“مصدر دبلوماسي”
تمنّى رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب أن تحظى الحكومة بثقة النواب وان تكون “بمستوى تطلعات اللبنانيين: تُلامِسُ هواجسَهم، وتُحقّقُ مطالبَهم، وتُطمئِنُهم إلى مستقبلِهم، وتَنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمرّ بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطةٍ إصلاحيةٍ واقعية لا تبقى حبراً على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعا”.
وشدد على انه سيبدأ مشاوراته النيابية يوم السبت المقبل، كما ستشمل مشاوراته ايضاً القوى والأحزاب السياسية والحراك الشعبي، واوضح انه سيستمع لكل الآراء ليتم الانطلاق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية. وتوجه الى اللبنانيين بالقول: “ان انتفاضَتَكم أعادت تصويبَ الحياة السياسية في لبنان، وأنكم تنبضُون بالحياة ولا تستسلمون لليأس، وأنكم أنتم مصدر السلطات فعلاً لا قولاً.”
موقف الرئيس دياب جاء بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة، حيث عقد لقاء بين الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اطّلع من رئيس الجمهورية على نتيجة الاصوات النيابية، قبل ان يتم استدعاء الدكتور دياب قرابة السادسة مساء للانضمام الى الاجتماع، قبل ان يتحول ثنائياً اثر مغادرة الرئيس بري.
كلمة الرئيس المكلف
وبعد انتهاء اللقاء بين الرئيس عون ورئيس الحكومة المكلف، ادلى الدكتور دياب بالتصريح التالي:
” تبلّغت من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون نتائج الاستشارات النيابية الملزمة، وفقاً للدستور، وتكليفي بمهمة تشكيل الحكومة العتيدة.
بداية، أتوجّه بالشكر العميق إلى فخامة الرئيس، وإلى السادة النواب على هذه الثقة التي منحوني إياها، والشكر موصول أيضاً إلى جميع السادة النواب على أمل أن نستطيع الحصول على ثقتهم عندما نُنجز تشكيل الحكومة التي سأعمل، بالاتفاق مع فخامة الرئيس، واستناداً إلى الدستور، لتكون حكومةً بمستوى تطلعات اللبنانيين: تُلامِسُ هواجسَهم، وتُحقّقُ مطالبَهم، وتُطمئِنُهم إلى مستقبلِهم، وتَنقل البلد من حالة عدم التوازن التي يمرّ بها، إلى مرحلة الاستقرار، عبر خطةٍ إصلاحيةٍ واقعية لا تبقى حبراً على ورق، وإنما تأخذ طريقها إلى التنفيذ سريعاً. وسوف أعمل جاهداً لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، من خلال التشاور مع ورؤساء الحكومات السابقين الذين سأستفيد من آرائهم ونصائحهم ومع الكتل النيابية وسائر النواب. سأتوسع في المشاورات التي سأجريها لتشمل القوى والأحزاب السياسية، وأيضاً الحراك الشعبي. سأستمع لكل الآراء لكي ننطلق بحكومة فاعلة تستند إلى إرادة شعبية.
أيها اللبنانيات واللبنانيون،
إن المرحلة دقيقة جداً وحسّاسة، وتتطلّب جهداً استثنائياً وتضافرَ جميع القوى السياسية، في الحكومة وخارجها، فنحن نواجه أزمة وطنية لا تسمح بترف المعارك السياسية والشخصية، وإنما تحتاج إلى وحدة وطنية تُحصّن البلد وتُعطي دفعاً لعملية الإنقاذ التي يجب أن تكون أولوية في حسابات الجميع، بهدف الخروج من حالة الشك التي وصلنا إليها، إلى حالة اليقين واستعادة ثقة اللبنانيين بوطنهم، عبر إعطائهم الثقة بمستقبلٍ واعد.
أيها اللبنانيون،
إنني ومن موقعي كمستقل، أتوجّه اليكم بصدق وشفافية، أنتم الذين عبّرتم عن غضبكم ووجعكم، لأؤكّد أن انتفاضَتَكم أعادت تصويبَ الحياة السياسية في لبنان، وأنكم تنبضُون بالحياة ولا تستسلمون لليأس، وأنكم أنتم مصدر السلطات فعلاً لا قولاً. على مدى 64 يوماً، استمعت إلى أصواتكم التي تعبّر عن وجعٍ مُزمن، وغضبٍ من الحالة التي وصلنا إليها، وخصوصاً من استفحال الفساد. وكنت أشعر أن انتفاضتكم تمثّلني كما تمثّل كل الذين يرغبون بقيام دولة حقيقية في لبنان، دولة العدالة والقانون الذي يطبّق على الجميع. هذه الأصوات يجب أن تبقى جرس إنذار بأن اللبنانيين لن يسمحوا بعد اليوم بالعودة إلى ما قبل 17 تشرين الأول، وأن الدولة هي ملك الشعب، وأن بناء المستقبل لا يكون إلا بالتفاعل مع مطالب الشعب.
