“مصدر دبلوماسي”-خاص:
أثار التقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أمس حول تقديم رئيس حكومة لبنان سعد الحريري عام 2013 مبلغ 16 مليون دولار أميركي لعارضة الأزياء الجنوب إفريقية كانديس فان دير موروي، صدمة في لبنان، بالرغم من أن القضية قديمة وتم نشر مقتطفات عنها في العام الفائت. إلا أن التوقيت الذي نشر فيه التقرير وأسلوب كتابته وربطه بما
يمتلك الرئيس الحريري من شركات في جنوب إفريقيا يعاني بعضها من تعثّر، وكذلك ربطها بتداعيات افلاس سعودي أوجيه ومؤسسات عدة تخص الحريري آخرها اقفال تلفزيون “المستقبل” أمور تثير اسئلة.
وإذا كان الجمهور اللبناني بغالبية ساحقة تعاطف مع رئيس حكومة بلاده معتبرا بأن الموضوع خاص، وهو دفع ما دفعه من ماله الخاص في حين لم يكن في السلطة ما يبعد عنه شبهة استخدام نفوذه، فإن هذه القضية من المنتظر أن تتفاعل في الكواليس الدولية للسياسة والأعمال على أبواب انطلاقة الشق المالي من مؤتمر “سيدر” لتمويل مشاريع بنى تحتية في لبنان عبر قروض من دول مانحة برعاية فرنسية وذلك في 16 تشرين الثاني المقبل في باريس.
وتقول أوساط في عالم الأعمال لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “الحريري كإنسان قد يكون تسبب بإحراج شخصي له ولعائلته، لكنه في النهاية حر كإنسان، لكنّه ليس بمنأى عن المحاسبة كرجل أعمال يدير مؤسسات، وكذلك ليس حرا بصورته كرئيس حكومة حالي يدير بلدا في وضع إقتصادي ومالي مزر”.
تضيف الأوساط: “من الناحية الأخلاقية الخاصة ليس لأحد علاقة بكيفية صرفه لماله الخاص، لكن الظروف الراهنة سوف تثير محاكمة أدبية سياسية للحريري”. تشير الأوساط المذكورة من وسط الأعمال الى أن “رجال الأعمال الكبار والدول، غالبا ما تتطلع بشكل عميق الى صفة النضوج التي يجب أن يتمتع بها من يدير أعمالا وشركات وأوطان.
وبالتالي سيكون لهذه القضية الخاصة ابعادها في الخارج، وليس في لبنان حيث أن الرأي العام متعاطف مع رئيس حكومة بلاده بحسب مناخ “السوشال ميديا” اليوم”. تضيف:” لكن نظرة المجتمع الدولي لن تكون إيجابية الى رئيس حكومة لبنان كشريك في الأعمال والسياسة، وهي ستكون شبيهة بالنظرة الى رئيس مجلس إدارة نيسان السابق كارلوس غصن الذي تورط بقصص عدة مختلفة الطابع لكنها جعلت صورته الدولية تتشظّى بشكل كبير ما أدى الى سقوطه عن عرشه بين ليلة وضحاها”.
والسؤال الذي سيطرح اليوم من قبل المجتمع الدولي بحسب الأوساط ذاتها: “ما هي سلوكيات الحريري في “البزنس” وعلى أي أساس يوزع أمواله في وقت لديه مؤسسات تفلس وموظفين يرزحون تحت عبء عدم قبض رواتبهم من اعوام”؟
وتخلص الأوساط قائلة بأن “هذه القضية ستحمل في كواليسها أبعادا دولية وهي سرّبت الى اقوى صحيفة أميركية هي “النيويورك تايمز”، وحبكت بطريقة معينة بعد ستة أعوام على وقوع الحدث ما يعني ان نية استثمارها في المال والسياسة حاضرة بقوة”.