“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
كشف مصدر مسؤول في “الأمن العام اللبناني” معايير منح “وثيقة إتصال” لبعض السوريين تصدرها الدائرة الأمنية في المديرية العامة للأمن العام بعد موافقة شخصية من مدير عام الأمن العام اللبناني وهو اليوم اللواء عباس ابراهيم وهي تكون محدودة زمنيا ولا تتعدّى الشهر. ووقع بعض الصحافيين والناشطين أخيرا بلغط مردّه الى روايات نسبت الى “مديري مكاتب سفر” المانية –سورية تدخل سوريين الى لبنان بطرق غير شرعية لقاء رسوم باليورو قد تصل الى 750 يورو بحسب ما ذكر أحد التقارير الذي نشر في صحيفة لبنانية من دون ذكر واضح للمصادر التي أعطت هذه المعلومة.
وتم الحديث عن “تأشيرة رقمية” تمنح لبعض السوريين مع “أرقام سرية” وذلك لكي يعودوا الى لبنان بعد أن تمّ توطينهم في أوروبا سواء في ألمانيا او سواها، وبعد توجيه موقع “مصدر دبلوماسي” أسئلة محددة في هذا الشأن وذلك في سياق متابعته لملف اللاجئين، تبيّن أن لا شيء اسمه “فيزا رقمية” بل ثمة خدمة جديدة “أونلاين” يعدها “الأمن العام اللبناني” في مطار رفيق الحريري الدولي، كذلك فإن “الرقم السري” ليس سوى “وثيقة الإتصال” التي يتم بثّها على المعابر الحدودية المعنية ويمنح للسوري المسموح له بالدخول رقمها تسهيلاً لعملية البحث عنها لدى دخوله.
تكثر المعلومات المضللة التي تنشر في بعض الصحف ووسائل الاعلام وعبر السوشال ميديا حول مسائل حساسة تتصل بالأمن اللبناني وتتشعب خلفياتها الى ضرب سمعة مؤسسات الدولة اللبنانية حتى تلك التي تعمل بحسب معايير مهنية ودولية منحت عليها شهادات من قبل منظمات دولية مثل الأمم المتحدة. وقد راجت هذه التقارير بشكل كبير بعد “ثورة 17 تشرين” حيث يعمد كثر من أعضاء جمعيات المجتمع المدني خصوصا ومن ينتمي اليهم من صحافيين واعلاميين على تحطيم ممنهج ومدروس لأية إيجابية تتعلق بمؤسسة حكومية و”فبركة” مخالفات بلا التحقق منها بطريقة علمية. هنا بعض الأسئلة التي طرحها موقع “مصدر دبلوماسي” على مصدر مسؤول في “الأمن العام اللبناني” فكانت هذه الإجابات:
*كيف يعني أن التأشيرة هي عبارة عن “رقم اتصال” فقط؟ وهل يعطي لبنان التأشيرات عبر الاتصال فقط؟ وما هي أنواع التأشيرات التي يقدمها لبنان والأمن العام اللبناني؟
-حددت مذكرة الخدمة 99/2014 معايير دخول السوريين الى لبنان وحصرت أسباب دخولهم بشرط استيفائهم احد بنود هذه المذكرة (علاج طبي – عبور الى سوريا – تعهد مسؤولية…). إنّ إستيفاء السوري لأحد البنود يتم تحديده في المعابر الحدودية لدى وصول ومثول صاحب العلاقة أمام عناصر الكونتوارات.
في بعض الحالات ولأسباب مختلفة (طلبات المنظمات أو الشخصيات أو المرجعيات الدينية، أسباب إنسانية، أسباب صحية…) تتم مراجعة مدير عام الأمن العام مسبقاً لتسهيل دخول بعض السوريين بمعزل عن بنود مذكرة الخدمة أعلاه، وفي حال الموافقة يتم إصدار“وثيقة إتصال” عن الدائرة الأمنية للسماح بدخول السوري لمدة محددة (لغاية الشهر). إنّ هذه الوثيقة يتم بثّها على المعابر الحدودية المعنية ويُمنح السوري رقمها تسهيلاً لعملية البحث عنها لدى دخوله.
إنّ وثيقة الإتصال المتعلّقة بتسهيل دخول السوريين مجانية ومحصورة فقط بقرار المدير العام وبناء لمراجعة شخصية له.
أما بالنسبة لأنواع تأشيرات الدخول فهي إمّا تصدر من قبل المديرية العامة للأمن العام في حال تم تقديمها في لبنان وفقاً للأصول ويتم مكننتها وطباعتها على أوراق تتضمن علامات أمنية متعددة وتُسلّم الى مقدمي الطلبات، أو من السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج وبعد موافقة الأمن العام ويتم لصقها على جوازات سفر أصحاب العلاقة.
* تمّ الترويج في بعض التقارير عن وجود تأشيرات رقمية؟ هل يوجد هذا النوع من التأشيرات في لبنان؟
-إنّ الأمن العام سيطلق قريباً إمكانية تقديم التأشيرات عبر الانترنت online visa تسمح بتقديم الطلبات عبر الانترنت بعد مسح المستندات المطلوبة ضوئياً ودون الحضور الى مراكز المديرية العامة الأمن العام. (إذا كان هذا المقصود بالتأشيرات الرقمية).