أيها اللبنانيون،
جهودُنا جميعاً يجب أن تتركّز على وقف الانهيار، وعلى استعادة الثقة، وعلى صون الوحدة الوطنية عبر تثبيت جسور التلاقي بين جميع فئات الشعب اللبناني، وعلى حماية أرضنا وثرواتنا الوطنية، برّاً وبحراً. إن التمسّك بالحريات العامة هو صمّام أمان لحماية ورشة الإنقاذ، وأي سلطة لا تحتكم للشعب هي سلطة منفصلة عن الواقع وتعيش في برجٍ عاجي، ولن تستطيع حماية البلد. من هنا، أدعو اللبنانيين، في كل الساحات والمناطق، إلى أن يكونوا شركاء في إطلاق ورشة الإنقاذ.
إن الاستقرار، السياسي والأمني، هو اليوم ضرورة قصوى، وهو حجر الزاوية في حماية البلد، ولذلك فإنني أتوجّه بالتحية إلى الجيش اللبناني، وإلى قوى الأمن الداخلي، وجميع الأجهزة العسكرية والأمنية، قيادة وضباطاً وأفراداً، على الجهد الذي يبذلونه لحماية الاستقرار. كما أشكر الإعلام اللبناني الذي أكّد أنه منارة هذا الشرق، وأدعوه إلى أن يكون شريكاً معنا في عملية الإنقاذ.
أجدّد شكري للجميع، وأتوكلُ على الله في مهمتي، فهو حسبي ونِعمَ الوكيل.”
حوار مع الصحافيين
وبعد القائه البيان، سئل الرئيس دياب عن كيفية تطبيقه لمبدأ ان الشعب هو مصدر السلطات في حين ان الشارع يعبّر الآن عن رفضه له، فأجاب: “اولا ستكون لنا فرصة كبيرة للتحدث الى الاعلام في مناسبات عدة، اليوم نحن في صدد العمل وليس الكلام. في موضوع الميثاقية السؤال هو هل هي دستورية ام لا. لو لم تكن دستورية لم نكن لنصل الى ما وصلنا اليه. انا مستقل كما ذكرت، وتاليا الجميع سيكونون موجودين في الحكومة”.
سئل: هل تعني الاحزاب السياسية؟
فأجاب: “انا لم اقل الاحزاب السياسية. انا رجل اختصاصي، وتاليا الاختصاصيون لهم الاولوية، ولكن يجب ان تعطوني فرصة كي استشير الجميع. وكي لا ننتظر الى يوم الاثنين، طلبت من دولة الرئيس بري ان نبدأ الاستشارات يوم السبت”.
سئل: هل تمتلك تصورا لكيفية الخروج من الازمة الحالية؟
اجاب:” الناس لا يلامون على الوضع الذي وصلنا اليه، وليس غريبا انهم وصلوا الى الحالة التي وصلوا اليها. الناس يعانون منذ فترة طويلة. نعم، سنرى ما هي الاجراءات والسياسة المالية المطلوبة لحل هذه الازمة. ولكن يجب ان تعطوني فرصة للعمل”.
سيرة ذاتية
من مواليد بيروت 1 حزيران 1959. متزوج من نوار رضوان المولوي وله ثلاثة أولاد، بنت وولدان.
دكتور في هندسه الكمبيوتر من جامعة باث في إنجلترا، التحق بالجامعة الاميركية في بيروت في العام 1985 وشغل منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الاقليمية لمدة 13 عاما.
عُين وزيراً للتربية والتعليم العالي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011.
لديه أكثر من 150 منشوراً في مجلات ومؤتمرات التحكيم دوليا.
حصل على أكثر من 20 جائزة دراسية دولية وإقليمية. وقد شغل منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة والرئيس المؤسس خلال 2004 -2006 في جامعة ظفار في عمان. وهو عضو مؤسس في الجمعية العربية لعلوم الكمبيوتر.
يوم مشاورات طويل في قصر بعبدا
وعصر اليوم الخميس انهى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الاستشارات النيابية الملزمة من اجل تسمية رئيس حكومة مكلف، والذي كانت حصيلته تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة.
وكان الرئيس عون استكمل الاستشارات النيابية الملزمة عند الثالثة من بعد ظهر اليوم مع الكتل النيابية والنواب المستقلين.
