“مصدر دبلوماسي”
نعى الديوان الملكي في الكويت أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وجاء في بيان النعي: ببالغ الحزن والأسى ننعى الى الشعب الكويتي والأمتين العربية والاسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل الى جوار ربّه”.
عرف الامير الراحل بمساعيه المهمة لإيجاد حلول للحرب اللبنانية في نهاية تسعينيات القرن الفائت، فقادت الكويت اللجنة السداسية التي تمّ تشكيلها بقرار من مجلس جامعة الدول العربية في 25 تشرين الاول اكتوبر في العام 1988 برئاسة اميرها وكان آنذاك نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للخارجية وبذلت جهودا جبارة في الازمة اللبنانية الطويلة.
تجسد وقوف الكويت الى جانب لبنان في العمل الدؤوب لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية والوصول الى اتفاق الطائف عام 1989، كما تجسد في الدعم المادي والسياسي والمعنوي الكويتي للبنان في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، ولا سيما في اثناء حرب تموز 2006.
وفي حوار سينشر بعد أيام في مجلّة “الأمن العام” يكشف السفير الكويتي في لبنان وعميد السلك الدبلوماسي العربي عبد العال القناعي كيف وجّه سموّ الأمير الراحل بمساعدة فورية للبنان وهو كان في حالة صحية تعبة، وهو من أمر أيضا بإعادة بناء الإهراءات في مرفأ بيروت والتي دمّرها انفجار 4 آب الفائت، وكانت الكويت قد بنتها للمرة الأولى في العام 1969 بناء على طلب الرئيس الراحل شارل حلو.
عرف الأمير الراحل ايضا ببذله جهودا جبارة لإعادة اللحمة الى الصف الخليجي بعد حصار دولة قطر في العام 2017، وهو كاد يتوصل الى نتائج ايجابية ربما ستظهر بعد وفاته.
في لبنان، نعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمير دولة الكويت، وقال الرئيس عون:” يفقد لبنان بغياب الشيخ صباح شقيقا كبيرا وقف الى جانب اللبنانيين في الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الأعوام الماضية. ولم يوفر جهدا الا وبذله في سبيل استقرار لبنان ووحدته وسيادته كما كان يسارع دائما الى دعم الشعب اللبناني الذي لن ينسى ما قدمه الراحل الكبير في المحن التي توالت على الوطن الصغير، فاعاد اعمار الكثير من مدنه وقراه التي تهدمت، وساهم في اطلاق مشاريع عمرانية وانمائية كثيرة. وقبل كل ذلك، كان الراحل الكبير الصوت الصارخ في المحافل الإقليمية والدولية دفاعا عن الحق العربي عموما وعن القضايا العادلة وفي مقدمها قضية فلسطين. وعندما اعتدي على الكويت، قاد الراحل الكبير مسيرة تكللت بتحرير أراضي الكويت وعودة السيادة كاملة من دون نقصان.”
وختم الرئيس عون:” اني اذ انعي الى اللبنانيين الشيخ صباح، الشقيق المحب والغالي الذي يشكل غيابه خسارة كبيرة، أتقدم من نائب امير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح والاشقاء الكويتيين باحر التعازي سائلا للفقيد الغالي الرحمة ولهم جميعا الصبر والعزاء”.
محطات في حياة الأمير الراحل
إضافة عن موقع الـBBC
تولّى الشيخ صباح الأحمد السلطة بعد صراع داخل العائلة الحاكمة على الحكم، وموافقة الشيخ سعد العبد الله الصباح على التنازل عن العرش في 23 يناير 2006/ كانون الثاني بسبب وضعه الصحي المتردي، إذ قيل وقتها إنه كان يعاني من مرض الزهايمر ولم يكن بمقدوره أداء القسم وما لبث أن توفي عام 2008.
ولد الشيخ صباح أحمد الصباح في مدينة الجهراء عام 1929، وهو الابن الرابع للشيخ أحمد الجابر الصباح ( أحمد الأول)، والدته منيرة عثمان السعيد العيار.
