“مصدر دبلوماسي”- خاص
قالت اوساط دبلوماسية متابعة بأن المذكرة التي قدمها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي للامم المتحدة وعرضها في مؤتمر صحافي بعنوان: “مذكرة لبنان والحياد الناشط” “تتضمن اخطاء معلوماتية جسيمة جدا ومستغربة ايضا من الناحية السياسية”.
فقد تضمنت المذكرة بأن الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قام في العام 1958 بمحاولة لضم لبنان الى الوحدة السورية المصرية العابرة، لكن سرعان ما تجاوز اللبنانيون تلك المحنة، وتصالحوا وأكملوا درب بناء الدولة”.
تشير الأوساط المذكورة الى أن هذا خطأ غير مقبول، لأن عبد الناصر أبى إلا أن يجتمع مع الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب على الحدود اللبنانية السورية في خيمة في قمة هي الوحيدة بينهما وذلك في 25 آذار 1959 لكي يؤكد على استقلالية لبنان، وهذا كان خلافا لرأي المسؤولين السوريين الذين اقترحوا من جهتهم أن يتم اللقاء في دمشق، وهذا الأمر ورد في مذكرات وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس حيث ورد في الصفحة 37 من كتاب “مذكرات موازية ومتقاطعة” لجورج فرشخ بأن عبد الناصر اقتنع بوجهة نظر معاونيه الامنيين الذين نصحوه أيضا بعدم الاجتماع على الأراضي اللبنانية كي لا يقال أن عبد الناصر “اجتاح بيروت وهذا ما لم يرده عبد الناصر بحيث لاحظ أيضا أنه منذ وصوله الى دمشق واقامته فيها “لم ينقطع سيل الوفود اللبنانية الرسمية والشعبية والسياسية، التي جاءت للسلام عليه، ولدعوته بإصرار الى زيارة لبنان”.
أما الخطأ الثاني فتمثل بما ورد في مذكرة البطريرك بأن “جميع البلدان المتاخمة لإسرائيل (سوريا الاردن ومصر) خسرت جزءا من اراضيها باستثناء لبنان” في إيحاء بأن تلك الدول تخلت عن محاولة استعادة اراضيها في حين أن سيناء على سبيل المثال استعيدت بقتال شرس وآلاف الشهداء وبعد اتفاق سلام ثم بإتفاق تحكيم.