كتلة اللقاء التشاوري
بداية الجولة الثانية من الاستشارات كانت مع وفد نواب كتلة اللقاء التشاوري، الذين تحدث باسمهم النائب فيصل كرامي، فقال: “لم يعد لبنان يتحمّل الاستمرار من دون حكومة، في ظل المخاطر الكارثية التي تهدده، لذلك لا بد من الاحتكام الى الدستور والآليات الدستورية، المدخل الطبيعي لمواجهة كل التهديدات والمخاطر. وتم التداول والتواصل مع الدكتور حسان دياب، الآتي من خلفية اكاديمية مشهود لها، والذي يعتبر بشكل من الاشكال من خارج الطبقة السياسية التقليدية ونظيف الكف، والمفترض انه يلبي مطلبا اساسيا من مطالب الانتفاضة، اما مآخذ البعض على انه لا يمثل حيثية شعبية او حزبية فإنه امر يحسب له ولا عليه، ويعزز من كونه رجل المرحلة وفق المطالب الشعبية. من هنا فإننا كلقاء تشاوري قد ابلغنا فخامة الرئيس، أننا نسمّي الدكتور حسان دياب لتأليف حكومة انقاذ وطني.”
كتلة الجمهورية القوية
ثم استقبل الرئيس عون كتلة “الجمهورية القوية” التي تحدث باسمها النائب جورج عدوان فقال: “نحن كحزب ومنذ النهار الذي استقلنا فيه من الحكومة كان واضحا لدينا ان الامور لا يمكن ان تستمر وفق الطريقة التي كان يتم معالجتها بها . لقد استقلنا لاننا اعتبرنا ان الذهنية والعقلية التي تتم وفقها معالجة الامور لا يمكن ان تكمل على المنوال نفسه. ومن هذا المنطلق، كان لنا موقف حول كيفية تشكيل الحكومة والتكليف وغيرها من الامور. ومع الاسف، مر ستون يوما ولم يتغير شيء. ولا زلنا في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها الناس نستعمل الاساليب ذاتها ونتعاطى وفق الطريقة نفسها. وفي ظل الوجع الذي ظهر خلال ستين يوما عند الناس، لم تتغير الذهنية لدى اكثرية الطبقة السياسية، كما لم تتغير العقلية. ولا زلنا نبحث عما سيحصل عليه كل واحد، وكيف سيضع كل واحد يده على الحكومة وكيف سيسيطر عليها، اما وجع الناس وهمومها فهو موضوع آخر. وبالتالي، فان موقفنا لا يمكن ان يتغير وهو لا يزال نفسه. لم نسم احدا، ونقول انه اذا لم تتغير الذهنية والعقلية بالتعاطي، لن نتمكن من الذهاب الى اي مكان وبلدنا الذي يغرق سيغرق اكثر واكثر والشعب في جهة والاكثرية التي تتعاطي الشأن السياسي في جهة اخرى”.
اضاف: فضلا عن وجع الناس يجب ان نأخذ امرا اخر في الاعتبار في اي حكومة سنشكلها، حيث اننا وفي كل حكومة كنا نشكلها في الظروف العادية كنا نحرص على الا يشعر اي مكون بأنه مستهدف او مبعد، فكم بالحري في ظروف استثنائية كالتي نمر فيها. وارغب ان انبه الى انه يجب اخذ هذا الامر في الاعتبار اضافة الى التغيير بالعقليات والذهنيات. ان هذا الكلام قيل حرفيا الى حد بعيد امام فخامة الرئيس ويقال الان امامكم، وهو ليس برسم الناس بل برسم هذه الطبقة السياسية او اكثريتها، فلا لزوم لان نضيع ستين يوما اخرين لان ما اضعناه حتى الساعة كافيا وكما هي الامور ذاهبة، نرى اننا سنضيع ستين يوما اخرين.
وردا على سؤال عن قطع القوات اللبنانية الطريق على الرئيس الحريري اجاب: كنا اخذنا قرارا قبل ذلك عندما كان اسم المرشح الخطيب مطروحا، ولو تمت الاستشارات الاثنين وكلف الرئيس الحريري وتم العمل بذهنية وعقلية جديدة لتأليف حكومة، كنا تركنا الباب مفتوحا كي نرى اذا ما كانت الحكومة ستأتي وفقا لما يريده الناس ووفقا للتغيير في الذهنية. انما وبما ان كل السباق كان يتم في كواليس وترتيبات، فكنا معترضين على كل هذه الطريقة ولا يمكن لنا بين يوم واخر ان نغير موقفنا المبدئي.
