
روحاني وترامب، رسم تصويري خاص بميدل إيست آي من توقيع محمّد إيلاسار
“مصدر دبلوماسي”:
كتب سيد حسين موسافيان المستشار السابق لأمين عام المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني في موقع “ميدل إيست آي” عامود رأي في 13 الجاري حول الشروط الممكنة لعقد اتفاق جديد بين الرئيسين الإيراني حسن روحاني والأميركي دونالد ترامب. يقدّم “مصدر دبلوماسي” ترجمة (بتصرّف) لمضمون هذا التقرير.
يقول موسافيان بأن انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الإتفاق النووي واتباعه سياسة “الضغط الأقصى” أوصل العلاقات الأميركية الإيرانية الى أقصى نقطة حرجة منذ اندلاع الثورة عام 1979. ويبدو بأن القوى الدولية الشرقية المنضوية في الإتفاق النووي أي الصين وروسيا اللتان تخوضان حربا مع أميركا هي أكثر صدقا من شركائها الغربيين في ما يخص رغبتها بإبقاء الإتفاق حيا.
أما الجهود الأوروبية فقد وصلت الى الفشل التام، وهي تركت العقوبات الأميركية تأخذ مجراها ضد ايران، وحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أخيرا اجتراح حل ما لكن جهوده ذهبت سدى.
تمّ الإتفاق النووي بعد اتفاق بين الدول الخمسة زائد واحد وهي الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا. وفي حين التزمت ايران بشروط الإتفاق كما رددت مرارا الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن القوى الغربية خرقت شروطه أو بقيت غير فعالة في وجه التنمر الأميركي.
إن اقتلاع الأرباح الإقتصادية من الإتفاق بسبب الإنسحاب الأميركي، دفع الرسميين الإيرانيين الى الإعلان أنهم سوف يخرجون تدريجيا من هذا الإتفاق، إلا إذا قامت الأطراف الأخرى بالتماشي مع بنود الإتفاق وشروطه، وإذا استمر ترامب بإستراتيجية الضغط الأقصى فإن إيران سوف تخرج من الإتفاق كليا.
هذا المأزق هو وليد 3 عوامل:
أولا، يطمح ترامب الى إقامة مفاوضات مباشرة مع إيران بينما يبقي على سياسة الضغط والعقوبات، حين انسحب من الإتفاق النووي غادر طاولة المفاوضات وعبر معاقبة إيران والمرشد الأعلى وتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية قضى على أي حظوظ للتفاوض.ثانيا، اعتمد الساسة وصنّاع القرار الأميركيون الرئيسيون وخصوصا المستشار السابق للأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو سياسة تهدف الى تغيير النظام في إيران.
ثالثا، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دفع الولايات المتحدة الأميركية في اتجاه مواجهة عسكرية مع إيران، حتى هذا الأسبوع ادعى بأن ايران تطوّر أسلحة نووية بشكل سري وهي ادعاءات كاذبة بحسب بالكاتب (…).
يخلص الكاتب الى القول أن أمران يمكن التكهن بهما وسط ههذ الظروف: أولا عدم عودة إدارة الرئيس دونالد ترامب الى الإتفاق النووي، وثانيا أن إيران لن تتشبث به من طرف واحد.
وقّع ترامب وثيقة لتشديد العقوبات ضد طهران في أيار 2018، فعوض أن تتم مكافأة ايران لقبولها بإتفاق يتضمن نظاما شاملا للتفتيش وعدم الإنتشار كانت النتيجة المزيد من فرض العقوبات عليها (…).
ويعتبر الكاتب موسافيان بأن ارغام ترامب لبولتون على الإستقالة ستكون له تداعيات إيجابية على الخروج من المأزق الراهن، إذا احترمت الولايات المتحدة الأميركية قانون عدم الإنتشار على قاعدة أي اتفاق محتمل.
ويقول الكاتب بأن إدارة ترامب دمرت الإتفاق النووي معتبرة أنه غير كاف في حين لم تستطع دول أخرى إعادة إحيائه.
وإذ يتساءل الكاتب عن اي اتفاق أفضل؟ يقول: إذا كان ترامب يتطلع الى اتفاق شامل وكبير يعالج القضية النووية ومسائل المنطقة، عندها يمكنه أن يقوم بتعاون اقليمي وانشاء بنظام أمني يضم ايران والسعودية والعراق والإمارات العربية المتحدة وعمان وقطر والبحرين، هذا النظام سيتيح تعاونا جماعيا لمحاربة الإرهاب، وأن يجعل الجميع ملتزما بمنطقة خالية من الأسلحة الدمار الشامل وتثبيت السلام والإستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
لتحقيق هذه المبادرة على ترامب أن يدعو روحاني وبقية رؤساء الدول كما أعضاء مجلس الأمن الدّولي.
لكن إذا كان يتطلّع الى اتفاق ثنائي مع إيران فإن الجواب سيكون إيجابيا أيضا إذا احترمت الولايات المتحدة الأميركية القانون الدولي بخصوص عدم الإنتشار على قاعدة أي اتفاق محتمل.
ويقول الكاتب، أن الخطوة التالية يجب أن تحمل انسحابا كليا ودفعة واحدة لإيران من الإتفاق النووي وليس الإنسحاب بخطوات تدريجية وعلى ايران ايضا تعليق عضويتها في معاهدة عدم الإنتشار النووي. حينها تكون فرصة للتفاوض مع ترامب حول الحقوق النووية في مقابل الإلتزامات في إطار المعاهدة.
يتطلب هذا الإتفاق أن تلغي الولايات المتحدة كل العقوبات ضد ايران المتعلقة بالشأن النووي في مقابل التزام إيران بأن تثبت برنامجها النووي على أنه سلمي في إطار المعاهدة.
في حال تمكن الرئيسان ترامب وروحاني من الإجتماع والتوصل الى اتفاق ستكون لذلك 3 نتائج: ستستعيد معاهدة عدم الإنتشار منزلتها ووضعها القانوني وصدقيتها ضمن المجتمع الدولي، ستكون نهاية للتمييز النووي الذي تواجهه ايران منذ 1979، وسيتحقق حلم ترامب بصياغة اتفاق أفضل مع إيران.
التقرير مترجم بتصرّف عن موقع
عنوانه الإنكليزي هو:
What could make a Rouhani-Trump deal possible?
الكاتب:
Seyed Hossein Mousavian