“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تتابع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تفشي فيروس “كوفيد-19” في لبنان وعينها على شريحة النازحين السوريين وخصوصا أولئك الذين يقيمون في المخيمات وتصل نسبتهم الى 20 في المئة. في هذا السياق، قال مصدر في المفوضية ردّا على أسئلة موقع “مصدر دبلوماسي” انه لغاية تاريخه واستناداً إلى المعلومات المتاحة لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بمرض كوفيد-19 في أوساط اللاجئين في لبنان”.
يعتبر اصابة لاجئ واحد بـ”كوفيد-19″ امرا كارثيا لانه فيروس يتمدد كالنار في الهشيم، وحيث ان العودة الى سبل العزل والابتعاد الاجتماعي امر غير متسير في مخيمات مكتظة. يقول المصدر في المفوضية: “تُعتبر صحة ورفاه وكرامة اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم وموظفي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الأولويات الرئيسية لدى المفوضية ومحور جهودنا المتعلقة بالوقاية من هذا الوباء والاستجابة للتصدي له”.
في هذا الصدد، أطلقت المفوضية بالتعاون مع المنظمات الشريكة مثل “منظمة الصحة العالمية” و”اليونيسف” سلسلة من أنشطة التوعية الوقائية على النظافة الصحية في مرحلة مبكرة في الأماكن التي يقصدها اللاجئون للحصول على الخدمات أو تلك التي يتجمّعون ويقيمون فيها، فضلاً عن تلك المنفذة عبر الإنترنت.
منذ بدء تفشي وباء كوفيد-19، التزمت فرق عمل المفوضية بدعم الجهود الجماعية المبذولة من أجل منع تفشي الفيروس واحتوائه وتفادي إرهاق وتحميل النظام الصحي فوق طاقته نتيجة أي زيادة حادة في عدد الحالات التي تستلزم العلاج في المستشفى.
على صعيد التوعية، تضافرت جهود المفوضية منذ شباط الفائت مع جهود كل من المنظمات الشريكة، مثل “منظمة الصحة العالمية” و”اليونيسف” والسلطات اللبنانية من أجل نشر المعلومات على المستوى الجماهيري للتوعية على وباء كوفيد-19. وقد شمل ذلك معلومات حول كيفية الوقاية من الإصابة بالعدوى ومن نقل العدوى إلى المجتمع المحيط من خلال تدابير تتعلق بالنظافة الصحية، مثل غسل اليدين المتكرر، والعزل المنزلي أو التباعد الاجتماعي، فضلاً عن تحديد أعراض مرض كوفيد-19والخط الساخن الخاص بوزارة الصحة العامة للاتصال لإجراء الفحص.
ترأست المفوضية عملية نشر هذه المعلومات بين جميع اللاجئين في لبنان، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في مساكن خاصة او في مخيمات عشوائية غير رسمية او في ملاجئ جماعية في جميع انحاء البلاد. 20 في المئة فقط من اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان يعيشون في مخيمات عشوائية غير رسمية، في حين يعيش الغالبية ضمن وحدات أسرية فردية وليس ضمن مجموعات.
لقد أرسلت المفوضية رسائل نصية فردية إلى اللاجئين وزوّدت اللاجئين الذين يتصلون بالخطوط الساخنة بالمعلومات اللازمة وعززت حملات التوعية عبر جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
كما تم نشر هذه المعلومات منذ شهر شباط بين اللاجئين القادمين إلى مراكز الاستقبال التابعة للمفوضية ومراكز الخدمات المجتمعية التي تديرها المنظمات الشريكة، فضلاً عن المخيمات العشوائية غير الرسمية. ابتداءً من الأسبوع الماضي، وبتوجيه من الحكومة، تم إغلاق هذه المراكز للحد من تجمّع الزوار.
يقول المصدر في المفوضية:” يتجاوب اللاجئون إلى حد كبير مع الرسائل التحذيرية. فهم يدركون ويعون بشكل عام الحاجة إلى الحدّ من حركتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، ويتبعون بعناية الإرشادات المتعلقة بالنظافة الصحية ومختلف التوجيهات الوقائية الأخرى.
بالنسبة الى التدابير الوقائية، خلال شهري شباط وآذار زادت المفوضية وتيرة عمليات تنظيف وتعقيم المراكز التي يتجمع فيها اللاجئون للحصول على خدمات الحماية والمساعدة، كما عمدت إلى تدريب موظفيها على كيفية اكتشاف أعراض مرض كوفيد-19.