وعن عدم تسمية الدكتور نواف سلام، اجاب: لم نسمه لاننا نعتبر ان الطريقة التي تجري فيها الامور ليست الطريقة التي نرى انها توصل الى شيء. فنحن لسنا موافقين على الوقت الذي تأخذه الامور او الطريقة، ولا يمكننا ان نكون البارحة في موقف واليوم في موقف اخر. فنحن ثابتون على مواقفنا الى ان تتغير كل هذه الذهنية بالتعاطي.
النائب فؤاد المخزومي
ثم استقبل الرئيس عون النائب فؤاد المخزومي الذي صرح بعد اللقاء بالآتي:
” مطالب الشعب كانت واضحة، ينبغي وجود برنامج متكامل، وخطة انقاذية. وقلنا دائما ان كل من يمشي في هذه الخطة ندعمه، اذا اقتنعنا بها. ليس لدينا شك في شخصية الاسمين المطروحين اليوم من اجل التكليف، اي السفير نواف سلام والدكتور حسان دياب، ولكن بما انني لم أر بعد الخطة الانقاذية ولم اعرف ما هو برنامج عملهما، لم أسم أحداً”
النائب جميل السيد
واستقبل بعدها الرئيس عون النائب جميل السيد، الذي ادلى بعد اللقاء بالتصريح التالي:
“تشرفت بلقاء فخامة الرئيس وسميت الدكتور حسان دياب، والسبب الرئيسي الذي دعاني الى تسميته هو انه اكاديمي من خارج حلقة رؤساء الحكومات التقليديين، وفي الوقت نفسه هو تكنوقراط، وبالتالي هو اقرب ما يكون الى المواصفات التي يطلبها الناس. بالطبع التسمية شيء والثقة شيء آخر، يمكن ان نسمي رئيس حكومة دون ان نعطيه الثقة، اذا كانت تركيبة الحكومة بأشخاصها وبرنامجها لا تتلاءم مع المتطلبات الاساسية التي يشهدها لبنان في الوقت الحاضر، ونحن في مرحلة مصيرية. والنقطة الثانية بالنسبة الى الدكتور دياب، هي انه ليس رجلاً تتمترس خلفه قوى سياسية لخلق صراع في البلد، لأن البلد لم يعد يتحمل متاريس، وبالتالي الحكومة التي سيرأسها لن تكون حكومة مواجهة، والدليل ان الرئيس سعد الحريري والرئيس تمام سلام والرئيس نجيب ميقاتي لم يسموا مرشحا ضده، وبالمبدأ عندما لا تسمي مرشحاً ضد مرشح آخر، فهذا يعني انك تعطيه نصف تأييد، في وقت سمَّى آخرون السفير نواف سلام، وهذه وجهة نظرهم ونحن نحترمها، ونأمل في نهاية النهار ان يحصل دياب على العدد الكافي من الاصوات الذي يؤهله المباشرة في آليات التأليف، الذي نأمل ان يكون قريبا لأن البلد لم يعد يتحمل اكثر من ذلك، وتكون فاتحة للحكومة الجديدة كي تحاسب عما مضى وتبنى الى الامام”.
النائب اسامة سعد
ثم التقى الرئيس عون النائب اسامة سعد الذي قال: “بعد نحو 30 عاماً، وصلنا الى الانهيارات الكبرى على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ونرى مؤشرات خطيرة جداً حول انفجار اجتماعي قد تزداد فرصه- لا سمح الله- في الايام المقبلة. هذا الامر ان حصل، يشكل مسألة خطيرة تهدد الامن الوطني، كونه عشوائي وغير مضبوط. نحن امام تحديات كبرى، وقد حصل تفاهم رئاسي منذ 3 سنوات اعاد انتاج النظام نفسه الذي كان سائداً في السنوات الماضية، وقد انهار الآن هذا التفاهم على وقع الانتفاضة والاحتجاجات في الشارع، وحتى من بقي في منزله كان يحمّل كل اطراف السلطة مسؤولية ما وصلنا اليه من انهيارات كبرى. هذه الانتفاضة اطلقت مطالب محقة تتعلق بالحقوق وبادانة هذه المرحلة ومحاسبة كل من تداول السلطة، وبالتغيير ايضاً وهو ما نطالب به، اي تغيير الصيغة الممسكة بالسلطة ومفاصل البلد على مدى سنوات طويلة، وقد الغت السياسة من حياتنا وباتت سلطة ومعارضة في الوقت نفسه.
في المرحلة الحالية، اختلف اطراف السلطة وكل منهم يسمّي احداً، وبالنسبة اليّ السياسات التي كانت تعتمدها السلطة باقية ولم تتغيّر، ويدور الحديث عن الورقة الاصلاحية والخصخصة والمزيد من الديون ومقررات “سيدر” ومطالب وتوجهيات صندوق النقد الدولي وغيرها من المسائل التي ادت الى افقار الشعب والمعاناة التي يعيشها، في وقت غابت السياسات الجديدة عن الاطراف في السلطة والمرشحين لرئاسة الحكومة. لذلك، لم اسمّ احداً.”
