“مصدر دبلوماسي”
تحدث مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جون برسا في إحاطة لوسائل اعلام من الشرق الاوسط والعالم عن رحلته الاخيرة الى لبنان الاسبوع الفائت الذي تلا انفجار مرفأ بيروت في 4 الجاري واصفا رحلته بأنها “مؤثرة” ومشيرا أن هدفها تمثل بأن يشرح للشعب اللبناني بأن
الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانبهم بعد التفجيرات المأساوية التي وقعت الأسبوع الماضي” ولكت ايضا من أجل “تقييم جهود الاستجابة للكوارث التي تبذلها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ولأستمع إلى الناس في بيروت ولبنان”.
وفي شهادة مؤثرة قال برسا:” لم أدرك التأثير الحقيقي للانفجارات إلا بعد أن وصلت لبيروت، وأنا أساعد اللبنانيين في إزالة الأنقاض وأتحدّث مع المتضررين في الشوارع. يمكن القول ببساطة أن ما ترونه على شاشات التلفزة لا يمكنه أن ينقل حجم الدمار الذي رأيتُه هناك. طوال مسيرتي المهنية قمت بزيارة العديد من مواقع الكوارث. لم أر قط هذا المستوى من الدمار.
على عكس الكوارث الطبيعية، كان من الممكن منع هذه المأساة بالكامل. وهذا أكثر ما يثير غضبي ويدفع بالشعب اللبناني اليوم إلى التظاهر في الشوارع. ما كان ينبغي لهذا الأمر أن يقع”.
أضاف برسا:” سمعتم أن حكومة الولايات المتحدة قدمت حتى الآن أكثر من 18 مليون دولار من المساعدات الإنسانية من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع الأميركية لمساعدة الشعب اللبناني. يرفع هذا التمويل إجمالي المساعدات الإنسانية التي قدمها الشعب الأمريكي في لبنان إلى ما يقرب من 594 مليون دولار على مدار العام ونصف العام الماضيين. أثناء وجودي في بيروت، تلقيت تقييمًا أوليًا من فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث، الذي يقود الاستجابة الإنسانية للحكومة الأميركية في هذه الحالة بشأن الاحتياجات الملحة. وتشمل هذه الاحتياجات ذات الأولوية الغذاء والصحة والمأوى”.
ولفت:” لقد خلّفت الانفجارات وراءها ما يقرب من 2500 منزل غير صالح للسكن، وألحقت أضرارًا أو دمرت أكثر من عشرة مستشفيات ومراكز صحية، وعطّلت استيراد المواد الغذائية في الميناء، ودمّرت المتاجر والشركات التي اعتمدت عليها العائلات لأجيال في كسب قوتها. وقد حظيت بشرف الحديث مع بعض المتضررين عندما زرت مرفأ بيروت، موقع الدمار، وقابلت أول المستجيبين الذين فقدوا زملاءهم الذين كانوا في الموقع عندما وقع الانفجار الثاني”.
واشار برسا:” إننا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية نتشارك مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم مساعدات غذائية طارئة لدعم 300 ألف شخص تضرروا من هذه الكارثة. بالإضافة إلى ذلك، أثناء وجودي هناك، تلقيت إمدادات طبية طارئة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية قدمها الجيش الأميركي لمساعدة المستشفيات المحلية للمساعدة في تلبية الاحتياجات الحرجة لضحايا الانفجار. تحتوي هذه المجموعات على أدوية ومستلزمات طبية، بما في ذلك الضمادات والشاش وقفازات الفحص ومقاييس الحرارة والحقن، وهي قادرة على تقديم المساعدة لنحو 60 ألف شخص خلال ثلاثة أشهر”.
وتابع:” لقد كان من دواعي سروري أن أعلن عن بعض الاستثمارات طويلة الأجل في لبنان. فقد أعلنت الثلاثاء أن المستشفيات في الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية ستتلقى ما يقارب 4 ملايين دولار في شكل تمويل جديد من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وسيتمّ استخدام هذا التمويل لشراء المعدات التشخيصية والجراحية التي تشتد الحاجة إليها ولتجهيز المعامل الطبية والصيدلانية في الجامعة اللبنانية الأميركية، التي تشتد الحاجة إليها خصوصا بعد الأضرار التي لحقت بالمستشفى من الانفجارات المأساوية.
كما أعلنت يوم الثلاثاء عن زيادة في الدعم المالي الذي تقدّمه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لمنظمات المجتمع المدني في لبنان بنسبة 30 في المئى هذا العام إلى 6.627 مليون دولار – أكرر: 6.627 مليون دولار لتوسيع الجهود لتحسين الشفافية والمساءلة ومحاربة الفساد.
وكنت واضحا خلال زيارتي أننا نسمع أصواتًا تأتي من شوارع بيروت ومناطق أخرى، ونحن ملتزمون بثبات بمساعدة شعب لبنان في هذا الوقت العصيب. لا يمكن أن يكون هناك وقت أكثر سوءا من هذا الوقت لوقوع الكارثة. يواجه لبنان أزمة اقتصادية ووباء عالميا وتدفق ما يقرب من مليون لاجئ سوري. لكننا نعلم أن صمود الشعب اللبناني لا مثيل له، وستواصل الولايات المتحدة دعمها الطويل الأمد لسعي اللبنانيين لتحقيق الازدهار الاقتصادي ولحكم خاضع للمساءلة وخال من الفساد والضغط الأجنبي”.
