“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
دخلت مصر على خطّ الوساطات في ما يخص التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان مؤكدة دعمها الدائم عبر قنواتها الدبلوماسية الدولية للتجديد لهذه القوات وذلك في اتصال اليوم بين وزير خارجيتها سامح شكري ونظيره اللبناني ناصيف حتّي، أكد خلاله الجانب المصري على استعداده أيضا لمشاركة لبنان خبرته التفاوضية مع صندوق النقد الدولي.
صحيح بأن فيروس كورونا يشل العمل الدبلوماسي المباشر، حتى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب انعقد أخيرا عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”، وصحيح بأن مقررات الحكومة اللبنانية لا تترجم عمليا في شكل سريع نظرا للواقع الذي فرضه كوفيد-19، إلا أن وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي لا يتوقف عن الاتصالات مع نظرائه الاوروبيين والعرب، مكمّلا المسار الدبلوماسي لنشاط الحكومة السياسي.
ملفات عدة يتابعها حتّي: من ملف العلاقات اللبنانية الجزائرية وشركة سواناطراك حيث ان الحفاظ على العلاقات الثنائية أمر مهم جدا للبلدين بمعزل عن المسار القضائي والشبهات التي تحوم حول الشركة بتزويدها لبنان الفيول المغشوش كما يرد في الاعلام اللبناني، وكذلك ملف عودة اللبنانيين المغتربين من الخارج، حيث يقول مصدر دبلوماسي مسؤول في دردشة صحافية بأن أي قرار بإعادة المزيد من اللبنانيين سيكون وليد ساعته نظرا الى الظروف المتغيرة التي يفرضها فيروس كورونا، وبعد تقييم عودة اللبنانيين في مرحلتها الثانية التي تنتهي في 24 الجاري، علما بأن الحالات الاضطرارية قد عادت بمجملها الى لبنان، أما في خصوص الطلاب العالقين في الخارج فإن العائق الوحيد يتمثل بصعوبة التحويلات المالية التي لو كانت تسير بشكل طبيعي لوفرت العودة على الكثير من اللبنانيين الذين كانوا ليبقوا في أماكن اقامتهم في الخارج.
الحدود اللبنانية السورية
تفرض الحدود اللبنانية السورية نفسها ملفا ساخنا جدا، وقد شاركت وزارة الخارجية اللبنانية يوم الاثنين الماضي في اجتماع عرض لاستراتيجية الادارة المتكاملة للحدود في لبنان برئاسة رئيس الحكومة حسان دياب وخصص لعرض تفاصيل الاستراتيجية التي تهدف الى معالجة مشاكل الحدود في لبنان وكيفية ادارتها ووضع ملاحظات الأجهزة الامنية عليها والتنسيق في ما بينها تمهيدا لعرض خطة شاملة لتنفيذها، بما يتلاءم مع مطالب المجتمع الدولي لجهة ضبط الحدود إضافة الى عملية تسهيل عبور الاشخاص والبضائع.
تعالج الاستراتيجية جانبين: الأول يتعلق بالتهريب على الحدود، والثاني بكيفية ادارة الحدود. حول هذا الملف والعلاقات مع سوريا يقول المصدر الدبلوماسي المسؤول بأن “العلاقات مع سوريا قائمة دبلوماسيا بشكل طبيعي، أما ملف التهريب فهو جزء أساسي من عمل وزارة الخارجية والمغتربين وهي عضو في اللجنة حول الادارة المتكاملة للحدود وثمة اقتراحات قدمت وسوف تنفذ، والامر يتعلق بكيفية مكافحة التهريب من الجهة اللبنانية وهي مشكلة ضاغطة على الاقتصاد اللبناني وهي تقع من جهتنا لأن التهريب يتم من جانبنا وعرضت كل الوزارات المعنية للأمور لوقف هذا النزف المكلف جدا على الاقتصاد اللبناني”.
مشروع السيناتور تيد كروز
كذلك تشارك الخارجية اللبنانية بالتفاوض حول ملف المساعدات من الخارج في هذا الاطار طرح مشروع القرار الذي يقدمه السيناتور تيد كروز منذ أيام طالبا من الادارة الاميركية وقف المساعدات لحكومة لبنان المسيطر عليها من قبل حزب الله وتم تحويل المشروع الى لجنة الشؤون الخارجية، تؤكد أوساط وزارة الخارجية بأن سفارة لبنان في واشنطن تتابع هذا الملف، وتشير الأوساط الدبلوماسية المذكورة الى أنه “لا داعي للهلع في هذا الموضوع، لأن هذا المشروع يتيم قدمه نائب ويحتاج الى موافقة مجلسي الشيوخ والنواب والى موافقة الحزبين الجمهوري والديموقراطي وقد يوقعه الرئيس الأميركي وقد يمتنع عن ذلك.
ولفتت الأوساط الدبلوماسية الى أن لا امكانية لوضع شروط ضاغطة على لبنان في هذا الملف، ولبنان يذهب للتفاوض مع صندوق النقد الدولي بحسب قواعده ومن المهم ان يدرك الجمهور اللبناني بأن الأمر ليس بهذه السهولة وهو لا يتعلق بمشروع اتخذته الادارة الاميركية”.
من جهة ثانية قال المصدر الدبلوماسي بأن مسار مؤتمر “ٍسيدر” يسير بشكل سلس وخصوصا بعد الاجتماع التنسيقي الاول الذي انعق أمس الاولد مع سفراء الدول المعنية وشارك فيه المجتمع المدني اللبناني في سابقة لم تألفها الحكومات اللبنانية سابقا، ولبنان ملتزم بالاصلاحات المطلوبة كما هو منفتح على الحوار وعلى أية افكار ومقترحات مشيرا الى ان الخطة الاقتصادية ليست مقفلة البتة.