النائب بوليت ياغوبيان
ثم التقى رئيس الجمهورية النائبة بوليت ياغوبيان التي قالت: “في الاستشارات النيابية الفائتة، كنت قد طالبت بحكومة مصغّرة مستقلة عن الطبقة السياسية لاعطاء رسالة مختلفة للعالم حول وجود نهج جديد في لبنان. اليوم، انطلاقاً من انطباعي والكثير من الناس في الشارع الذين يظهرون اجمل مقاومة لاستمرار هذا النهج، هناك اعتبار ان النهج مستمر. لقد خرج قسم من الفرقاء من المحاصصة، ولكنهم مستمرون بمحاصصة مختلفة، ونحن امام مرشحيّ محاور، علماً ان البلد لم يعد يحتمل ان يكون ساحة صراع او محاور لانه بات عاجزاً عن دفع ثمناً اضافياً.
نريد حكومة مستقلين من اخصائيين، لان المصائب كبيرة ويحتاج اللبنانيون الى مجلس ادارة يكون تركيزه فقط على الازمة الاقتصادية والسيناريوهات البشعة التي يتم الحديث عنها، اضافة الى ملفات الكهرباء والبيئة وغيرها من تلك التي لم يقاربها احد جدياً وسجلت فشلاً ذريعاً. نتمنى التوفيق للرئيس المكلف ولكن هل باستطاعته ان يؤلّف حكومة بسرعة؟ وهل ستكون حكومة مواجهة بين محورين؟ وهل يحتمل لبنان قطيعة ومواجهة دولية؟
لقد تحدثت بهذه الهواجس مع فخامة الرئيس، وطالبت مجدداً بحكومة اخصائيين من رئيسها الى كل اعضائها، من ذوي الكف النظيف ولا علاقة لهم بالسلطة السياسية، وهو المطلب الذي كنت معه منذ الانتخابات النيابية. وعليه، لقد سمّيت الدكتورة حليمة قعقور، وقلت انه على غرارها، هناك الكثير من الاشخاص الذين يتمتعون بمواصفاتها في الساحات وموجودون مع الناس، وتلك المواصفات هي القادرة على استنهاض البلد واعادة الثقة الدولية اليه، فالاهم بالنسبة للخارج ليحترمنا كلبنانيين هو اعتماد نهج جديد كفيل بتلبية مطالب اللبنانيين قبل اي مطالب اخرى. الاسماء التي سبق وسمّيتها اكثر من مرة على غرار حليمة قعقور وابراهيم منيمنة وحسن سنو وغيرها، نعلم انها غير مدعومة من سفارات ومحاور وتشبه الكثير من اللبنانيين.”
سئلت عن موقفها بعد ان اعتبر الكثيرون ممن سموا الدكتور دياب والسفير سلام، انهما يتمتعان بالمواصفات التي تحدثت عنها، فأجابت: “واضح من يسوّق للدكتور دياب ويحاول ان يشكل كاسحة الغام بالنسبة اليه بالمفهوم السياسي، وهو كان جزءا من حكومة سمّيت في حينها – عن صواب او عن خطأ- حكومة حزب الله، ولم نسمع يوماً عن مشروعه ورؤيته وكأنه تم اخراجه كالارنب وتقرر تسويقه على انه الحل. اتمنى له كل التوفيق والنجاح وتشكيل حكومة تكنوقراط مستقلين، ولكن يبدو ان الطبقة السياسية ستختار وزراءها من التكنوقراط للاستمرار في نهج الصفقات. لقد نزلت الناس الى الشارع لانه لم يعد لديها ثقة بالذين انتخبوهم منذ فترة، فهل نلبي اليوم مطالب الناس؟ لا اعتقد ذلك، فالاسم تم تدبيره وهو بالتالي من المنظومة نفسها ولا اتوقع نتائج مختلفة.”
سئلت عما اذا كان وجوده في حكومة سابقاً يجعل منه كافراً، فأجابت: “ليس بكافر، وليس المهم ان يكون كذلك ام لا، انما المهم وصول شخص بعيد عن محاور تدعمه.”
