“مصدر دبلوماسي”
بعد تخلّي دولة فلسطين عن حقها في ترؤس مجلس الجامعة العربية للدورة الحالية وذلك ردا على عملية التطبيع مع إسرائيل اعتذرت دولة قطر عن تسلُّم رئاسة الدورة الحالية لجامعة الدول العربية عوضا عن فلسطين.
وقالت المندوبة العامة القطرية لدى الجامعة العربية في رسالة: “نعتذر عن استكمال الدورة المذكورة، التي تخلت عنها دولة فلسطين، مع التمسك بحق دولة قطر في الرئاسة المقبلة للدورة الـ 155 مارس 2021″. في هذا السياق كان أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد شرح باسهاب في خطاب له في المناقشة العامة في الدورة الـ75 موقف بلاده من عمليات التطبيع الجارية حاليا بين الامارات العربية المتحدة والبحرين من جهة واسرائيل من جهة ثانية.
فقال بأن قطر هناك إجماع دولي على عدالة قضية فلسطين ، وعلى الرغم من هذا الإجماع يقف المجتمع الدولي عاجزاً ولا يتخذ أية خطوات فعالة في مواجهة التعنت الإسرائيلي والاستمرار في احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية إلى جانب فرض حصار خانق على قطاع غزة، والتوسع المستمر في سياسة الاستيطان ، وفرض سياسة الأمر الواقع ، وذلك في انتهاك فاضح لقرارات الشرعية الدولية ، وحل الدولتين الذي توافق عليه المجتمع الدولي .
إن السلام العادل والمنشود لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التزام إسرائيل التام بمرجعيات وقرارات الشرعية الدولية والتي قبلها العرب وتقوم عليها مبادرة السلام العربية ، فيما تحاول إسرائيل الالتفاف عليها والتصرف كأن قضية فلسطين غير موجودة. إن أية ترتيبات لا تستند إلى هذه المرجعيات لا تحقق السلام ولو سميت سلامًا. وقد يكون لها غايات أخرى غير الحل العادل لقضية فلسطين ، وغير تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم.
يضع بقاء قضية فلسطين من دون حل عادل ، واستمرار إسرائيل بالاستيطان وخلق الوقائع على الأرض دون رادع ، أكبر علامة سؤال على مصداقية المجتمع الدولي ومؤسساته.
نحن ندعو المجتمع الدولي – وبخاصة مجلس الأمن – إلى القيام بمسؤوليته القانونية وإلزام إسرائيل بفك الحصار عن قطاع غزة وإعادة عملية السلام إلى مسارها من خلال مفاوضات ذات مصداقية ، بحيث تقوم على القرارات الدولية وليس على القوة ، وتتناول جميع قضايا الوضع النهائي ، وإنهاء الاحتلال خلال مدة زمنية محددة وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة.
وفي إطار سعينا لتهيئة البيئة الملائمة للتوصل إلى السلام والاستجابة للصعوبات الاقتصادية والإنسانية التي تواجه الأشقاء في فلسطين فقد واصلنا بالتنسيق مع شركائنا الدوليين تقديم الدعم الإنساني والتنموي لمعالجة الاحتياجات العاجلة والطويلة الأمد في قطاع غزة المحاصر ، علاوةً على تعزيز مساهماتنا لصالح وكالة الأونروا”.
وكان الأمير تميم تطرق الى عدد من القضايا العربية ومنها لبنان فقال في كلمته أمام الجمعية العامة: “لقدتألمنا لما مر به لبنان بعد الانفجار في مرفأ بيروت، ووقفنا إلى جانب الأشقاء اللبنانيين دون شروط ، فليس من عادتنا فرض الشروط السياسية للتضامن في مواجهة الكوارث.
ولكن في النهاية سوف يكون على اللبنانيين بأنفسهم ، وليس بالإملاء ، إيجاد طرق متوافق عليها للإصلاح، وتلبية تطلعات جيل كامل إلى دولة تقوم على المواطنة وليس على أية انتماءات أخرى. وهذا بالمناسبة تطلع يشاركه فيه جيل الشباب في المنطقة بأسرها”.