“مصدر دبلوماسي”
تسلم وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبه المكاتب الجديدة لوزارة الخارجية التي انتقلت الى مبنى “وزراء الدولة” سابقا في وسط بيروت وذلك من المغترب اللبناني المقيم في الكوت ديفوار علي صبراوي.
والقى الوزير وهبه كلمة لفت فيها إلى استمرارية إرادة البقاء “بعد أن مررنا بتجارب صعبة جدا منذ العام 1975، وآخرها ما حصل في مرفأ بيروت
وكان تجربة شديدة القسوة ومدمرة. و وزارة الخارجية هي أكثر ما تضرر كوزارة رسمية جراء الانفجار. إضافة إلى المنازل السكنية المحيطة والتي نتعاطف مع سكانها.
وما زلنا حتى اليوم نعتبر أن الأولوية ليست لمباني الوزارة بل لبيوت هؤلاء المواطنين كي يصار إلى تأمين مأوى لهم قبل حلول الشتاء.
وفي ظل محدودية إمكانات الوزارة طلبنا من رئاسة مجلس الوزراء بسرعة أن نستعمل هذه المساحة التي كانت مخصصة لوزراء الدولة. لكننا واجهنا مشكلة الأضرار التي طالت ايضا هذا المبنى.
وفي ضوء صعوبة تأمين اعتماد لإصلاح ما تضرر ، تبرع السيد صبراوي بترميم المبنى في الطبقتين الرابعة والخامسة وقدم لنا ايضا الطبقة السادسة منه. كما شمل الترميم المصعد الذي تعطل من جراء الانفجار، والامدادات والتجهيزات كافة. و شملنا بكرمه في تأمين حد أدنى لإنطلاقة الوزارة من هذا المبنى .
وأشار الوزير وهبه إلى أن عددا من المديريات ستنتقل في الوقت الراهن إلى الطبقات الثلاث التي رممت على أن تستكمل عملية الانتقال بشكل كامل الى الطوابق الشاغرة عبر مساع مع وزير المال بعد موافقة الرئيس حسان دياب والرئيس نبيه بري والذي أصر أن يكون المبنى مخصصا لمديريات الوزارة لا سيما تلك التي تتخذ مكانا لها في أبنية مستأجرة كمديرية الشؤون الاقتصادية ومديرية المنظمات الدولية ومديرية الأجانب ومركز الاستشارات القانونية والتي تكبدنا تكاليف باهظة والتي تبلغ حوالى ٣٥٠مليون ليرة في السنة ما عدا مبنى الشؤون المالية وقصر بسترس الذي دمر.
وختم الوزير وهبه : اليوم و بفضل السيد صبراوي تمكنا من الانتقال الى هذا المبنى بهذه السرعة. والحل أمامنا اليوم هو بتجميع المديريات في هذا المبنى على أن تكون الوزارة فعالة بنسبة ثمانين في المئة من هنا ، مع التركيز على تأمين الاعتماد لبناء المبنى الخاص بالوزارة على الأرض التي خصصت لها في ساحة الشهداء.
من جهةثانية، تسلم الوزير وهبه نسخة عن اوراق اعتماد سفيرة فرنسا الجديدة لدى لبنان آن غريو تمهيدا لتقديمها في وقت لاحق الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
كلام للوزير وهبه
وفي دردشة اعلامية مع الوزير وهبه عشية جلسة التفاوض الاولى حول ترسيم الحدود البحرية قال: إننا لا نعقد اتفاقا لنعترف بدولة اسرائيل او بغيرها بل نفاوض للإتفاق على ترسيم الحدود البحرية، و لن نقوم بالتطبيع ولن نوافق على اتفاقات سلام، بل نحن مقبلون على مفاوضات لترسيم الحدود وليس للتطبيع او لاتفاقات سلام”.
أضاف:” ترسيم الحدود واجب علينا ولن نترك حدودنا البحرية غير محددة ونترك العدو الاسرائيلي ان يُنقب عن النفط والغاز بشكل قريب جدا من المياه اللبنانية، هذا ان لم يكن قد وصل الى المياه اللبنانية نحن يجب ان نمنع ذلك ومن حقنا التنقيب عن النفط في مياهنا على حدود اسرائيل لذلك واجب علينا ترسيم الحدود لنعرف ماهو لنا ونريده، وما ليس لنا لن نأخذ منه شيئا”.
