“مصدر دبلوماسي” ( خاص)
منذ التاسعة صباحا ونحن ننتظر ” الثائرين” على سياسة وزارة الخارجية والمغتربين، وبحسب الدعوة التي وجهها عبر ” انستغرام” ما يطلق عليه ” دليل ثورة”، فإن الشعار المرفوع كان الاعتصام أمام ” وزارة الخارجية لانها مرفق علم بخدمة الوزير وجماعته”. والدعوة الموجهة للاعتصام كانت في الساعة ١٠…
نحن الآن أمام “قصر بسترس”: انها العاشرة ، انها الحادية عشرة، انها الثانية عشرة ظهرا صار وقت الظهيرة ولَم يطل أحد من “الثائرين” إلا بضع عشرات، معظمهم وجوه مألوفة من المجتمع المدني، في حين كان عدد الصحافيين المنتظرين منذ الصباح اكبر بكثير من المحتجين. معظم هؤلاء بدوا غير عالمين بموضوع الدعوة. يرفضون الحديث الا اذا وجدوا ميكروفون ووراءه كاميرا ، معظمهم تلقوا الدعوة عبر واتس اب، طلب منهم المجيء فحضروا .
كان جليا وجود عدم تنسيق بين المحركين، بعض المجموعات التي اتصلنا بها لم تكن على علم بدعوة التظاهر، حتى ان النشاط في قصر بسترس لم يكن مدرجا على ” جدول اعمال” الأنشطة ليوم السبت في ٩ الجاري. ساد ارتباك واضح في صفوف المحتجين.
إحداهن وهي طالبة جامعية تحدثت الى قناة محلية ثم أخبرتنا انها أتت “كرمال اعادة الدفع لشعار ” كلن يعني كلن”.
اخر ، ناشط يدعى علي حيدر لخص المطالَب ” بكلن يعني كلن وذهاب باسيل وعمه وكل الاسرة … وتشكيل حكومة فورا ولا مشكلة مع وزارة الخارجية”.
حاولنا أن نسأل أحدهم عن سبب التأخير في بدء ” الثورة”، فإذا بأحد الموجودين يفاجئنا بقوله : ” نحنا الثورة… انزلي ثوري معنا او انضبي”!
وقاحة، تخفي إرباكا بسبب هزالة الحضور لغياب التنسيق المسبق. يتدخل احد وجوه المجتمع المدني قائلا : ” نحن لم نقل الا اعتصام وها نحن معتصمون”. يبدأ الصراخ بعد أن “تنادى” الثوار” عبر الواتس أب طلبا للأغنقاذ، لكن عددهم لم ستجاوز الثلاثين أو أكثر بقليل، حمل أحدهم مذياعا” وصار يهاجم رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعائلته! يبدو أن “الثائر” نسي أنه أمام مبنى وزارة الخارجية التي سلّمها الرئيس برّي للتيار الوطني الحر منذ أكثر من 5 أعوام. “استيقظ” هذا “الثائر” فجاة وراح يهتف للوزير باسيل بانه نسي أن يغيّر جواربه! ولم يفهم أحد ما علاقة ذلك بسياسة وزارة الخاجية. اللافت في هذا النشاط غير المنسق وغير المنظم، (قيل لنا أن حساب انستغرام الذي وجه الدعوة تديره مجموعة في صحيفة محلية تدّعي مديرتها أنها “ثائرة” فيما الصحافيين والموظفين عندها يتمّ “ترحيلهم” بحجج عدة لمنع دفع تعويضات لهم).
وجوه المجتمع المدني مألوفة لكنها ترفض التكلم. هنا موظف دولة طلب عدم تصويره كي لا يطرد من عمله. قبل احدهم الكلام ، يدعى وليد فليطي ” انا شغيل فاعل، وجئت اعترض على ان وزارة الخارجية جعلتنا نتخانق مع كل الدول العربية، وكلن يعني كلن”.
لم يكن ” نشاط” الثورة امام “قصر بسترس” بمستوى طموح من دعوا، بسبب الارتباك وعدم التنسيق المسبق. باختصار حضرت قوة مكافحة الشغب وغاب ” الثوار”.