النائب شامل روكز
ثم استقبل رئيس الجمهورية النائب شامل روكز الذي تحدث بعدها الى الصحافيين، فقال:
” كما تعلمون الظروف صعبة جدا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والامني والنقدي والمالي، وفي الوقت نفسه الوضع السياسي في البلد مليء بالتناحر، على ما اعتبره امورا شخصية وليست مبدئية ووطنية . انطلاقا من ذلك، لن أسمي الدكتور حسان دياب لأنني لا اعرفه ولم يتواصل معي، ولكن الامور مفتوحة، واتمنى له كل التوفيق بكل ايجابية في تشكيل الحكومة التي اتمنى ان تتشكل من اخصائيين ، لأنها بذلك تحاكي كل الطروحات اليوم التي سبق وتكلمت عنها منذ زمن الى اليوم، وهي بامكانها انقاذ البلد بطريقة فاعلة وصحيحة، وغير حكومة اخصائيين تكون حكومة للتناحر كما الحكومات السابقة. والبلد بحاجة اكثر فاكثر الى مزيد من الاستقرار على كل المستويات”.
وردا على سؤال عما اذا كان سيتعرف على الدكتور دياب بعد تكليفه، أجاب: “سأحاول ان اتعرف عليه اذا كانت الحكومة حكومة اخصائيين والا سأحجب الثقة عنها”، معتبرا ان موقفه نابع من قناعاته، والمسألة لا تكون باتفاقات تتخطاه، وعليه أن يمشي بها.
النائب نهاد المشنوق
بعدها، التقى الرئيس عون النائب نهاد المشنوق، فقال: ” تأكيداً لموقف الانتفاضة التي مضى عليها اكثر من شهرين ومن حقها ان تكون شريكة اساسية في موضوع تسمية رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة، واحتراماً للتسمية الاولى التي كان اعلن عنها الرئيس الحريري في حينه، فقد رشحت الدكتور نواف سلام.”
وتابع: “من الواضح ان الرئيس المفترض تسميته الليلة، سيكون امام امرين يحملان تجاوزاً كبيراً. الاول ان التسمية لا تعترف بما حصل على مدى 60 يوماً من انتفاضة ناس صادقين ويرغبون بالخير للبلد وتلبية حاجات الجميع، وهو تجاوز لا يجوز ولا بد من العودة الى القواعد التي تطالب بها الناس.
الامر الثاني ان التسمية في ظل طبيعة المرحلة التي نعيشها والتي تزداد صعوبة، ستكون تجاوزاً ميثاقياً كبيراً، وما حصل في ايام الرئيس ميقاتي لا يجوز ان يتكرر وهو كان تسبب بأزمة كبيرة، والايام المقبلة ستكون اكثر صعوبة علينا كلبنانيين، لانه اذا اردنا السير في الخيارات حتى النهاية، سنخوض انتخابات نيابية مبكرة وهو امر صعب لوضع قانون انتخابي جديد. وكان الافضل ان نلتزم بالميثاق وبمطالب الناس، وهذا الواقع الذي يجب النظر اليه لمستقبل البلد ومن اجل وضع افضل من الذي نعيشه. لقد اكدت لفخامة الرئيس احترامي وتقديري له، وابلغته هذا الموقف، واعتقد ان السبب نفسه الذي جعل الرئيس الحريري يعتذر اي غياب الميثاقية بعدم موافقة الكتلتين المسيحيتين الاكبر على تسميته، يسري بالنسبة الى المرشح الحالي وان شاء الله تكون الامور خيراً بالنسبة الى اللبنانيين، ولكني اراها اصعب بكثير.”
النائب نعمة افرام
واستقبل بعدها الرئيس عون النائب نعمة افرام، الذي ادلى فور مغادرته بالتصريح الآتي:
” تشرفت بلقاء فخامة الرئيس، لكنني لم اسمِّ احداً. احترم جداً الدكتور دياب الذي كان استاذي في الجامعة الاميركية وصديقي، وفي الوقت نفسه احترم جدا السفير نواف سلام. انا من الاشخاص الذي يدعون الى تشكيل حكومة في اسرع وقت ممكن، لأن الوضع الذي نعيشه اليوم خطر جداً اقتصاديا، واليوم يصبح خطرا ايضا سياسياً. علينا ألا نتأخر عن ارضاء ثلاثة افرقاء، اولاً الشعب اللبناني الذي علينا استعادة ثقته، وثانيا المجتمع الدولي الذي نحن بحاجة اليه لتحقيق الانقاذ الاقتصادي، وثالثا المغترب اللبناني الذي نحن بحاجة الى ان يظل على ايمانه بلبنان، ليواصل دعمه المالي والاقتصادي والاجتماعي له. لذلك نحتاج الى حكومة في اسرع وقت. ولكن المؤسف اليوم اننا “جينا لنكحلها، عميناها”. من جهة هناك الدكتور دياب الذي احترمه جدا واعتبره شخصا كفؤاً، ونظيفا، ولديه كل المواصفات التي نبحث عنها، ولكن اختياره يفتقر الى الميثاقية، وهذا تحد لفريق كبير من المكون اللبناني. ومن جهة اخرى هناك الاستاذ نواف سلام الذي لديه مصداقية كبيرة في المجتمع الدولي ولدى الشعب اللبناني، لكن اختياره اليوم يعتبر تحديا ايضا لمكون كبير من الشعب اللبناني. وهذا للأسف ما وصلنا اليه اليوم، علماً اننا نحتاج في اسرع وقت ممكن الى حكومة منتجة، بعيدا عن التحديات السياسية. لذلك رأيت انه من الافضل الا اسمي احدا”.