وأوضح الوزير وهبه إن الامم المتحدة تستضيف المفاوضات وتُدون المحاضر مع الولايات المتحدة و توقع على المحاضر في نهاية كل جلسة وكذلك لبنان والعدو الاسرائيلي فيما تكون الولايات المتحدة الاميركية مشاركة كوسيط مُيسِر. واضاف:” هذا يعني ان المشاركة من قبل الأمم المتحدة فاعلة وليس كما تقول اسرائيل “اننا بضيافة الامم المتحدة، نحن نقول برعاية الامم المتحدة”.وأكد وهبه: انها ليست ضيافة فقط كما يدعي الاسرائيليون ، اما المفاوض الذي سيأتي مع دايفيد شينكر سيلعب دور المُيسِر والوفدان اللبناني والاسرائيلي سيتفاوضان ولن يتكلما مباشرة بل إن الكلام عبر الاميركي والامم المتحدة”.
وشدد وهبه على ان”حدودنا البرية رُسّمت في عامي 1920و 1922وأودعت عصبة الامم وكرست دوليا من قبل الإنتداب الفرنسي والبريطاني آنذاك”.
واشار الوزير وهبه:” إن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا كانتا تحت الانتداب الفرنسي ولبنان وسوريا كانا تحت الانتداب، لهذا نحن نعتبرهما اراض لبنانية، لكن لم يشملهما اتفاق ترسيم الحدود بين الفرنسيين والانكليز لان ترسيم الحدود كان بين الانتداب البريطاني على فلسطين، والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، واضاف، بيننا وبين سوريا يجب ان تكون الحدود مرسومة ومكرسة بين بلدين شقيقين وهذا يتطلب تواصلا وجهدا، لكن ليس كما نحن نطلب من انسحاب الاحتلال الاسرائيلي. نريد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واسرائيل معترفة ان هذه الاراضي ليست لها بل تحتلهما، فلتتفضل وتنسحب منهما واذا كانا لنا يعودان لنا واذا كانا لسوريا يعودان لسوريا”.
لكن ما يهمنا حاليا ان تنسحب اسرائيل من الاراضي التي نقول انها للبنان اي شمال الغجر، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي اراض لبنانية باعترافنا وباعتراف الجانب السوري،
وعلق وهبه على كلام مسؤولين اسرائيليين توقعوا فيه ان يكون التفاوض سهلا كون لبنان في ضائقة مالية، فقال: نحن ذاهبون لا لنرفض التفاوض بل ذاهبون بصلابة اكثر مما يتخيل العدو هم يعتبرون اننا دولة اقتصادها مُدمر ومنهار وهم كدولة عدوة اقتصادها متين ومزدهر، كما يقولون، اما انا فأقول ان المفاوض اللبناني سيكون شرسا اكثر بكثير مما يتخيلون ، لأن لا شيء عندنا لنخسره. اذا كان اقتصادنا منهار فأين المصلحة لنقدم تنازلات؟ و طالما لا شيء لدينا لنخسره تزيد صلابتنا، و ما لم يتمكنوا من تخسيرنا إياه بالحروب والضغط والتهويل والتهديد، لن يستطيعوا انتزاعه اليوم وقتصادنا يمر بظروف صعبة وقاسية. لذلك نحن نحرص على عدم الكلام، فالمفاوضات تستوجب منا الصمت المطلق، والصمت ليس ضعفا او عدم إدراك أو عدم معرفة بالديبلوماسية، بل هو موقف وخطة تُحيران العدو”
ورأى وهبه “ان المفاوضات مع دولة عدوة تتطلب حنكة وصبرا وصلابة وبعد نظر،آملا ان يتمسك الوفد اللبناني بهذه الصفات، ناصحا اياه بالصبر والحنكة وبُعد النظر والتشبث بالحقوق”.
وعن الوقت الذي سيستغرقه التفاوض استند وهبه الى حديث الرئيس بري حين قال : “إن الإتفاق الإطار للتفاوض استغرق عشر سنوات ما يعني ان الإتفاق قد يستغرق نفس الفترة أو اقل او اكثر” واردف قائلا: “علينا بالصبر وطول البال والتشدد بالثوابث الوطنية وترسيم الحدود البحرية بما يرضي سيادة لبنان على مياهه الاقليمية.
هنا لا انتقد اي دولة تمارس حقها بالسيادة، ولكن انا موقفي حين تشتد الصعوبات والعواصف حول الدول العربية يُفترض بنا ان نتلاحم مع بعضنا اكثر لا ان نتفرق ونبتعد وهذا موقف انساني. من حقهم ان اتخاذ قراراتهم السيادية وعلى كل دولة عربية ان تتصرف بموجب هذا الموقف”.