“مصدر دبلوماسي”:
في كلمته كشف باسيل أن دول ميركوسور الأربعة بلغت صادراتها في السنوات الخمس الاخيرة الى لبنان قد بلغ 521 مليون دولار سنويا في وقت ان لبنان بلغت صادراته 21مليون دولار لأربعة بلدان تضم 267مليون نسمة!!!
افتتح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس الاجتماع الخاص بخبراء دول الميركوسور الأربعة والتي تضم البرازيل والارجنتين والاورغواي والباراغواي، في حضور وزير التجارة الخارجية حسن مراد.
وحضرت الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة ممثلة وزير الزراعة حسن اللقيس، والمدير العام لوزارة الاقتصاد عليا عباس ممثلة وزير الاقتصاد منصور بطيش، وربيع حمدان ممثلا وزير الصناعة وائل ابوفاعور .
بعد النشيد الوطني اللبناني ألقى الوزير جبران باسيل كلمة قال فيها:
ننتظر هذا اللقاء منذ خمس سنوات ونشكر وزارات الزراعة و الصناعة والاقتصاد، و اليوم لم نكن لنلتقي لولا وزير التجارة الخارجية حسن مراد الذي ومنذ استلامه لمهامه تابع هذا الموضوع بإصرار الى ان وصلنا الى لقائنا هذا، و الذي آمل ان يكون بداية النهاية لأنه موضوع مهم للبنان هذا البلد الذي يتحدر منه حوالى 12مليون لبناني في اميركا اللاتينية ومن الطبيعي ان يطمح لعلاقات تجارية اقتصادية متطورة اكثر مما هي عليه حاليا”.
باسيل الذي رحب بممثلي الدول الاربعة في بيروت قال:” لنعمل سويا لإرساء علاقات تجارية تفاضلية وتعزيز التبادل التجاري بين بلداننا.”
وأعلن ان لبنان جاهز للانضمام الى هذه الاتفاقية لا بل متحمس لذلك في اسرع وقت ممكن: ونأمل من دولة البرازيل التي تتسلم مسؤولية قيادة “الميركوسور” ان تقوم معنا و مع الدول الثلاث الاخرى بخطوات سريعة للانضمام السريع للاتفاقية وفتح الاسواق امام لبنان .
تابع:” وكما في كل اتفاقية تجارية لا يقتصر الربح على طرف واحد بل على الطرفين من خلال تحقيق مصالحهما ومن المهم جدا ان يشعر كل واحد منا بذلك”.
وتوجه باسيل الى اعضاء دول “ميركوسور” متمنيا ان يكون لديهم فرصة للتعرف الى لبنان ومميزاته:”ولكن يجب علينا جميعنا التمتع بالمرونة اللازمة لنذهب الى صيغة شاملة”.
أضاف:” اللبنانيون هاجروا باتجاه دولكم من لبنان منذ اكثر من 125عاما واندمجوا بسرعة وقدموا نجاحاتهم للدول التي استقبلتهم و استطاعوا التعامل معكم ليس فقط من ضيف الى مضيف بل اصبحوا مواطنين ورغم السنوات والمسافات حافظوا على حبهم لوطنهم ، وفي نفس الوقت كانوا أوفياء تجاه البلدان التي استقبلتهم.”
تابع:” في دول المركوسور الاربعة هناك عشرة ملايين من اصل لبناني ما يجعلنا نتوقع ان نترافق بعلاقات ثقافية واقتصادية وتجارية متطورة جدا لان علاقاتنا السياسية جيدة ولا مشاكل بيننا.
تابع: لكن العلاقات التجارية هي بعيدة عن المستوى الذي نطمح له، ودلالة على ذلك أورد بعض الارقام عن معدل التبادل التجاري بين بلداننا في آخر خمس سنوات حيث كان على الشكل التالي: مع الأوروغواي استيراد 3 مليون دولار اميركي في السنة وتصدير مليون ونصف مليون دولار من لبنان، مع الباراغوي استيراد بمعدل 22مليون دولار في السنة والتصدير من لبنان كان أقل من مليون دولار، مع البرازيل استيراد 377مليون دولار في السنة وتصدير حوالى 18 مليون دولارا من لبنان مع الارجنتين استيراد 123مليون دولار في السنة وتصدير مليون دولار من لبنان، وبذلك يكون معدل استيراد الدول الاربعة في السنوات الخمس الاخيرة من لبنان قد بلغ 521 مليون دولار سنويا في وقت ان لبنان بلغت صادراته 21مليون دولار لأربعة بلدان تضم 267مليون نسمة بينهم عشرة ملايين متحدر من اصل لبناني.