كتلة التنمية والتحرير
والتقى رئيس الجمهورية “كتلة التنمية والتحرير” التي تحدث باسمها النائب ابراهيم عازار الذي قال: “رغم كل المحاولات، وبعد موقف الرئيس الحريري وتلافياً للفراغ، قررت كتلة التنمية والتحرير تسمية الدكتور حسان دياب لتشكيل الحكومة”.
تكتل لبنان القوي
ثم استقبل الرئيس عون نواب تكتل لبنان القوي الذي تحدث باسمه بعد اللقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فقال:
” كلنا نعلم ان تشكيل الحكومة بعد الاستقالة التي حصلت هو المدخل الى الحل، وطبعا المدخل الى تأليف الحكومة هو عملية التكليف الحاصلة اليوم، وعلى هذا الاساس ككتلة التيار وتكتل لبنان القوي، نحن هنا اليوم لنمارس واجباتنا ونتحمل مسؤوليتنا في عمليه الانقاذ هذه. نحن وافقنا على الاسم المطروح وهو الدكتور حسان دياب، وسميناه الآن في الاستشارات الملزمة مع فخامة الرئيس، كونه مستقلا سياسيا وصاحب اختصاص وكفاءة، والتجربة التي مارسها في الشأن العام اظهرت انه نظيف الكف و”آدمي”، وهذه هي المواصفات التي وضعناها كتيار لتسمية رئيس للحكومة.
وظهر بالتشاور المسبق انه ليس هناك ممانعة على الاسم، كما تبلغنا بذلك، ونحن كنا راغبين، وقد عبَّرنا عن ذلك، بأن يكون هناك ترشيح وتبنٍ للترشيح، لكن ذلك لم يحصل. وبعد اكثر من خمسين يوماً، اعتقد اننا كلنا مستعجلون تشكيل الحكومة، لأن البلد ذاهب من سيء الى اسوأ اذا لم تتشكل. وبات ضروريا ان تتم هذه العملية مع اصرار رئيس الجمهورية على القيام بالاستشارات الملزمة.
المهم ان تتم عملية تشكيل الحكومة بسرعة، ويؤتى بأصحاب الجدارة والاختصاص ونظافة الكف، ونحن عدم ضمها لسياسيين. هذا رأينا وموقفنا، ونتمنى ان يحصل ذلك. كتيار، عملية مشاركتنا في الحكومة ثانوية وغير مهمة، ومستعدون لتحمل المسؤولية التي تطلب منا، وسنسهل عملية التشكيل حتى النهاية. الاهم ان تتشكل حكومة تحظى بثقة اللبنانيين وثقة مجلس النواب، وبارتياح وقبول من المجتمعين الدولي والعربي لتتمكن من العمل معهما. المعيار هو ان تتمكن هذه الحكومة من العمل لإخراج البلاد من الهاوية الاقتصادية والمالية، ومن اجل ذلك، ترخص كل التضحيات في سبيل تخليص البلاد وهذه هي واجباتنا “.
كتلة ضمانة الجبل
وبعدها، التقى الرئيس عون كتلة نواب ضمانة الجبل، وتحدث باسمهم النائب طلال ارسلان فقال: “لقد ايدنا الدكتور حسان دياب لتكليفه رئاسة الحكومة، ونأمل ان ترضي الحكومة التي ستعلن، طموح اللبنانيين والحراك النظيف وتطلعاته باتجاه محاربة الفساد والاصلاح لانقاذ لبنان الذي يتطلب جهود الجميع دون استثناء لان المرحلة صعبة وخطيرة، وعلينا جميعاً ان نكون يداً واحدة لانقاذ هذا البلد مما يتخبط به من ازمات مالية واقتصادية تطال الشعب اللبناني بكافة فئاته ومستوياته”.
كتلة نواب الارمن
ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة نواب الارمن، واعلن النائب اغوب بقرادونيان باسمهم تسمية الدكتور حسان دياب معتبراً ان هذا الوضع وهذا المنبر هو فقط لتسمية رئيس الوزراء وليس للحديث عن الوضع العام وشكل الحكومة.