من أجل دعم اللاجئين لكي يتمكنوا من اتباع التدابير الوقائية المتعلقة بالنظافة الصحية، باشرت المفوضية مع شركائها بتوزيع ألواح صابون ومواد أخرى للعناية بالنظافة الصحية على اللاجئين منذ أوائل شهر آذار. عقب صدور توجيهات الحكومة في 6 آذار، تم التقليل إلى حد كبير من عدد الزوار اللاجئين لمراكز الاستقبال التابعة للمفوضية ومراكز الخدمات المجتمعية واستعيض عن ذلك بالاتصالات الهاتفية. بالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لتوجيهات الحكومة الصادرة في 11 آذار، تم الحدّ أكثر من إمكانية الوصول إلى هذه المراكز، وذلك للسماح باستقبال اللاجئين ذوي الاحتياجات الإنسانية الطارئة فقط. وبناءً على القرار الذي أعلنته الحكومة في 15 آذار، تم إغلاق مراكز الاستقبال التابعة للمفوضية وتأجيل المواعيد، كما تم تعزيز الاستشارات عبر الهاتف لتلبية الاحتياجات الإنسانية والإجابة عن أسئلة اللاجئين.
خلال هذه الأسابيع، عمد اللاجئون، مثلهم مثل السكان الآخرين، إلى الحد من تحركاتهم بشكل كبير لتجنب خطر العدوى، وبناءً على تعليمات الحكومة، وبغية حماية اللاجئين ومقدمي الرعاية الإنسانية على حد سواء، باشر موظفو المفوضية والمنظمات الشريكة العمل بشكل أساسي من المنزل اعتباراً من 16 آذار، وذلك باستخدام الوسائل التكنولوجية المتاحة لضمان استمرار الخدمات إلى أقصى حد ممكن.
دعم الاستجابة المخصصة للأشخاص المصابين بعدوى كوفيد-19
تواصل المفوضية العمل مع السلطات والمنظمات اللبنانية المعنية على التخطيط للطوارئ واتخاذ تدابير مضاعفة من أجل تأمين العزل واحتواء الوباء في حال تسجيل إصابات بمرض كوفيد-19 في أوساط اللاجئين والتأكّد من أن انتقال العدوى في هذه المجتمعات قد بدأ. في الوقت الحالي، سيتم عزل أي شخص يتم التأكد من إصابته بعدوى كوفيد-19 وعلاجه في المستشفى المخصص من قبل وزارة الصحة العامة. عند بدء انتشار مرض كوفيد-19 ضمن مجتمعات اللاجئين (“الانتقال في المجتمعات” الذي يؤدي إلى “مرحلة التخفيف”)، سيُطلب من المصابين الذين يعانون من أعراض خفيفة عزل أنفسهم في المنزل لمدة 14 يوماً لمنع انتقال الفيروس إلى الآخرين. وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية في لبنان، حوالي 80 في المئة من الأشخاص المصابين سيعانون من أعراض خفيفة تستلزم العزل الذاتي في المنزل.
حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، لم يتم تسجيل أي إصابة في أوساط اللاجئين،غير أن المفوضية مستعدة لدعم تدابير العزل الذاتي في حال وعندما يحدث ذلك، فضلاً عن تقديم المشورة إلى اللاجئين بشأن الخطوات الواجب اتخاذها.
يقول المصدر في المفوضية:” إننا نتعاون بشكل وثيق مع المنظمات الشريكة والسلطات اللبنانية من اجل زيادة وتعزيز قدرات المؤسسات الصحية في ما يتعلق بتوفير العلاج الاستشفائي اللازم أو العناية المركزة للمرضى الذين سيحتاجون إلى دخول المستشفى، بما في ذلك في وحدات العناية المركزة”.
تجدر الاشارة الى انه تم تعليق عدد كبير من برامج المفوضية من أجل تفادي التجمعات والتفاعلات ومنع انتقال عدوى كوفيد-19 غير أن الانشطة الصحية الضرورية والخدمات المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية استمرت مع إعطاء الأولوية لمرض كوفيد-19.
علما بأنه يتم تنفيذ جميع أنشطة المفوضية بما ينسجم مع المبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن الوقاية من العدوى ومكافحتها بحسب المصدر المسؤول في المفوضية السامية للأمم لشؤون اللاجئين في بيروت.
يذكر أنه في 10 آذار الجاري، حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن استجابة العالم لأزمة فيروس كورونا يجب أن تشمل وتركز على الجميع، بما في ذلك أولئك الذين أجبروا على الفرار من ديارهم. وقالت لدى إطلاقها ندائها الأول في هذا الشأن بأن كبار السن بين جموع اللاجئين والنازحين قسراً هم الأكثر عرضة للخطر حول العالم.
وتسعى المفوضية بشكل عاجل للحصول على مبلغ مبدئي قدره 33 مليون دولار أميركي لتعزيز أنشطة التأهب والوقاية والاستجابة لتلبية الاحتياجات العاجلة للصحة العامة للاجئين والناجمة عن فيروس كورونا.