
“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تقوم باريس بالدبلوماسية المكوكية منذ وقوع انفجار مرفأ بيروت في 4 الجاري ومسارعة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة لبنان ودعوته الى مؤتمر لدعم لبنان جمع 36 دولة ومنظمة دولية ومالية وذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة وتمكن من أن يجمع مساعدات بقيمة 298 مليون دولار أميركي.
ومنذ الزيارة توالت التحركات الفرنسية وآخرها اليوم وصول وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي الى لبنان مواكبة لقرار الرئيس الفرنسي بمساعدة لبنان ولكن ايضا بتعزيز الحضور الفرنسي ف البحر الأبيض المتوسط بسبب التوتر الأوروبي مع تركيا.
وغرّد ماكرون أمس قائلا:”قررت تعزيزا مؤقتا للحضور العسكري الفرنسي في البحر الأبيض المتوسط الشرقي في الأيام المقبلة بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين ومنهم اليونان”.
وأشار ماكرون الى أن ” الوضع في البحر المتوسط مثير للقلق. فالقرارات التركية الأحادية في مجال التنقيب عن النفط تسبب توترات. هذا الأمر يجب أن يتوقف لإتاحة المجال أمام حوار هادئ بين بلدان الجوار والحلفاء في داخل الحلف الأطلسي”. وتصل الى لبنان اليوم البارجة الفرنسية “تونير” وعلى متنها 700 عسكري فرنسي ومساعدات غذائية وأدوية وأدوات هندسية.
ولم يتوقف ماكرون عند هذا هذا الحد، بل هو يجري شخصيا سلسلة اتصالات دولية حيوية منها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاربعاء.
وذكر الكرملين في بيان أن الرئيسين استعرضا بالتفصيل مستجدات الوضع في لبنان، مع التركيز على الاجراءات التي تتخذها موسكو وباريس في سبيل تقديم الدعم الانساني للشعب اللبناني وتفعيل المساعدات من اجل لبنان. علما بأن هذا الاتصال مع بوتين هو استكمال لمساعي ماكرون كوسيط من أجل تحسين ظروف التعاون الروسي والصيني والأوروبي في إطار تطبيق قرار رفع حظر التسلح عن ايران.
المناخ الايراني
ولعل اتصال ماكرون بالرئيس الايراني يكتسب أهمية بالنسبة الى لبنان، نظرا الى النفوذ الذي تتمتع به طهران من خلال “حزب الله”، لا بل يعتبر ذو اهمية استثنائية.
لكن الحوار الهاتفي لم يكن عن لبنان فحسب، بل تناول ملفات رئيسية دولية منها دخول قرار منع حظر الاسلحة عن ايران حيز التنفيذ بفعل الاتفاق النووي الايراني مع مجموعة الخمسة زائد واحد ومحاولة تليين موقف الولايات المتحدة الأميركية تجاه هذا الملف، وكذلك إطار انستكس آلية التبادل التجاري بين إيران والدول الأوروبية الثلاثة المانيا وفرنسا وبريطانيا وكيفية تحفيزها، وملف لبنان في طبيعة الحال.
وكان قصر الايليزيه قال في بيان أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر الاربعاء من “اي تدخل خارجي في لبنان” خلال اتصال مع روحاني وذكر البيان أن “ماكرون ذكر بضرورة ان تتجنب كل القوى المعنية أي تصعيد للتوتر وكذلك اي تدخّل خارجي، ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة الأرزمة الطارئة” وفق ما ورد في بيان الرئاسة الفرنسية”.
المناخ الايراني
في المناخ الإيراني، أن الرئيس روحاني شدّد فی حواره هاتفیا مع نظیره الفرنسي ا”ن الاجراءات الأمیرکیة مازالت تهدف القضاء علی الاتفاق النووی قائلا:”مقترح الولایات المتحدة الأمیرکیة الجدید یعارض قرار مجلس الأمن الدولی رقم 2231 و انتهاك صارخ للاتفاق النووي و ینبغي ان تعارضه کافة البلدان لاسیما دول 1+4″.
و صرح روحانی أمس الأربعاء فی حواره هاتفیا مع نظیره الفرنسی ایمانويل ماکرون “ان أوروبا یجب ان لا تتأثر بنهج الولایات المتحدة الأمیرکیة و قال:”وفق قرار 2231 لمجلس الأمن الدولی، یجب الغاء الحظر التسلیحی عن ایران منذ 18 أکتوبر و اذا ترید الولایات المتحدة ان تفعل معارضة لهذا الاتفاق فهذا يعدّ انتهاكا صارخا للقرار الدولي”.
و أضاف الرئیس روحاني:”الحفاظ علی الاتفاق النووی المبرم و القرار 2231 التزام أساسي من قبل کافة الأطراف و البلدان المتبقیة فی اطار هذا الاتفاق المبرم و نتوقع اجراء المباحثات و المشاورات و التعاون الدقیق الوثیق بین ایران و الدول الأوروبیة الثلاث وروسیا و الصین من أجل التصدی لتحقیق أهداف المعارضین للاتفاق الننوی مع ایران”.
و أردف الرئیس روحانی قائلا:”انسحبت الولایات المتحدة من الاتفاق النووي و لاتقدر ان تستخدم آلیات هذا الاتفاق المبرم”.
و أکد روحاني علی ضرورة الاجراءات الأوروبیة الهادفة لتفعیل التبادلات الاقتصادیة مع ایران.
و أشار روحانی الی تفجير مرفأ بیروت قائلا:”سیجتاز الشعب اللبناني الأزمة الراهنة بفضل الوحدة و الانسجام و التنسیق”.
و رحب روحانی بدعوة نظیره الفرنسب لحضور ایران فی اطار دولي من أجل تقدیم المساعدات الی لبنان و حل مشاکل هذا البلد.
و من جانبه أکد الرئیس الفرنسی ایمانويل ماکرون فی هذا الاتصال الهاتفي علی ضرورة الحفاظ علی الاتفاق النووی مع ایران مشددا ان رؤیتنا تختلف تماما عن وجهة نظر الولایات المتحدة حیال تمدید الحظر التسلیحی علی ایران و أکدنا علی هذا الموضوع صراحة.
و تابع الرئیس الفرنسي:”حالیا نتخذ الاجراءات اللازمة من أجل تفعیل آلیة أوروبا المالیة مع ایران”.