“مصدر دبلوماسي”
وصل ظهر اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى بيروت في زيارة تضامن مع لبنان إثر الإنفجار الهائل في مرفأ بيروت في 4 الجاري والذي أتى على جزء من العاصمة اللبنانية، فتدمّر قرابة الـ300 منزل، وأحرق المرفأ برمته، وقتل حوالي الـ140 شخصا لغاية كتابة هذه السطور، فضلا عن أكثر من 5 آلاف جريح لم تتسع لهم المستشفيات اللبنانية وذلك جراء انفجار كمية من نيترات الأمونيوم الشديدة الانفجار وتصل كميتها الى ـ2750 طنا أودعت في المرفأ منذ العام 2014.
وفي حين شكلت الحكومة اللبنانية لجنة تحقيق بالإنفجار الأضخم عالميا والشبيه بانفجارات تكساس وتشرنوبيل ولو من دون قنبلة نووية، فإن كل الفرضيات مطروحة سواء اهمال او اعتداء لم يتأكد بعد بالدليل الملموس.
في هذه المداخلة تتحدث ناشرة موقع “مصدر دبلوماسي” مارلين خليفة الى “راديو سوا” عن رمزية هذه الزيارة التي استهلها الرئيس ماكرون بتغريدة قال فيها “لبنان ليس وحيدا”. وفي أول تصريح له (سننشره كاملا) قال أن المشكلة في لبنان تجمع بين الازمات السياسية والاقتصادية والمالية وضحيتها الشعب اللبناني. وقال بأنه إذا لم يقم لبنان بالإصلاحات فسيستمر بالغرق.
تقول خليفة بأن انتقال ماكرون الى لبنان بسرعة قياسية يذكر بانتقال الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران الى لبنان في العام 1983 إثر تفجير دراكار الذي راح ضحيته 58 جنديا فرنسيا، وانتقال الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في العام 2005، واليوم يأتي ماكرون علما بأن فرنسا خسرت 21 من الفرنسيين بين جريح وشهيد منهم المهندس الفرنسي جان -مارك بونفيس الذي أسهم بإعادة إعمار لبنان.
سرعان ما أعلن ماكرون ان فرنسا بدأت تنظم المساعدات الدولية للبنان ومنها ما أرسلته فرنسا منذ الأمس من دعم لوجستي ودعم في التحقيقات وتنسيق المساعدة الأوروبية والدولية ومبادرات عدة وارسالها وحدة للدفاع المدني وأطنان من المساعدات الصحية وسيصل اطباء طوارئ الى بيروت في أقرب أجل لتعزيز الطواقم الطبية في المستشفيات.
الزيارة موجهة للشعب اللبناني وظهر ذلك في تغريدة ماكرون أمس حين قال:” أذهب الى بيروت للقاء الشعب اللبناني ولأحمل اليه رسالة أخوة وتضامن من الفرنسيين وسوف نتباحث بالوضع مع السلطات اللبنانية.”.
وبالتالي يضع ماكرون فارقا بين دعم فرنسا للشعب اللبناني وبين تواصلها مع السلطات السياسية المتهمة بعدم قيام الاصلاحات من جهة وبالإهمال الجرمي في ما خص تخزين 2750 طنا من النيترات أمونيوم في مرفأ وسط عاصمة مأهولة.
في زيارة الساعت الستة سيلتقي ماكرون مجموعة من النخب اللبنانية البعيدة من السلطة والأقرب الى ثورة 17 تشرين وذلك عند الساعة الثالثة والنصف عصر اليوم الخميس ويختم زيارته بمؤتمر صحافي في قصر الصنوبر.