“مصدر دبلوماسي”
ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري دي كارلو التي استقبلها اليوم الخميس في قصر بعبدا ان لبنان متمسك بتطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701 منذ صدوره في العام 2006، فيما استمرت اسرائيل باعتداءاتها على لبنان برّا وبحرا وجوّا، وكان آخرها استهداف الضاحية الجنوبية في بيروت بطائرتين مسيّرتين في سابقة خطيرة منذ وقف اطلاق النار بعد عدوان تموز 2006.
واكد عون ان اسرائيل كانت المبادرة دائما ومنذ العام 1978 وحتى الامس القريب الى الاعتداء على لبنان مشددا على ان لبنان الذي يحتفظ بحقه المشروع في الدفاع عن نفسه يأمل في ان يعي المجتمع الدولي خطورة ما تقوم به اسرائيل من تهديد للأمن وللاستقرار على الحدود اللبنانية.
ولفت عون الى ان التطورات العسكرية الاخيرة التي تحصل على الحدود السورية- التركية، تشكل تطورا خطرا لمسار الحرب في سوريا، ولبنان يتابع مجرياتها على امل الا تكون لها تداعيات على وحدة سوريا وواقع النازحين السوريين الذين تتزايد الاثار السلبية لوجودهم في لبنان على الاوضاع فيه.
واشار عون الى ان معاناة لبنان من تكاثر عدد النازحين السوريين تضاف اليها معاناة اخرى ناتجة عن الحصار المالي والعقوبات التي يتأثر بها القطاع المصرفي خصوصا والاوضاع الاقتصادية عموما علما ان المصارف اللبنانية تتقيد بكل التعليمات والانظمة وتخضع لاشراف مباشر في عملها المصرفي من مصرف لبنان.
واكد عون ان الدولة اللبنانية تدرس سلسلة اجراءات من شأنها تفعيل الاقتصاد الوطني بكل قطاعاته، ومشروع موازنة 2020 سوف يحمل اصلاحات تعزز الثقة الداخلية والخارجية بالوضع الاقتصادي اللبناني.
وكانت دي كارلو التي تقوم بزيارة للبنان بدأتها أمس بلقاء مع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري اليوم وبلقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان اللبناني، نقلت الى رئيس الجمهورية تحيات الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، ثم عرضت اهداف جولتها على عدد من دول المنطقة. كما هنأت رئيس الجمهورية بالقرار الذي صدر عن الجمعية العامة للامم المتحدة بدعم مبادرة الرئيس عون بانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، واضعة امكانات الامم المتحدة بتصرف لبنان للمساعدة في اتمام هذه المبادرة. وجددت دي كارلو تقدير المجتمع الدولي للرعاية التي يلقاها النازحون السوريون في لبنان، وللتعاون القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب ( اليونيفيل) مؤكدة ان هدف الامم المتحدة مساعدة لبنان ليكون مستقرا ومزدهرا ويبسط سلطة الدولة على كل اراضيه بما يحفظ سيادته واستقلاله وسلامة اراضيه. ولفتت السيدة دي كارلو الى ان الامم المتحدة تقدم تقارير دورية حول تطبيق قرارات مجلس الامن ولاسيما القرار 1701 وتدرج الخروق التي ترتكبها اسرائيل ضد السيادة اللبنانية.
وحضر اللقاء، عن الجانب الدولي المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان السيد يان كوبيتش ومساعدة السيدة دي كارلو نيكي سيابوش NIKkI SIAHPOUSH والسيد علاء عبد العزيز. كما حضر عن الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، والمستشارون السادة العميد بول مطر ورفيق شلالا واسامة خشاب.
وكانت لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي، برئاسة النائب ياسين جابر، مساعدة الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية روز ماري ديكارلو وفريق عملها الذي ضم: جان كيويس، فيليب لازاريني، ستيفاني خوري، نيكي سيابوش. وحضر النواب: آغوب بقرادونيان، ابراهيم عازار، ابراهيم الموسوي، بيار بو عاصي، سامي فتفت، علي بزي، فريد البستاني، ميشال موسى، نهاد المشنوق، هنري شديد وعدنان طرابلسي.
وصدر عن اللجنة البيان الآتي: “شكرت اللجنة الامم المتحدة على الدور الإيجابي الذي تؤديه في عملية حفظ السلام من خلال اليونيفيل، وتمسك لبنان بهذا الدور وترحيبه بالتعاون القائم بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.
كما أن لبنان يبذل جهدا كبيرا لالتزام قرارات الامم المتحدة، وخصوصا القرار 1701، ونتيجة هذه الجهود استطعنا ان نحافظ على الاستقرار في جنوب لبنان في الثلاث عشرة سنة الماضية”.
وتمنت اللجنة على الامم المتحدة “أن تؤدي دورا أنشط وأكبر لإيجاد الحلول في موضوع النزوح السوري وإعادتهم الى ديارهم، ومن الامور المطلوبة ايجاد حل سياسي للصراع في سوريا”.