فوشيه يطمئن أن “سيدر” يسير في الطريق الصحيح ولا داعي للخوف
“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تحصّن السفراء الأجانب والعرب العاملين في لبنان بجرعة تفاؤل عالية مناقضة تماما لمناخ التوجّس والخوف الذي يعيشه اللبنانيون منذ قرابة الأسبوع بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي لدى الصرافين وصولا الى 1700 ليرة لبنانية على خلاف السعر الرسمي المحدد من قبل المصرف المركزي منذ عام 1992 وهو 1507 ليرة.
وبعد استفحال الأزمة، كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مصرّا على أن الدولار موجود لدى المصارف وفي الأسواق وأن لا داعي للخوف، ما استدرج نقدا قويا له من قبل مشككين بسياساته الهندسية المالية.
وفي حين تضاربت المعلومات بين مشكك بأن العقوبات الأميركية ضد “حزب الله” والتي ترغم المصارف على التشدد واعتماد برامج امتثال قاسية في الحسابات والودائع، جاء مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون مكافحة الأرهاب مارشال بيلنغسلي الإثنين الفائت الى بيروت ليدحض هذه المقولة، مركزّا في حوار مع مجموعة من الصحافيين على أن العقوبات لا تؤثر على الاستقرار النقدي ولا على المصارف الملتزمة، ومكررا بان الولايات المتخدة الأميركية لا تسعى الى زعزعة النظام المالي والمصرفي، وتعتبر أن المصارف والجيش اللبناني ركنان أساسيان للبنان، ورمى بيلنغسلي كرة شح السيولة بالدولار على سلامة داعيا الى الإسراع في تعيين نوابه، لأنه يعمل لوحده وبحاجة لمن يقرر معه.
في الأسواق ساد الهلع أمس بشكل كبير، وزكّت وسائل التوصل الاجتماعي الذعر، وخصوصا وأن لا أحد يعرف ما يجري خلف جدران المصرف المركزي. أما الصيارفة فلا يرحمون. تناقضت التحليلات: بين من يرى انهيارا ماليا ونقديا، وآخر نهاية لبنان ، وآخر يدعو لإقالة الحاكم، وآخر يرى حملة على العهد، وكانت السوداوية في التحليل هي القاسم المشترك بين الجميع.
لا يتقاسم أكثر من سفير أوروبي وغربي وعربي هذه السوداوية. وفي جولة قام بها موقع “مصدر دبلوماسي” تحدث فيها الى ما يزيد عن عشرة سفراء رفضوا الكلام علانية بأسمائهم في ما يعدّونه تدخلا في الشؤون الداخلية للبنان، أجمع هؤلاء في نقاشات خاصة أنه لا يوجد انهيار مالي في لبنان، وأن ما يحدث هو حالة ذعر جماعية بسبب العقوبات وبسبب هندسات مالية يعتمدها مصرف لبنان دون شرحها للناس بشكل واف وهي تستهدف في معظمها رسائل من المصرف المركزي الى المصارف التي يريدها أن تكتتب بسندات خزينة بالدولار لأعوام طويلة. وقال أحد السفراء أن حالة الهلع موصوفة لدى موظفي سفارته، لكنه طمأنهم الى أن الأمور لا تستدعي الذعر لأن المجتمع الدولي لا يريد للبنان الإنهيار كما ان وضع لبنان غير ميؤوس منه بشرط تخفيف الهدر والفساد وتفعيل الهيئات الرقابية وجباية الضرائب المتوجبة للدولة.
وقال أكثر من سفير بأن الأزمة ستحل في غضون ايام. في هذا المجال سأل موقعنا السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه عن مصير مؤتمر “سيدر” فكشف بأن “سيدر” سينطلق رسميا في تشرين الثاني المقبل من الناحية المالية، والأمور إيجابية إلا أن مفاعيله في الاقتصاد اللبناني لن تظهر قبل 20 شهرا. وطمأن السفير فوشيه اللبنانيين أن لا داعي للخوف. وتقاسم سفير بريطانيا كريس رامبلينغ رأي نظيره الفرنسي قائلا لموقعنا على اللبنانيين أن يتأكدوا من أن لا داعي للذعر!