![cOS](https://i0.wp.com/masdardiplomacy.com/wp-content/uploads/2020/01/cOS.jpg?fit=640%2C480&ssl=1)
كشف المشاركون في الندوة الكثير من الأوجه المخفية للفساد في لبنان في قطاعات حيوية
“مصدر دبلوماسي”- خاص:
فجّرت ندوة نظمها عصر اليوم معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت قنبلة حقيقية في ما يخص الأخبار المضللة التي تقدّمها السلطات المالية للبنانيين بشأن الوضعين المالي والاقتصادي وطرق الحلول للخروج من مأزق يعود الى اعوام خلت.
فقد كشف الخبير الاقتصادي ومقدم برنامج “رؤية 2030″ أليبر كوستانيان بأن الخبر المتداول بكثافة عن ضمان الودائع بقيمة 75 مليون ليرة لبنانية هو خبر مزيف” وشرح كوستانيان الذي كان يتحدث مع مجموعة من خبراء المعهد حول موضوع:” المشهد اللبناني في 2020: “بين تداعيات الازمة الاقتصادية وتطلعات انتفاضة تشرين” بأن ” الغوص في تفاصيل هذا الخبر يكشف بأن قيمة الـ75 مليون ليرة هي بغض النظر عن نوع عملة الوديعة، أي أن من يمتلك وديعة بـ50 ألف دولار سوف تعتبر بقيمة 75 مليون ليرة ما يعني قصا لهذه الوديعة بقيمة 40 في المئة”.
![](https://i0.wp.com/bn4.386.myftpupload.com/wp-content/uploads/2020/01/nASSER-300x225.jpg?resize=300%2C225)
وأضاف كوستانيان أن “المفاجأة الكبرى تكمن بأن المودع سيتقاضى نسبة 30 في المئة من قيمة الوديعة نقدا أما القسم الباقي فسيتم تقسيطه على شكل سندات خزينة بالليرة اللبنانية”! وعلّق أن أمرا مماثلا” من شأنه أـن يسقط حكومة ويجب أن يحكي البلد كله بهذا الأمر”. وكشف كوستانيان عن تضليل آخر يتعرض له اللبنانيون الذين يعتقدون بأنه “يمكن الخروج من الازمة الحالية عبر منحة معينة من شخصية ما، سواء قطرية أـو فرنسية أو روسية او سواها، وبالتالي إن عقلية أن “أحدا سيناولنا” هي مستغربة اليوم، لأنه ليس من أحد سيعطينا مالا، وقد تحدث بعضهم عن وديعة روسية ونفي الخبر اليوم وبالتالي هي أفكار رائجة”.
من جهته، كشف الخبير المالي الدكتور جمال الصغير ردا على سؤال موقع “مصدر دبلوماسي” عن الأخبار المزيفة التي تضخ للبنانيين في الشأن المالي منذ انقشاع الأزمة التي تمّ اخفاءها لأعوام طويلة، كشف وهو الخبير في شؤون المال وعمل في البنك الدولي طيلة 25 عاما بأن أحد الأخبار المزيفة تكمن بأنه ” يتم اخبار اللبنانيين بأنهم سيصبحون أغنياء لأنهم سيكتشفون النفط والغاز، لكن ما لا يقولونه لهم هو أن الامر يتطلب 7 او 8 اعوام من الاستكشافات، وبالتالي هذا أمر لا يحصل وهم يبيعون النفط قبل استكشافه”. وفي معرض اجاباته قال الصغير بأن:” ما يحصل في لبنان يقترب أكثر من حالة الانكار وليس الأخبار المزيفة، حين يقول أحدهم أنه لا يريد الاستعانة بالبنك الدولي يجعلني أضحك لأنه عاجلا أم آجلا وسواء أحببتم أم لا سيعود الحل الى البنك الدولي. يسمى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المنتجع الأخير، حيث تقصده لوحدك ولا أحد يراك، أمضيت حياتي أعمل في البنك الدولي طيلة 25 عاما، وشاهدت الكثير من رؤساء الدول الآتين ليس للاعراب عن عواطف أو لنيل عواطف بل لأنه لم يعد امامهم من خيار آخر. والأمر ليس إلا مسألة وقت، وستسوء الأمور كلما تم تأجيل هذا الاستحقاق”. أضاف:” ما سيحصل أنه توجد استحقاقات كل 3 أشهر لدفع فوائد سندات اليوروبوندز بدءا من آذار، وبالتالي هي دائرة ولا نمو الآن وهو أقل من 3 في المئة من المعدل المطلوب وبالتالي لا امكانية للدفع”.
وأشار الى أن السلطات اللبنانية “لن تتمكن بعد الآن من “بلف” (أي غش) المجتمع الدولي وبيعه التفاؤل لاعطائها المال. إذا لم تحصل اصلاحات جدية لن يحصلوا على المال. والاصلاحات الجدية تعني ان الولايات المتحدة الأميركية او فرنسا ليس لديها وصفة للحل وللاصلاحات بل هي تأتي حتما من البنك الدولي او من صندوق البنك الدولي سواء أحبت السلطات اللبنانية ذلك أم لا، ومن ابرز الاصلاحات ما يتعلق بقوانين العمل والتقاعد والتأمين، وكم سيكون عدد الموظفين المدنيين في المستقبل وكذلك تحرير صرف العملة ما سيؤدي الى تخفيض بقيمة العملة
وبالتالي ما نواجهه هو اخبار وتحاليل مزيفة”. أضاف انهم يقولون: نحن لن نقص الودائع ولكن حصل تخفيض مباشر لقيمة العملة يرلوح بيت الـ 30 والـ 40 في المئة”.
أضاف الدكتور الصغير:” يرفضون الكابيتال كونتورول، أي التحكم بالودائع ولكن المصارف لا تعطي الاموال للمودعين!، وهم اليوم يطبعون المال ويزيدون التضخم ما سينعكس على المواطن!”.
وردا على سؤال موقعنا عن امكانية استعادة الاموال المنهوبة قال:”ان استعادة الاموال المنهوبة لن تكون بهذه السهولة، إنه موضوع جريمة حقيقية، والسؤال كيف يمكن استعادة الاموال بالطرق القانونية؟ ويمكن عبر استعادتها توفير الـ25 مليار دولار الضرورية لاعادة نهوض الاقتصاد لكن كيف؟ يجب أن يبدأ أحدهم من مكان ما لكن لا أحد يعرف كيف والجميع اليوم في مأزق. هنا لا يقدمون للمواطن اخبارا مزيفة لكنهم فعلا في مأزق”.
يذكر ان الندوة المذكورة هي من ضمن سلسلة ندوات ينظمها معهد عصام فارس وقد تضمنت كلمات لمدير معهد عصام فارس الدكتور ناصر ياسين، والدكاترة علي احمد، جمال الصغير، هلا الغالي، لينا ابي حبيب ونديم فرج الله ومنى فواز.