“مصدر دبلوماسي”: ترجمة الموقع
كتبت كريستينا تارداغيلا:
في التغطية حول فيروس كورونا يجب أن يتخلى الصحافيون عن مصادر: قيل لنا، علم، ورد، يجب وضعها كلها جانبا وإيقاف أي تقرير يستند الى الى مقالات او تقارير للآخرين.
في تغطية حقائق هذا الفيروس يجب ان يتحلى الصحافي بكتابة تقارير حقيقية ويعتمد على بيانات علمية، هذان شرطان اساسيان كي لا يقع الصحافيون بما وقعوا فيه يوم الجمعة الفائت أثناء زيارة الرئيس البرازيلي جير بولسونارو للرئيس الأميركي دونالد ترامب ( في 7 آذار الجاري). فقد نقلت صحف منها “الغارديان” وموقع تلفزيون “فوكس” نيوز” و “سي أن آي” في تايوان، بأن الرئيس البرازيلي جاءت نتيجة فحصه لكورونا إيجابية، مذكرة بأنه التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فلوريدا باكرا هذا الأسبوع.
وانهالت الصور التي تظهر مصافحة الرئيسين في مارالاغو، وتمّ توزيعها عبر الواتس أب ومختلف منصّات وسائل التواصل الاجتماعي، واقترح كثر بأن على الرئيس الأميركي الأميركي دونالد ترامب ونائبه مايك بنس الخضوع لفحص كورونا بعد لقائهما بولسونارو.
إستندت هذه الصحف الكبرى الى مصدر وحيد، هو عامود كتبه الصحافي لياندرو مازيني في صحيفة “أو ديا”، وهو كاتب برازيلي شهير. كانت الترجمة المنقولة عن البرتغالية تشير في الساعة العاشرة إلا خمس دقائق بأن الرئيس البرازيلي قد صنف مصابا بعد ان كانت نتيجة الفحص الخاص به ايجابية. لكن الصحافي البرازيلي لم يذكر المصدر الذي أعطاه هذه المعلومة، ولم تكلف “الغارديان” وسواها عناء التأكد من مصدر ثان فكتبت عنوانا يقول:” إختبار الرئيس البرازيلي جير بولسونارو للكورونا جاء إيجابيا”.
بغضون ساعات جال هذا الخبر عن رئيسين مهمين انحاء العالم، وهو خبر يستند الى تقرير بالبرتغالية نشره موقع وحيد، ما أثار حالة من الارباك في وقت لم يقم الصحافيون المعنيون سوى بنسخ الخبر واعادة نشره بلا اي عملية تدقيق للوقائع.
في الساعة الحادية عشرة إلا خمس دقائق، قامت الصحيفة البرازيلية بعملية “تلطيف لعنوانها” من دون تقديم اية شروحات. كتبت: ” قد يكون الرئيس البرازيلي قد ظهر ايجابيا في فحص الكورونا الأول الذي قام به”.
خطوة تراجعية مهمة الى الوراء. عندها “استيقظ” الصحافيون معتبرين بأن عليهم القيام بمزيد من العمل، فنشرت فوكس نيوز بأن محرريها اتصلوا بإدواردو نجل بولسونارو وقال لهم بأن اختبار والده جاء ايجابيا. لم تمر 40 دقيقة حتى نشر بولسونارو على تويتر وفايسبوك تكذيبا قائلا بأن الفحص جاء سلبيا.
في هذه اللوحة، المرفقة مع التقرير نموذج عن كيف ظهرت التغطية الحيّة لصحيفة الغارديان من حيث تقديمها معلومات خاطئة. لنأخذ هذه الفرصة لتذكيرنا كصحافيين بأنه علينا التشبث دوما بمعايير الجودة العالية في كتابة التقارير ذات النوعية والصدقية.
*كريستينا تارداغيلا هي محررة مساعدة في شبكة التحقق من الوقائع ومؤسسة وكالة “لوبا”. وهي نشرت هذا التقرير في موقع “بوينتر”.
.