تلقى تعليمه في مدرسة المباركية بالكويت حيث أوفده والده إلى الخارج للدراسة واكتساب الخبرات .
تزوج الشيخ صباح في العقد الثاني من عمره من الشيخة فتوة بنت سلمان الصباح التي توفيت عام 1990 بعد أن أنجبت له أربعة أبناء هم: ناصر الصباح، رئيس الديوان الأميري، وحمد الصباح أحد أكبر رجال الأعمال في البلاد، وأحمد الذي توفي عام 1969 وابنته الوحيدة سلوى التي توفيت ايضاً عام 2002.
مبادراته
- في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 تبرع الشيخ في القمة الثالثة لمنظمة أوبك التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض بمبلغ 150 مليون دولار لدعم برنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي.
- في مايو/أيار 2008 أنشأت دولة الكويت صندوق الحياة الكريمة و ساهمت بمبلغ 100 مليون دولار في هذا الصندوق لمواجهة الانعكاسات السلبية لأزمة الغذاء العالمية على الدول.
- في يناير/كانون الثاني 2009 أطلق الشيخ صباح مبادرة دعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة خلال مؤتمر القمة العربية الاقتصادية و التنموية والاجتماعية برأسمال قدره مليارا دولار، كما مهدت المبادرة لتحقيق المصالحة بين قادة الدول العربية من خلال تعزيز الأجواء الإيجابية.
- في يوليو/تموز 2012 أعلن الشيخ صباح خلال مؤتمر قمة الاتحاد الافريقي عن تبرع دولة الكويت بتكاليف تجهيز المقر الجديد للمفوضية العامة للاتحاد الافريقي بجميع مستلزماته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
- في أبريل/ نيسان 2016 أطلقت بلاده مبادرة لاستضافة مباحثات السلام اليمنية برعاية الأمم المتحدة وتدخل الأمير بشكل مباشر لضمان نجاحها. في عام 1954 عُيّن عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها تنظيم مصالح الحكومة والدوائر الرسمية.
- في عام 1955 عُيّن رئيساً لدائرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
- في عام 1957 أُسندت إليه أيضاً رئاسة دائرة المطبوعات والنشر.
وعلاوة على ذلك، كان يهتم بالقضايا الاجتماعية وعمل على توفير فرص العمل الملائم للمواطنين، كما عمل على تنظيم العمالة الوافدة وخاصة في فترة ما بعد انتاج النفط في الكويت.
تم في عهده إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم “الكويت اليوم” لتسجيل كافة الوقائع الرسمية، وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي شجع الصحافة السياسية وكفل حريتها في حدود القانون.
وفي عام 1961 وبعد استقلال دولة الكويت، تم تشكيل الحكومة الأولى وتحولت الدوائر إلى وزارات وعين فيها وزيراً للإعلام. كما كان عضواً في المجلس التأسيسي الذي كلف بوضع الدستور .
وفي عام 1963 عين وزيراً للخارجية ورئيساً للجنة الدائمة لمساعدات الخليج وظل في هذا المنصب لمدة 40 عاماً. وبحكم منصبه الوزاري أصبح عضواً في مجلس الأمة الكويتي، وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة لدى الموافقة على الانضمام إليها 1963.
ومن خلال توليه منصب وزير الخارجية ورئيس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج قام بإعطاء المُنح المالية دون مقابل، وقد شملت مساعدات اللجنة اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وسلطنة عمان وجنوب السودان.
وفي عام 1972 ساهم في إبرام اتفاق السلام بين شطري اليمن لوقف الحرب الأهلية بينهما.
وفي عام 1980 تولى وساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن لتخفيف حدة التوتر بينهما.
كان الأمير صباح يعاني من متاعب في القلب حيث سبق أن خضع لعملية جراحية في القلب شملت تركيب منظم لنبضات القلب منذ عام ،2000 كما خضع لعملية جراحية في الجهاز البولي عام 2007 في الولايات المتحدة.
يذكر أن اخاه غير الشقيق أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الذي حكم قبله كان أيضا يعاني من مشاكل في القلب.