وأكيد ان اللبناني يود استهلاك منتجات بلاده بنسبة اكبر، خصوصا وانه لدينا منتجات لبنانية لا تنافس الدول في انتاجها كالبرازيل التي لا تُنتج النبيذ وزيت الزيتون ومواد اخرى ما يسمح لنا بالتصدير دون اي منافسة.
أضاف الوزير باسيل:” في الفترة الاخيرة فتح لبنان الباب امام الاستثمارات و الشركات القادمة تحديدا من البرازيل لأخذ مشاريع كبرى في لبنان مثل بناء سد جنة، والدعوة المفتوحة دائما لشركات النفط القدوم الى بحرنا ومياهنا.”
في المقابل لا يُحسب لبنان بمساحته الصغيرة ولا ب الاربعة ملايين ونصف مليون نسمة ، فمساحته وحجم شعبه هو بحجم انتشاره.
والانفتاح التجاري على لبنان هو انفتاح على كل المنتشرين اللبنانيين في كل العالم، ما يخلق المصالح المشتركة بين بلدنا وبلدانكم وتكون الحافز الاساسي في عملية تحقيق الربح والمصلحة من جانبكم بتوقيع الاتفاقية” .
تابع باسيل:” لا اخفي عليكم ان لبنان يعاني من مشاكل اقتصادية ومالية، وهو بحاجة لمعالجة العجز الكبير في ميزانه التجاري حيث ان حجم الاستيراد يفوق بخمس او ست مرات حجم التصدير ما ينعكس بشكل كبير على ميزان مدفوعاتنا وعلى طبيعة اقتصادنا الذي تسعى الحكومة جديا الى تحويله لاقتصاد منتج . والجهود الذي ستبذلونها في الايام المقبلة تصب باتجاه تحسين هذا الاقتصاد وتحويله الى الانتاجية.
المهم ان نتوصل بسرعة الى هذا الحل وآمل ان نتمكن من ترجمة هذه الرغبة والتقارب بين بلداننا الى اتفاقيات ملموسة.
وختم الوزير باسيل قائلا:” لبنان يعاني كثيرا عن كل الدول جراء تحمله مشاكل هو غير مسؤول عنها، ليس هو من زرع اسرائيل وحذف فلسطين ،وليس هو من سبب الازمة السورية، ومع ذلك يتحمل حوالي50 في المئة من حجم شعبه كشعب مستضاف على ارضه مع تحمله كل الاعباء الناتجة عن ذلك.
نحن نحمل مشاكل الارهاب ونتصدى لها باسم الإنسانية وباسم الدور الذي يحمله لبنان ،ونأمل ان يُصار الى تفهم وضعنا وتطوير العلاقات عبر توقيع هذه الاتفاقية، لنضع خارطة طريق واضحة الاهداف والتوقيت لنبشر الناس اننا اقتربنا من توقيع هذه الاتفاقية، واحترام التعهد الذي تلقيناه من دولة البرازيل ودولكم ان نكون وصلنا في الدورة الحالية الى انجاز الاتفاق وتوقيعه نهائيا”.
وزير التجارة الخارجية
ثم ألقى وزير التجارة الخارجية حسن مراد كلمة قال فيها:”
بعد حضوري مؤتمر بلاد السوق الجنوبية المشتركة (الميركوسول) في ريو دي جانيرو الأسبوع الماضي، عدت بعزيمة وإصرار للعمل على هذه المفاوضات والتوصل إلى اتفاق بين دول الميركوسول ولبنان. وقد شجعني حرص البلدان الأعضاء على بناء الجسور بيننا، وقد لمست ذلك خلال الاجتماع الذي ترأسه اتحاد غرف التجارة والخدمات والسياحة.
إن انضمام لبنان إلى اتحاد الغرف كمراقب لأول مرة في تاريخ الاتحاد قد أعطانا زخماً كبيراً، وأنا على ثقة تامة أنه سيرافقنا في عملنا هذا الأسبوع.
سيداتي سادتي، مع وجود أكثر من ثمانية ملايين لبناني في البرازيل، والأوروغواي، والباراغواي، والأرجنتين، وحوالي أربعة مليون هنا في لبنان، من الطبيعي أن نسعى إلى تطوير هذه العلاقة بين الميركوسول ولبنان.