سئل عما اذا كان يعرف الدكتور دياب، فقال انه كان يعرفه منذ ان كان وزيراً واجتمع به اكثر من مرة وتربطهما علاقات اجتماعية وعائلية، و”كما يجب اعطاء فرصة لشخصيات في اوقات اخرى، فالوزير دياب اكاديمي وتقني وكما اعرف، لا شبهات عليه “.
النائب ميشال معوض
واستقبل الرئيس عون النائب ميشال معوض الذي قال: “منذ اندلاع الازمة والثورة في 17 تشرين، وفي ظل انتفاضة شعبية عابرة للمناطق والطوائف والفئات الاجتماعية، وفي ظل ازمة اجتماعية مالية نقدية اقتصادية غير مسبوقة في لبنان، حاولت منذ البداية من موقع جامع، ان اطرح خريطة طريق خارج الانقسامات والتحديات، واعتبرت ان الحل يجب ان يكون عبر حكومة اخصائيين غير حزبيين مرتكزة الى اعادة الثقة الى الشارع بالمؤسسات الدستورية، وتحظى بدعم من القوى السياسية على اساس اكثرية ميثاقية ويسمح باجراء اصلاحات، وتجمع ما انقطع بين لبنان واصدقائه العرب والدوليين. وعلى ابواب الموعد الاول للاستشارات، كنت قد سمّيت السفير نواف سلام كنموذج لشخص يملك مواصفات تسمح بتطبيق المرتكزات التي ذكرتها. غير ان هذه التسمية اصطدمت بمجموعة اعتبارات منها ان الرئيس الحريري لم يسمّه بطريقة جدية ورسمية، وان حركة امل وحزب الله اعتبراه مشروعاً اميركياً وهو امر لم يقنعني واعتبره ظلماً، ليس لشخص سلام وما يمثل من تاريخ عائلي وعروبي انما للطرح الذي طرحته. وقلت منذ البداية ان المواصفات هي قبل الشخص، وكنت ولا ازال مستعداً لتبني اسم تتوافق عليه القوى السياسية على اساس اكثرية ميثاقية ويؤمن هذه المواصفات. ومع طرح اسم الدكتور حسان دياب، واحترامي الكامل لشخصه ومواصفاته، ولزملائي النواب الذين سمّوه، اعتبر ان هذه التسمية ضمن الاطار الذي طرحت فيه ستزيد الشرذمة بدل ايجاد حل لانها طرحت خارج الحد الادنى المطلوب من التوافق الوطني، وتطرح ازمة ميثاقية بالنظر الى موقف كتلة المستقبل ورؤساء الحكومة السابقين وبعض الوزراء السنّة المستقلين، ولانه عملياً نحن امام احتمالين: اما عدم تشكيل حكومة في المدى المنظور وهو امر كارثي، او تشكيل حكومة من لون واحد وهو امر كارثي ايضاً.
ولذلك، تمسكت بتسميتي للسفير سلام امام فخامة الرئيس، كموقف مبدئي يدل على رأيي وقناعتي بالمواصفات المطلوبة لاي رئيس حكومة في ظل هذه الظروف، على امل ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم وان نعود نحو التوافق والاستماع الى الناس ونعيد ثقتها بالمؤسسات الدستورية واجحترام الميثاقية وانقاذ لبنان وشعبه ومؤسساته.
سئل: هل ما زلت في تكتل لبنان القوي بعد تميّزك عنه في اكثر من مناسبة؟
اجاب: ان الصيغة التي اعتمدها القصر الجمهوري في ما خص الاستشارات النيابية، هي نفسها تلك التي اعتمدت بالمرحلة الاولى، وانا لا زلت كما كنت، متحالفاً مع التكتل على اساس استقلاليتي والتعبير عن موقف حركة الاستقلال وقناعاتي الوطنية.
بيان التكليف
وبعد انتهاء المشاورات قرابة الخامسة والنصف، التقى الرئيس عون رئيس مجلس النواب نبيه بري لاطلاعه على نتائج اصوات النواب خلال هذا النهار، ثم تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير بيان التكليف الآتي نصه:
” صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية البيان التالي:
عملاً بأحكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعدما اجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الخميس الواقع فيه 19 كانون الاول 2019، وبعدما تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب واطلعه على نتائجها رسمياً، استدعى فخامة الرئيس عند الخامسة وخمس واربعين دقيقة، معالي الاستاذ حسان دياب لتكليفه تشكيل الحكومة.
بعبدا، في 19 كانون الاول 2019″.