“مصدر دبلوماسي”- خاص
تعصف بلبنان أخطر أزمة مالية واقتصادية واجتماعية منذ استقلاله عام 1943، وهي تسحبه الى هاوية محتّمة ستفكك كيانه وتقضي عليه إن لم يعمد المسؤولون فيه الى عملية انقاذ طارئة قوامها تحقيق الاصلاحات الهيكلية وإعادة وصل ما انقطع مع البلدان المجاورة التي تشكّل العمق الاستراتيجي للبنان بعيدا من اية خلفيات.
لكن هؤلاء المسؤولين لا يزالون في مرحلة التقاعس غير المحسوب العواقب، وكأن الأمور تسير بسلاسة في حين أن الناس تئن من مرارة العيش سواء بسبب احتجاز مدخراتها من قبل المصارف، او بسبب تفلت سعر الدولار في سوق موازية وانعكاسه على غلاء الأسعار وخسارة اللبنانيين لقدرتهم الشرائية وبدء نقص في المواد الغذائية وسواها فضلا عن بدء تفشي وباء الكورونا بلا أية حصانة لبنانية ذاتية.
بالرغم من ذلك، يبدو المسؤولون في الدولة وكأنهم في حالة من العجز أو الإنكار. إذا اخذنا العلاقات الخارجية للبنان فهي متدهورة الى اقصى الحدود من الأقرب اي سوريا الى الابعد في دول الخليج.
لكن حتى على هذا الصعيد، لم نر حركة خارجية استثنائية، هنا 6 نماذج لدول تقف على رصيف الانتظار لمساعدة لبنان.
*بالنسبة الى سوريا، لا يزال المسؤولون في الدولة حتى الرئاستين الأولى والثالثة في حالة انتظار لا يمكن تفسيرها، ولم يتخذ لغاية اليوم قرار بإعادة التعاون مع الرئة الاقتصادية للبنان عبر تكليف رسمي للوزراء المعنيين بالتعاون مع نظرائهم السوريين، وخصوصا وان دورة الحياة الاقتصادية تربط البلدين وسوريا هي الممر الالزامي للمنتجات اللبنانية الى دول العراق والاردن والكويت والخليج. الى ذلك فإن بلدا كالأردن بدأ تعاونا مهما في مجال الاقتصاد والنقل مع سوريا، لكن مفاتحة المسؤولين اللبنانيين بالموضوع لا يلاقيه الا التسويف وانتظار ضوء أخضر ما… لا يبدو أنه سيأتي، وكيف سياتي هذا الضوء الأخضر ومن من المفترض ان يصدره يأمر بتركيع لبنان؟
-قطر: تبدو دولة قطر إحدى الدول الخليجية القليلة التي لا تفرض شروطا سياسية على لبنان لمساعدته في شتى المجالات، سواء في ودائع في المصرف المركزي، او في علاقات تبادلية وارسال مساعدات، او في ملف الغاز والنفط. سبق واثبتت قطر مرارا وقوفها الى جانب لبنان وهي فتحت ابوابها امام اللبنانيين للسياحة والعمل دون فرض تأشيرات عليهم. لكن العلاقة مع قطر هي أيضا في “الثلاجة” في انتظار ضوء اخضر ما، لن يأتي، علما بأن اللجنة العليا اللبنانية القطرية هي من إحدى أهم آليات التعاون بين البلدين والتي تم تجميدها من قبل حكومة الرئيس سعد الحريري السابقة لأسباب تتعلق بعلاقاته الدولية الشخصية.
-المملكة العربية السعودية: لم يقم لبنان بأية حركة دبلوماسية او سياسية جدية في اتجاه السعودية، باستثناء التلميح بأن رئيس الحكومة حسان دياب سيزور المملكة وفي انتظار الزيارة التي من المفترض أن تتم بعد حل ازمة اليوروبوندز فإن إعادة وصل ما انقطع مع السعودية يبدو انه يسير على نار خفيفة بالاتكال على دول أخرى لتسهيلها مثل مصر. ولغاية الآن لا مصر ولا علاقات وزير الخارجية ناصيف حتي الوثيقة بها قد اثمرت.
-الإمارات العربية المتحدة: يقول العارفون بأن الإمارات العربية المتحدة هي مفتاح إعادة العلاقات مع السعودية، لكننا لم نشهد لغاية اليوم أية حركة دبلوماسية استثنائية تجاه هذا البلد، الذي يقول العارفون بأنه ينقم على لبنان بسبب “حزب الله”، علما بأن الامارات العربية المتحدة تقيم علاقات ممتازة مع إيران وحتى مع سوريا وقد بدات الشركات الإماراتية بالاستثمار في سوريا في مجال اعادة الاعمار.
-الصين: يروي العارفون بأن الصين عرضت مرارا بناء شبكة طرق وبناء مرافئ والمساعدة في ملف الكهرباء لكن لبنان كان يرفض ذلك وخصوصا عبر احد الوزراء الفاعلين في الحكومات السابقة، لان الصين كما الكويت كما بقية الدول لا تقبل بإدارة المشاريع إلا بنفسها وبالتالي لا مجال “لتركيب الطرابيش” والرشاوى والصفقات المشبوهة.
-إيران: طالما قدمت ايران عروضا جمة للبنان في مجال تزويده بالطاقة الكهربائية والادوية وسواها من المساعدات لكن لبنان كان يرفض اية مساعدات منها لاسباب تتعلق بالاشتباك الخليجي الايراني المستمر.