي قدمت لابراهيم جائزة”. (…) وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قال في مؤتمر صحافي الاربعاء الفائت بان “الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بخدمة العدالة من اجل فولي وعائلته وجميع من قتلتهم الدولة الاسلامية في سوريا”.
بعنوان ” مسؤول الاستخبارات عقد محادثات ايجابية حول الرهائن وتبادل المعلومات المخابراتية” كتبت جويس كرم في ذي ناشونال:” على مدى 4 ايام التقى اللواء عباس ابراهيم مسؤولين رسميين في البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية ووكالة الاستخبارات الاميركية”. ونقلت ذي ناشونال عن اللواء ابراهيم قوله بأنه “يأمل بأن يدفع قدما التبادل الاستخباري مع الولايات المتحدة الاميركية وهو يعمل من اجل تحرير المزيد من الرهائن في ايران وسوريا”.
وأضافت بأن ” ابراهيم يترأس الجهاز الامني الأكثر نفوذا بعد العسكري، وهو ذي سمعة بأنه مفاوض ألمعي ساعد في توفير الأمن لمواطنين أميركيين ومحليين. كذلك، كان وسيطا في اتفاقيات أطبقت على متطرفين مثل داعش وفصائل فلسطينية متطرفة كانت تقاتل في لبنان”. وأشارت ذي ناشونال الى أنه ” بالرغم من علاقة قوية تربطه بـ”حزب الله”، إلا أن اللواء ابراهيم استقبل استقبالا حارا من قبل ادارة ترامب”. وأضافت بأن “هذه الزيارة تمتّن التغير التدريجي في العلاقات الاميركية اللبنانية في الاعوام الـ15 الاخيرة. فقبل انسحاب السوريين من لبنان في العام 2015 ، كانت دمشق هي من تتولى التنسيق مع الاستخبارات الاميركية في قضايا تتعلق ببيروت وبتحرير الرهائن. لكن اليوم، فإن اللواء ابراهيم يتطلع الى العلاقات الناشئة مع الولايات المتحدة على صعيد تبادل المعلومات الاستخبارية” كما يقول. وقالت بأنه “ينظر الى اللواء ابراهيم على أنه الوسيط المحوري في قضية اوستن تايس وبحسب علمنا انه زار دمشق في أيار الفائت، حيث قال انه تحادث في شأن التهريب وعبور الحدود الامنية. لكنه رفض الكشف عن اية معلومات حول قضية تايس” لا توجد اية تأكيدات حول وضعه”. كما قال. وعلق ابراهيم ردا على سؤال “ذي ناشونال” عن المحادثات القائمة حول النزاع الحدودي البحري بين لبنان واسرائيل قائلا:” بانها طويلة الأمد”. (…).
نيوزويك: اللواء ابراهيم دفع قدما اتصالات اميركية بين واشنطن ودمشق…
“مصدر دبلوماسي”- خاص
تستمر زيارة مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم الى واشنطن باثارة اهتمام الصحافة الاميركية. في هذا السياق طوم أوكنور ونافيد جمالي وكينيث ر.روزن على موقع مجلة “نيوزويك” الأميركية بعنوان:” سوريا تطلب تخفيض العقوبات وانسحاب القوات الاميركية لمساعدة الأميركيين في قضية الرهائن:
“في سفره الى واشنطن الاسبوع الفائت حمل مدير الأمن اللبناني لائحة مطالب من دمشق. تريد إدارة ترامب أن توفّر مخرجا آمنا لعودة الصحافي الأميركي أوستن تايس والمعالج الصحي السوري الأميركي الجنسية مجد كاملماز، المفقودين في سوريا. تتطلع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الى التخفيف من تداعيات العقوبات القائمة والى انحساب القوات الأميركية في مقابل تعاونها، بحسب ما علمت “نيوزويك”.
أضافت “نيويزويك”: تايس في سوريا في العام 2012، وكاملماز وهو معالج فيزيائي في العام 2017، وهما في وسط التفاعل بين واشنطن ودمشق ولا علاقات دبلوماسية بين البلدين منذ العام 2012. وقد قام مسؤولون رسميون من البلدين سابقا باقامة اتصالات حول هذا الموضوع، وقد لاقى الأمر دفعا جديدا في خلال الزيارة الاخيرة للواء عباس ابراهيم، الذي يزور واشنطن قبل اقل من 3 اسابيع من الانتخابات الرئاسية الاميركية. زار ابراهيم واشنطن يوم الخميس الفائت، حاملا معه معلومات تتعلق بتايس وبكامالماز، كما أخبر نيوزويك مسؤول رسمي لبناني ليس مخولا مخولا الحديث في الموضوع لذا طلب عدم الكشف عن هويته.
التقى اللواء ابراهيم بحسب “نيوزويك” في البيت الأبيض مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين على مدى أربع ساعات في نقاش تمحور حول المطالب السورية كجزء من المفاوضات من أجل وضع حد لعدم اليقين حول مصير الرهينتين كما قال المسؤول اللبناني. هذا المسؤول كذلك مصدر سوري على دراية بالنقاشات أكدا بأن الحكومة السورية تبحث عن صفقة مع ادارة ترامب تؤدي الى رفع العقوبات عن سوريا. وكانت هذه المحظورات الاقصادية بدأت بعيد حوادث 2011، وكانت جولتها الاخيرة في حزيران الفائت عبر خنق حكومة الرئيس بشار الاسد التي تتهمها الولايات المتحدة الاميركية بجرائم حرب. إن تسوية مماثلة إن حصلت تتضمن ايضا انسحاب القوات الاميركية المتمركزة جنبا الى جنب في جنوب شرقي سوريا في صحراء محصنة تسمى التنف، كما قال المسؤول الرسمي اللبناني والمسؤول الرسمي السوري لنيوزويك”.
ونقلت نيوزويك عن اللواء ابراهيم ما نقلته ايضا صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه في زيارته ونقاشاته مع المسؤولين الاميركيين تناول قضية تايس وكاملماز وهو كان وسيطا للحكومة السورية في السنة الماضية التي شهدت اطلاق سام غودوين، السائح الاميركي الذي اعتقل شهرين في سوريا وايضا تم اطلاق الرحالة الكندي كريستيان لي باكستر.
سي بي أس: مدير الأمن اللبناني وسيط أساسي لتحرير تايس وكاملماز
من جهتها، كتبت شبكة سي بي أس: بأن ” ترامب أرسل بشكل سري مسؤولين رسميين الى سوريا من أجل محاولة التفاوض حول اطلاق اوستن تايس” بحسب ما نقلت مصادر لرسميين سوريين لـ”سي بي أس”.
وتطرقت الى زيارة اللواء عباس ابراهيم الذي يكمل برأيها وساطة حول تايس وكاملماز مشيرة بأنه ” بقي عالقا في الولايات المتحدة الاميركية بعد أن ثبتت اصابته بكوفيد 19 إذ كانت نتيجة الفحص ايجابية، ولكن “سي بي أس” نقلت بأن اللواء ابراهيم امتنع عن اعطاء المراسلين الصحافيين اية تفاصيل عن قضية تايس، قائلا بأنه ” لا توجد تأكيدات حول وضعه” بما في ذلك إن كان حيّا أم لا”.