“مصدر دبلوماسي”: مارلين خليفة
تبعا لموجة التحركات الغربية الحاصلة إزاء لبنان وهي خجولة فعليا بحسب ما يروي دبلوماسيون ذو باع طويل في الحقل الدبلوماسي، تحركت الجامعة العربية أمس عبر موفد هو الأمين العام المساعد للجامعة السفير حسام زكي الذي لم يخرج تصريحه عن الشق البروتوكولي واللغة الدبلوماسية الجافة. بأي حال علم موقع “مصدر دبلوماسي” من أوساط دبلوماسية مواكبة بأن المبادرة العربية جاءت كرسالة للبنان البلد المؤسس في الجامعة بأنه ليس معزولا عربيا، وكما تحركت دول عدة منها فرنسا عبر موفدها مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية سواء في اجتماع باريس عبر مساعد وزير خارجيتها ديفيد شنكر أو بريطانيا عبر موفدها ريتشارد مور فإن للجامعة العربية أيضا رسائلها للبنان وهي: ضرورة تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن دون اي تدخل في شكلها أو في من يرأسها، وأن الجامعة تنضمّ بجهودها الى جهود الدول الغربية، الجامعة العربية على استعداد لمدّ يد العون للبنان عبر مجموعة الدعم الدولية وهي عضو فيها كما الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، علما بأن للجامعة صناديق مالية ومنظمات قادرة على مدّ لبنان بالعون.
إلا أن أي مساعدة اقتصادية عربية للبنان ستكون بعد الخروج من المأزق السياسي بحسب المعلومات. من جهة ثانية، كشفت الأوساط الدبلوماسية المواكبة للحراك الخارجي لموقعنا بـأن الإجتماع العتيد لمجموعة الدعم الدولية التي سينعقد في باريس في منتصف شهر ديسمبر المقبل بحضور ممثلين عن اعضاء المجموعة الى دول خليجية بحسب خبر صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية والمغتربين اثر لقاء بين وزير الخارجية جبران باسيل والسفير الفرنسي برونو فوشيه. وإذا كان خبر “الخارجية” يقول أن وزير خارجية فرنسا جان-ايف لودريان هو من سيفتتح هذا المؤتمر، الا ان الأوساط المذكورة ترجّح أن يكون هذا الإجتماع للمجموعة على مستوى السفراء أمناء العامين في وزارات خارجية البلدان المعنية وليس على مستوى رئاسي رفيع وهو لن يتضمن أي دعم مالي بل دعم معنوي فحسب.
اهتمام دولي هزيل بلبنان
من جهة ثانية وردّا على سؤال لموقعنا قالت الأوساط الدبلوماسية أن الإهتمام الدولي بلبنان في المحافل الدولية ضئيل جدا على عكس المتداول في الصحف اللبنانية، وكل الدول تريد أن يشكل اللبنانيون حكومة لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد من أوضاع اقتصادية ومالية ونقدية مريعة، ونفت الأوساط وجود أي أجندة أميركية أو فرنسية أو بريطانية للتطبيق في لبنان أو لقلب المعادلات السياسية، عازية ما يتم تداوله الى الإعلام اللبناني وهو لا علاقة له البتة بالمناخ الدبلوماسي الغربي.
من جهة ثانية علم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن الرسائل البريطانية الرئيسية التي نقلها الموفد البريطاني الى لبنان ريتشارد مور تتلخص بضرورة أن يشكل لبنان حكومة قادرة على أن تكون جسرا بينه وبين المجتمع الدولي من أجل الأستمرار في دعمه، مع التشديد بأن بريطانيا لا تريد التدخل البتة في شكل هذه الحكومة ومن يتمثل فيها.
وجاءت زيارة مور إبان الإجتماع الذي حصل في باريس لمدراء دوائر الشرق الأوسط في وزارات خارجية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا منذ اسبوعين ومن المنتظر أن ينعقد اجتماع آخر في بداية كانون الأول المقبل في باريس.
الزيارة البريطانية منفصلة كليا عن اجتماع باريس وهي تحمل رسائل بريطانية مستقلة عن هذا الإجتماع.
أما أبرز الرسائل فهي:
إن المجتمع الدولي مستعد لدعم لبنان ولكن موضوع الحكومة هو شأن داخلي ويتعلق بالشعب اللبناني ولا يمكن البتة التدخل في هذا الأمر، لكن المجتمع الدولي واضح بأنه لا يمكنه دعم لبنان من دون وجود حكومة.
كذلك فإن بريطانيا تدعم بشكل واضح الإسراع في تشكيل حكومة. وحماية المحتجين وتجنيبهم اي عنف.
لا تتدخل بريطانيا في شكل الحكومة ومن سيكون أعضاؤها لأن ذلك شأن لبناني، وهي مستعدة للإستمرار في دعم الجيش والتعليم واللاجئين وتشكيل حكومة سيساعد في ايجاد حلول للوضع الاقتصادي. وبالتالي على الشعب اللبناني أن يعثر على حكومة لكي يتمكن من الإبقاء على تعاون المجتمع الدولي.