
السفير الدكتور مصطفى أديب وزوجته السيدة فلافيا داماتو
“مصدر دبلوماسي”
يحلّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضيفا على لبنان غدا الإثنين للمرة الثانية في أقل من شهر، إذ زار لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت المروع في 6 آب الجاري، وها هو يفي بوعده للبنانيين ليعود غدا مستكشفا ما تمّ انجازه من مطالب فرنسا الاصلاحية ومن توافق حكومي. واستبقت الكتل السياسية مجيء ماكرون لتتفق قبل يوم واحد على تسمية سفير لبنان في ألمانيا الدكتور مصطفى أديب مرشحا لترؤس الحكومة، وقد سمّاه رؤساء الحكومة السابقون وفي مقدمتهم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ولن يكون رئيسا مكلّفا قبل انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا في قصر بعبدا.
ومنذ طرح إسم السفير مصطفى أديب، كثرت التكهنات عن اختيار إسم شخصية غير سياسية، فهو عيّن سفيرا اثناء تولي نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة وذلك في العام 2013، وليست له ارتباطات حزبية معروفة باستثناء قربه من ميقاتي وأنشطة له في “تيار العزم”. لكنه شخصية مثقفة في القانون الدولي والدستوري ولديه سيرة علمية مميزة. أما عن أدائه كسفير فتتناقض الآراء وسط جالية لبنانية واسعة في ألمانيا تفوق الـ80 الفا، لكن الرأي الرائج في أوساط الجالية أن السفير إبن طرابلس شخصية متواضعة و”خدومة” مع حرص شديد على الحفاظ على صورة لبنان الجميلة في الخارج، لذا هو لا يساير أي لبناني يسبب تشظيا في صورة لبنان بسبب سلوكه.
إن تسمية أديب تطرح الكثير من علامات الإستفهام، صحيح بأن الرجل شخصية دبلوماسية محترمة ذي خلفية أكاديمية متينة لكنه ليس سياسيا بالمعنى اللبناني التقليدي، أي أنه لا يتمتع بشعبية طائفية وراءه كما درجت العادة. وبالتالي تثير تسميته مخاوف لدى البعض من أن يكون اختياره تمهيدا لمرحلة انتقالية قاسية سيمرّ بها لبنان ولا يستطيع رئيس حكومة “سياسي” من خوضها وتحمّل أوزارها، وهذا الذي حصل ما حسان دياب.
في حين تتوسم قوى أخرى خيرا باختيار شخصية من خارج البيئة السياسية التقليدية وقد تحمل أفكارا جديدة.
وتبقى اسئلة معلقة عن موقف المملكة العربية السعودية من تسمية أديب، وهل سينال الغطاء السني؟ هل ستسهّل مهمته للقيام بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي تمهيدا لمساعدة لبنان وإتاحة المجال ليستفيد من برامج صندوق النقد الدولي؟ هل سيبقى رئيسا مكلّفا لوقت طويل؟ أم أن حكومته ستشكل بسرعة؟ وهل ستكون حكومة مصغرة أم موسعة؟ ميني سياسية؟ أم تكنوقراط؟ وماذا عن تمثيل “حزب الله” في هذه الحكومة؟ والأهم هل سيستطيع أن يعيد علاقات لبنان مع محيطه العربي؟
بكل الأحوال فإن السيرة الذاتية الرسمية لأديب ستصدر فور تسميته رسميا لكن السيرة المعروفة عنه أنه نال دكتوراه في الحقوق والعلوم السياسية، بدأ حياته المهنية كأستاذ جامعي في القانون الدولي العام، والقانون الدستوري، والجيوبوليتيك والعلاقات الدولية في جامعات مختلفة في لبنان وفرنسا. كان منخرطا في العمل الجامعي منذ العام 2000 لا سيما في الجامعة اللبنانية حيث له دراسات عدة وأبحاث تتعلق بأمن الدولة، والرقابة البرلمانية على القطاع الأمني واللامركزية الادارية والديموقراطية المحلية والقوانين الانتخابية.
أصبح رئيسا لمركز الدراسات الإستراتيجي في الشرق الأوسط “سيسمو” في العام 2004، حيث تابع دراسات عدة مع الأمم المتحدة ومركز جنيف للرقابة المدنية للقوة المسلحة و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وكذلك تعاون مع جامعات عدة. وهو كاتب لمؤلفات عدّة ولتقارير حول المواضيع الآنفة الذكر ومنها عن ” الشرق الأوسط وآسيا الغربية”، وللتقرير العالمي حول حالة اللامركزية الادارية والديموقراطية المحلية.
كان رئيسا لجمعيات عدة منها الجمعية اللبنانية للقانون الدولي ” آلدي” والجمعية اللبنانية للعلوم السياسية وعضو جمعية المتخرجين من الجامعات الفرنسية، وللرابطة العربية للعلوم السياسية، وللجمعية الدولية للقانون الدستوري وللمرصد المدني للسلام الدائم.
كان بين عامي 2000 و2004 مستشارا للرئيس نجيب ميقاتي حين كان وزيرا للاشغال العامة والنقل. وبين عامي 2005 و2006 مثّل نجيب ميقاتي في اللجنة الخاصة التي تهتم بوضع قانون جديد للانتخابات. وفي العام 2013 عين سفيرا في برلين من خارج ملاك وزارة الخارجية ولا يزال في منصبه لغاية اليوم.
في العام 2011 كان مدير مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. هو متزوج من السيدة فلافيا داماتو ولديه 5 أولاد.