وردا على سؤال قال برسا بأن “ فريق الاستجابة للمساعدة في حالات الكوارث التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية عند وصولهم إلى الموقع هو إعطاء الأولوية للاحتياجات. وبالتأكيد، فإن أهم الاحتياجات هي أولاً إبقاء الناس على قيد الحياة، ولهذا السبب كنا فخورين بتقديم دعم إضافيللمستشفيات القادرة على العمل حتى تتمكّن من الاستمرار في علاج الإصابات وإبقاء الناس على قيد الحياة. على سبيل المثال، بسبب كل الزجاج المكسور والدمار الناجم عن الانفجارات، كانت الخيوط الجراحية تنفد في المستشفيات والعيادات في بيروت، لذلك استطاعت حكومة الولايات المتحدة توفير خيوط الجراحة لكل الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
وهكذا بعد ضمان الإبقاء على قيد الحياة من الناحية الطبية، فإن العنصر التالي هو إبقاء الناس على قيد الحياة من خلال إطعامهم. لذلك نحن نعمل مع برنامج الغذاء العالمي لتوزيع الغذاء لمساعدة الناس على الأرض وحسب حاجتهم إليه. تعمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن كثب مع برنامج الأغذية العالمي والمجموعات المحلية والمجموعات الشعبية المحلية للمساعدة في توزيع المساعدات الإنسانية، علما أن مساعداتنا الإنسانية لا توزع من قبل الحكومة، بل إننا نعمل مع برنامج الأغذية العالمي وغيره من المنظمات غير الحكومية لضمان وصول مساعدتنا – المساعدة الطبية أو الغذاء أو غيرها من المساعدات الإنسانية – إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.
سئل:” هل لدى إدارة ترامب أي شروط لتقديم المساعدة للحكومة اللبنانية مع الأخذ في الاعتبار بشكل أساسي تأثير “حزب الله” على الحكومة وعلى البلد؟ وهل نسّقت زيارتك مع زيارة ديفيد هيل ؟
قال برسا:” إن مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لا تذهب للحكومة، بل مباشرة إلى الناس من خلال المنظمات غير الحكومية الموثوقة، مثل برنامج الأغذية العالمي، أو المنظمات المحلية. زيارة وكيل الوزارة هيل لها هدف منفصل وكانت زيارتي قائمة بذاتها. فالجواب إذن، لا، زيارة وكيل الوزارة هيل مقرّرة في وقت لاحق من الأسبوع”.
سئل لم يلتق مسؤولين لبنانيين هل هذه مقاربة جديدة للبنان تحديدا على أساس إنساني وعسكري وليس التعامل مع الحكومة؟
قال:” بشكل عام، عندما تقدّم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مساعدات إنسانية استجابة لأي كارثة، فإننا نعمل من خلال المنظمات غير الحكومية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية بحيث يحصل عليها من هم في أمس الحاجة إليها. لذا فالأمر ليس غريبًا. إنها الممارسة المعتادة ألا نعمل مع الحكومات. وبالتأكيد وزارة الدفاع، إنهم بالتأكيد عندما يستجيبون للأعمال الإنسانية، فإنهم يعملون بنفس الطريقة التي تراهم يعملون في لبنان الآن”.
من ناحية تقديرات الانفجار نعم. تمكنت من القيام بجولة في مواقع الانفجارات، والتجول في الأحياء المحيطة للتعرّف على مدى الضرر وبعض التحديات في المستقبل.وردا على سؤال آخر قال”: إيصال المساعدات الإنسانية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان، كما هو الحال في معظم الاستجابات للكوارث، لا يتم بالشراكة مع الحكومة. مساعدات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومساعداتنا الإنسانية عموما، غالبا ما تُسلّم إما مباشرة منا أو من خلال شركاء منفذين مثل برنامج الغذاء العالمي أو الصليب الأحمر الدولي أو الهلال الأحمر أو المنظمات غير الحكومية الأخرى. نحن لا نعمل مع الحكومة. هذه طريقتنا الاعتيادية في العمل”.
سئل:” بالنسبة للأضرار هل لديكم أرقام عن الأضرار التي حدثت؟
قال بارسا”: ليست لدي أي أرقام حاليا فيما يتعلق بالمستوى الإجمالي للأضرار والنطاق. بالتأكيد سأترك ذلك للخبراء الآخرين. لكن بالتأكيد كإنسان شهد العديد من الكوارث في جميع أنحاء العالم من موقع 11 أيلول سبتمبر إلى الأعاصير، لم أر شخصيًا أي دمار على نفس المستوى. هذا هو أسوأ ما رأيته على الإطلاق من حيث المدى”
وإذن، بالنسبة إلى ما ستفعله فرق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الأيام والأسابيع المقبلة، سنعمل على تقييم الاستقرار الهيكلي للمباني الفردية للمساعدة في هذا النوع من التحليل، لكننا بالتأكيد نترك الأمر للآخرين لتحديد مستوى الضرر وتحديده. على هذا الانفجار”..