
النائب بيتر بيسترون
“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
زار النائب في حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي بيتر بيسترون بيروت أخيرا حيث التقى عددا من المسؤولين اللبنانيين وهو ينتمي لأهم حزب معارض. وقد أجرى موقع “مصدر دبلوماسي” مقابلة مع بيسترون على هامش ندوة نظمّتها “الإستشارية للدراسات” في فندق “بادوفا” بدعوة من رئيسها الدكتور عماد رزق، في ما يأتي نص الحوار:
*ما هو سبب زيارتك للبنان في هذا التوقيت؟
– أنا الناطق بإسم الشؤون الخارجية لحزب “البديل من أجل ألمانيا” في البوندشتاغ، يعتبر حزبي الأكبر في المعارضة، وبالتالي من واجبي العملي زيارة البلدان. تحدثت في لبنان الى الرسميين في حكومتكم والى سفارتنا حول كيفية إعادة عضو في مافيا لبنانية كان القضاء الألماني أرسله الى السجن، وقد رحّل منذ حوالي 3 اشهر وهو عاد الى المانيا في ظروف غامضة ويطلب اللجوء، ونحن نحقق كيف وصل الى ألمانيا بطرق غير شرعية. لدينا تعاون جيد بين سفارتنا وبين خبرائنا الأمنيين الذين يعملون مع السلطات اللبنانية وثمة تعاون جيد من لبنان وكل شيء يسير بالشكل الصحيح. زرت كذلك “اليونيفيل” البحرية حيث تشارك ألمانيا فيها وتابعت مجرى الحراك الشعبي الجاري حاليا.
*ماذا عن تقييمك للوضع الراهن والحراك الشعبي ضد الفساد والأوضاع الاقتصادية الصعبة؟
–أعتبر أن الوضع خطر جدا لا بل متفجّر، لكنني كنت متأثرا بموقف القوات المسلحة، وانطباعي بعد محادثاتي مع رسميين أن لا أحد يريد التصعيد في هذه الأزمة، وأن الأمور يخف توترها. من جهة أخرى أعتبر انه من علامات الديموقرطية أن ينزل الناس الى الشارع ويتظاهرون، وطالما أن المحتجين ليسوا عنيفين فالأمر جيد.
*هل من مخاوف محددة؟
-بالتأكيد إن استمرار الاحتجاجات وقتا طويلا لديه تأثير سلبي على الإقتصاد، إذ يتوقف الناس عن العمل وكل شيء يتوقف وإذا كان من قطع طرق الى المرافئ والمطارات فهذا سيؤذي اقتصادكم بشكل أكيد. من جهة ثانية، سيحصل ضرر سياسي وبسيكولوجي بسبب وجود لا أمان في المجتمع وتوترات وهذا جانب سلبي. أما الجانب الايجابي فهو إمكانية أن تجلب الإحتجاجات تغييرات معينة لمشاكل يعاني منها لبنان مثل الفساد وأشخاص يحكمون في لبنان منذ 20 عاما وللركود واعتقد أن البلد يحتاج الى اصلاحات اقتصادية وربما سياسية، وأعتقد أنكم بحاجة لمشاريع للبنان جديد وسيكون عظيما إن أسهمت الإحتجاجات بتحقيق هذه التغييرات بطريقة سلمية.
*ماذا عن مسألة اللاجئين التي يعاني منها لبنان وكيف ترون الحل لهذه المسألة في ضوء تجربتكم في ألمانيا؟
-بالطبع، نحن لدينا المشكلة ذاتها في ألمانيا، حيث نستضيف أعدادا تصل الى مليون ونصف لاجئ (من حول العالم) بحسب أرقام الحكومة، لكن بحسب أرقامنا فهذه الأعداد تتجاوز المليوني لاجئ. نحن نريد إعادتهم الى أوطانهم، وفي خلال زيارتي الأخيرة الى العراق حيث التقيت رئيس الجمهورية والحكومة أثرت هذا الأمر رسميا وطلبت ان يستعيدوا لاجئيهم لأنهم بحاجة اليهم لبناء بلدهم. وكذلك لدينا لاجئين من سوريا وافغانستان والعراق. بالنسبة الى السوريين، فهي مجموعة خاصة ولإعادتهم يجب التفاوض مع حكومتهم وهي لا تطلب اعادتهم رسميا، وعدد كبير منهم هم سنّة وحكومتهم لا تريدهم وهذا يشكل مشكلة أيضا للبنان.
*لكن الإتحاد الأوروبي لا يسهل هذه العودة ايضا للسوريين لأنه يرفض المساهمة في إعادة الإعمار وفي إعادتهم تحت الضغوط الأميركية لحجج عدة، ما هو دور المانيا في الإتحاد الأوروبي لتسهيل هذه العودة؟
-أعتقد بأن إعادة اعمار سوريا تقع على عاتق الشعب السوري، وإذا قام السوريون بالإعمار سيعود اللاجئون. نحن كنا نستضيف هؤلاء بسبب الحرب، لكنها انتهت الآن، وبرأيي يجب أن يعودوا. نحن نرى المشاكل مع الحكومة الحالية، فإذا كان من تصفيات، وإذا استمرت بمحاربة هؤلاء اللاجئين لن يمكنهم العودة، والأمر يتعلق بخلق مساحات آمنة لهم.
*هل من خطة المانية لذلك؟
-بالطبع لا، إن خطة حكومتنا هو ابقاءهم في المانيا، لكننا حزب معارض، والحكومة لا تقوم بأي جهد لإعادتهم.
*اعلنت اسرائيل أمس انها طلبت من الولايات التحدة الأميركية ومن دول أوروبية وقف أية مساعدات للبنان، حتى يتوقف “حزب الله” عن تطوير الصواريخ الدقيقة، ماذا عن موقف ألمانيا حيال هذا الطلب؟
-إن المقاربة الألمانية مختلفة عن المقاربة التي يعتمدها حزبي ” حزب البديل من أجل ألمانيا”، لأن حزبي اقترح للبرلمان حظر “حزب الله” كمنظمة ارهابية، ونحن انتقدنا بشكل كبير الحكومة الألمانية لتمويلها منظمات مجتمع مدني “ان جي أوز” حتى في لبنان يستفيد منها “حزب الله”.
*هل ستعتمد حكومة المانيا اقتراحكم؟
-لا، لن تعتمد اقتراحنا، لأن الحكومة لديها علاقات جيدة مع “حزب الله” وهذا واقع، والشيوعيون عندنا لديهم روابط جيدة تاريخيا مع هذا الحزب وقوى مماثلة.