* هل من سبل يراقب فيها الأمن العام التأشيرات المزورة؟
-إنّ جميع التأشيرات ممكننة وبالتالي فإنّ أي تزوير يتم إكتشافه مباشرة في المعابر الحدودية لدى تسديد السمة (عدم وجود قيود للسمة، تغيير في الوقوعات…)، بالإضافة الى إمكانية الكشف على التأشيرة أو السمة في شعب أمن الوثائق الموجودة في هذه المعابر الحدودية. كما أنه في حال قدوم مسافر سابقاً الى لبنان يمكن مقارنة بصماته عبر نظام الحدود الجديد SBMS (في المطار حالياً).
* يصدر الأمن العام اللبناني اسبوعيا بيان توقيفات عن اشخاص يزورون مستندات للسفر الى اوروبا، هل يعقل أن الأمن العام يتعرض لخرق ما من اوروبا الى لبنان وعبر شبكات تعمل في لبنان؟
-إن مستندات السفر الى اوروبا تكون بإجمالها جوازات سفر بجنسيات أجنبية أو جوازات سفر تحمل تأشيرات مزورة وفي كلي الحالتين فإن هذه المستندات أو التأشيرات غير صادرة عن المديرية العامة للأمن العام، بل يتم ضبطها على المعابر الحدودية بعد الشك بصحتها من قبل عناصر الكونتوارات وإحالتها إلى شعب أمن الوثائق.
*تردد بأن “بأن التأشيرة الى لبنان هي “عبارة عن لاصق واضح يوضع على جواز السفر” وقيل بأن “التاشيرة الى لبنان هي اما ورقية ولا حاجة لكفيل لبناني فيها أو تقتصر على رقم سري هل هذه المعلومات دقيقة؟
-السوريون لا يمنحون تأشيرات ورقية أو بموجب ملصق على جوازات سفرهم بل فقط بموجب “وثائق اتصال” كما ذكرنا سابقاً.
* بحسب الأمن العام من هو السوري الذي يحق له الدخول الى لبنان إذا سافر للخارج كشخص موطن في بلد ثالث؟ وما هي الاجراءات التي يتخذها الامن العام مع الدولة المضيفة لمنع دخوله أو للسماح له بالدخول مجددا الى الاراضي اللبنانية او حتى الى سوريا؟
-إنّ اللاجئين الى أوروبا والذين يمنحون جوازات مرور للسفر من قبل الأمم المتحدة لا يمكنهم العودة بموجبها الى لبنان.
لا يسمح بدخول السوريين الذين تمت إعادة توطينهم في بلد ثالث كونه يصدر بحقهم بلاغات منع دخول. إنّ الإجراءات المتّبعة ليست مع الدولة المضيفة بل مع منظمات الأمم المتحدة المعنية.
يُسمح بدخول السوري المعاد توطينه عبر المطار:
- للعبور ترانزيت الى سوريا جواً فقط، او بموجب دورية من المطار الى الحدود
- في حال إستحصاله على وثيقة سفر من البلد المعاد توطينه فيه (إقامة مؤقتة) يُسمح بدخوله بموجب سمة مودعة في حال تمت الموافقة عليها.
- ليس واضحا كيف يستحصل هؤلاء السوريين في الخارج على تأشيرات للدخول الى لبنان؟
في حال الموافقة المسبقة على دخول سوري الى لبنان بموجب وثيقة اتصال وفق البند /1/ أعلاه وفي حال كان الدخول عبر المطار يتم ذكر في متن الوثيقة شركة الطيران الناقلة ليصار الى ابلاغها موافقة الأمن العام عبر مكاتب الشركة في دائرة مطار رفيق الحريري – بيروت وذلك للسماح للسوري بالصعود الى الطائرة.
* ينسق الامن العام اللبناني مع أجهزة مراقبة الحدود الأوروبية هل من معلومات يمكن تقديمها حول هذا التنسيق الذي يهدف الى منع تهريب الاشخاص والاتجار بالبشر؟
- التنسيق مع اجهزة مراقبة الحدود الأوروبية دائم ومستمر من خلال التدريبات المشتركة والتجهيزات المقدمة من قبلهم لكشف الوثائق المزورة وبخاصة حول موضوع تهريب الاشخاص والاتجار بالبشر.
Marlene Khalifeh
Marlene Khalifeh, a Lebanese journalist. She worked for a period of twelve years in An-Nahar” newspaper before moving to “As-Safir” were she spent ten years as a diplomatic reporter. Between these two periods, Mrs. Khalifeh published many articles in the Al Hayat” and “Al Riyad” newspapers, “Al Wassat” and “Newsweek Middle East” magazines.
She created her own website “Masdar diplomacy”,on the 11th of July 2016 focusing on diplomatic activities in Lebanon and the Middle East.
After attending many training courses in a number of European, American, and English institutions, she specialized in investigative journalism. Her hard work paid off when she was awarded, twice (in 2004 and 2005), with the “investigative journalist” prize by the Commonwealth (in Jordan) among four Arab participating countries. Afterwards, she focused her attention on the politic and diplomatic press training and research on fact checking.
