“مصدر دبلوماسي”
تسلم وزير الخارجية والمغتربين الجديد شربل وهبه مهامه من سلفه الدكتور ناصيف حتي خلال مراسم جرت في قصر بسترس اليوم الثلاثاء بحضور كبار الموظفين العاملين في السلكين الدبلوماسي والاداري وفي مقدمهم الامين العام للوزارة السفير هاني الشميطلي.
وبعد خلوة استمرت اكثر من 40 دقيقة، كان تصريح للوزيرين من على منبر وزارة الخارجية.
فرحّب الوزير حتي الذي استقال أمس بخلفه ووصفه “بالصديق القديم” لافتا الى انه يلتقي معه في مسيرة دبلوماسية طويلة في عواصم عدة في العالم . واضاف: استمرينا في علاقة حوار تعبّر عن اهتماماتنا بوطننا الحبيب لبنان.
وتابع حتي:” نرحب به اليوم في وزارة الخارجية التي هي بيته واتمنى له التوفيق في تحمل هذه المسؤوليات والمهام الجسيمة في فترة جد صعبة وهامة ومصيرية في تاريخ لبنان وقد مررت بها حتى الامس.”
وهبه
بدوره القى الوزير وهبه كلمة مكتوبة جاء فيها:” اتوجه بالشكر الى الوزير الصديق الدكتور ناصيف حتّي على ما ابداه من روح اخوية، وقد تداولنا في لقائنا بشؤون وشجون ملفات الوزارة وأشيد بالجهود التي بذلها الوزير حتي على رأس الوزارة وبالتعاون الذي قام بيننا اثناء فترة توليه الوزارة وهو الذي تربطني به روابط صداقة قديمة منذ اكثر من 28 عاما.
اتمنى كل التوفيق للوزير حتّي في خطواته اللاحقة وفي مساهماته القيمة في ميادين عدة.
ولا يسعني اليوم سوى الاعراب عن عميق امتناني للثقة الكبيرة التي اولاني اياها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي عملت معه لحوالي ثلاث سنوات كمستشار للشؤون الدبلوماسية وكذلك لرئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، آملا ان استطيع مواكبة جهودهما في سبيل النهوض بلبنان وعودة تألقه داخليا وخارجيا.
واضاف: لا شك بأن هذه المسؤولية تأتي في ظروف عصيبة وغير مسبوقة يمر بها الوطن، ولكن ذلك حتما يجب الا يثنينا اينما كان موقعنا عن السعي الى تجاوز المحنة والعمل على اصلاح الاوضاع على كل الصعد والتطلع الى ما نصبو اليه جميعا من حلول دائمة لهذه الازمات المتعددة التي نعيشها والتي اتت بفعل تراكمات ومحن محلية واقليمية تستوجب التعاون مع المجتمع الدولي لتجاوزها وعلى رأسها ازمة النازحين.
ملف النزوح أولوية
وقد أقر مجلس الوزراء أخيرا ورقة السياسة العامة لعودة النازحين التي قدمتها وزارة الشؤون الاجتماعية، وسوف تعمل وزارة الخارجية والمغتربين على المؤازرة في تطبيق الورقة على أمل تحقيق العودة الآمنة للنازحين الى ديارهم وتخفيف العبء الكبير الذي يتحمله لبنان بهذا الخصوص. وسوف نلتزم بما نص عليه الدستور اللبناني من رفض التوطين والتأكيد على حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
سوف تتابع وزارة الخارجية والمغتربين الدفاع عن الثوابت الوطنية ومصالح لبنان في المحافل الدولية أمام الاستحقاقات العديدة التي نواجهها مع التأكيد على الحفاظ على أفضل العلاقات مع اليونيفيل ، وعلى تمسك لبنان بالتطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 وعلى ادانة خروق العدو الاسرائيلي المتمادية لهذا القرار وانتهاكه السيادة اللبنانية برا وجوا وبحرا، وعلى التمسك بمبدأ ترسيم الحدود البحرية والحفاظ على ثروته النفطية في المياه البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة وأحقية لبنان باستعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر.
تابع: سوف نعمل على تمتين العلاقات القائمة مع الدول الشقيقة والصديقة وعلى متابعة تنفيذ الخطة الحكومية للنهوض الاقتصادي، والعمل على تنفيذ مقررات مؤتمر CEDRE ، وذلك بالتعاون مع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان والمجتمع الدولي.
ونتطلع الى تكثيف التواصل مع دول العالم العربي والى تعزيز الدور الذي يلعبه لبنان على صعيد الفرنكوفونية.
وسوف أعمل على استكمال كافة الاجراءات المتعلقة بتنفيذ مبادرة فخامة رئيس الجمهورية بإنشاء ” أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار” التي اقترنت بترحيب من الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم 73/344 الصادر بتاريخ 16\9\2019 .
تخفيض النفقات في البعثات
أعود اليوم الى وزارة الخارجية والمغتربين مع شعور عميق بالعودة الى عائلتي حيث عملت بإخلاص طيلة اثنين وأربعين عاما ، وأؤكد لكل
العاملين فيها من موظفين دبلوماسيين وإداريين، إضافة الى العاملين في البعثات اللبنانية في الخارج من دبلوماسيين وملحقين اقتصاديين وموظفين محليين بأنّي سوف أكون العين الساهرة على أدائكم وإنتاجيتكم لكي نعمل سوياً على تفعيل عمل البعثات الدبلوماسية في الخارج، وعلى تخفيض النفقات وترشيدها والاستغناء عن كلّ ما هو ضروري وعلى تقوية المبادلات التجارية الخارجية، وعلى تقديم أفضل خدمة للبنانيين المنتشرين وتشجيعهم على الاستفادة من قانون استعادة الجنسية، وتعميق الروابط التي تجمعهم بلبنان، وبشكل خاص في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها الوطن إقتصادياً ومالياً.
وختاما رافق الوزير وهبه الوزير حتّي الى الخارج وأـبى إلا أن يودعه على باب سيارته وأن يتمنى له التوفيق.