إن وجودكم هنا كفريق تقني، يمثّل دعم بلدانكم، والاهتمام المستمرّ الذي توليه للبنان. ولاهتمام حكومتنا ببلدان الميركوسول بُعدٌ دبلوماسي واجتماعي على حدّ سواء. أنا مثلاً أحد الملايين من اللبنانيين الذين يحملون جواز سفر من بلاد الميركوسول، وهو دليل حيّ يثبت العلاقة التاريخية الطويلة بين أمريكا الجنوبية ولبنان، خصوصاً فيما يتعلّق بالهجرة. فمن مصلحة حكومتنا أن تخدم، وأن تصل إلى العدد الكبير من جاليتنا هناك، بالإضافة الى جعل لبنان منطقة حرّة لبلاد الميركوسول، وجعله بالتالي مركزاً تجارياً أساسياً يوزّع لأسواقها الجديدة في الشرق، سواء كانت في سوريا أو العراق أو الأردن أو الخليج.
وكما أن الملايين من اللبنانيين يعيشون في بلاد السوق الجنوبية المشتركة (الميركوسول)، لدينا الكثير من حاملي جوازات سفر هذه البلاد هنا في لبنان، وهم يثقون في جهودنا للعمل من أجل علاقات اقتصادية وثيقة بيننا، إذ تسهّل العلاقات التجارية التبادلات المستقبلية في مجالات السياحة والاستثمارات الدولية. مسؤوليتنا اليوم، وفي الأيام القليلة المقبلة، مسؤولية كبيرة، فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنظهر فعالية أكبر في سبيل إنجاز كافة المعاملات الورقية، من أجل التحضير للاتفاق بين لبنان وبلاد الميركوسول.
يعتبر عملكم التقني هذا الأسبوع مرحلة أساسية في المفاوضات بين بلاد السوق المشتركة الجنوبية ولبنان، ونأمل أن تكونوا قد حصلتم، عند عوتكم إلى الوطن، على كافة البيانات اللازمة للمضي قدماً في هذا المشروع.
نأمل أن يتبع عملنا هذا الأسبوع اجتماعات في الأرجنتين، والأوروغواي، والباراغواي، والبرازيل، لمتابعة خطتنا، وبناء جسر يقلّص المسافات المادية بين بلادنا وبينها، من خلال صفقة تجارية من شأنها غرس النظم الإيكولوجية التي تعزز التنمية الاقتصادية، وتؤمن الانسجام بين السياسات الاقتصادية. وأنا بصفتي وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية، وكوني أهتم شخصياً بالسوق المشتركة الجنوبية الميركوسول، أؤمن أننا متوازون في مهامنا، وأنا على اقتناع تام بأن الأيام القادمة ستكون مثمرة، لأننا نسعى جميعاً لتحقيق الهدف نفسه، وهو المنفعة العامة لبلاد الميركوسول وللمجتمع اللبناني.
مرحباً بكم جميعاً في لبنان.. نأمل أن تستفيدوا من زيارتكم، ولعلّها تكون واحدة من كثيرات غيرها في المستقبل…
بعد ذلك ألقى رئيس بعثة جمهورية البرازيل الفيديرالية جانديرا فيريرا دوس سانتوس كلمة أعرب فيها عن سروره لوجوده في لبنان و افتتاح دورة المفاوضات الاولى لاتفاقية التجارة الحرة بين لبنان والمركوسور.
وقال:” لطالما عملت دول المركوسور على هدف اساسي، ونحن مقتنعون ان ترويج الاستثمارات التجارية وتعزيزها هي طريقة لجلب الدول الى بعضها البعض والتأكيد على الاستقرار. هذا امر حقيقي ليس فقط بالنسبة الينا كمجموعة ولكن بين المركوسور والشركاء الآخرين .
وعملت مركوسور جاهدة علىالانفتاح علي باقي دول العالم والنتائج كانت مثيرة للاهتمام، مثل التوقيع الأخير لاتفاقيات التجارة الحرة مع دول الإتحاد الاوروبي ودول اخرى .لكن هذا ليس كافيا بالنسبة الينا فنحن نريد ان نتقدم في هذه المسيرة لابرام اتفاقيات تجارية جديدة.
تابع:” العلاقة بين لبنان ودول المركوسور تحمل طابعا تاريخيا ونفتخر ان تضم دولنا اكبر عدد من شتات اللبنانيين. ونعرف انهم جزء من ثقافتنا ، ونؤكد ان هذهه الروابط الثقافية والعائلية يتم ترجمتها الى تدفقات تجارية، اضافة الى فرص للنمو المستدام من الجهتين .
المحادثات للتجارة الحرة بين مركوسور ولبنان استمرت خمس سنوات
واود ان اشكر الحكومة اللبنانية لاتخاذها كافة التدابير اللازمة لعقد هذا الاجتماع واشكر ايضا كل ممثلي دول الميركوسور،و اشجع الجميع ان تكون هذه المفاوضات مثمرة في نهاية هذا المؤتمر.
إشارة الى ان أعمال اجتماع دول الميركوسور يستمر أربعة أيام في وزارة الخارجية والمغتربين.