“مصدر دبلوماسي”
استنكر “الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة” في لبنان (أوسيب لبنان) في بيان، استمرار حملات القمع ضد الصحافيين في لبنان، وآخر فصولها منذ أيام طال الزميل جورج طرابلسي العضو المنتخب في مجلس نقابة الصحافة والزميلة مارلين خليفة المراسلة في مجلة “الأمن العام” (وناضرة موقع “مصدر دبلوماسي”.
وفي التفاصيل أنّ الزميل طرابلسي استدعي للمثول أمام مكتب جرائم المعلوماتية للتحقيق معه في دعوى مقامة ضده من قبل مؤسسة دار الصياد بتهمة القدح والذمّ، على خلفية صورة نشرها عبر حسابه الخاص على “فايس بوك” يظهر فيها مؤسس الدار العريقة الراحل الكبير سعيد فريحة وهو يخاطب أولاده من عليائه قائلاً: ماذا فعلتم بالدار يا أولادي…
أمّا الزميلة خليفة، فتعرّضت منذ أيّام لحملة تشويه مبرمجة لصورتها المهنية، من قبل الأكاديمي والناشط السياسي مكرم رباح، بعد وصفه إياها بـ”المخبرة”واتهامه إياها بتحريف كلام كان قد قاله خلال ندوة حول اللاجئين نظمت في 15 حزيران الماضي من قبل “أمم للتوثيق” أدّى إلى مثوله للتحقيق أمام المباحث المركزية التابعة للشرطة القضائية …
وجاء في بيان الإتحاد:
1- يستنكر “الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان (أوسيب لبنان) الإمعان في سياسة كمّ الأفواه والإعتداء على الصحافيين وملاحقتهم بشتّى الوسائل، سواء خلال التعبير عن آرائهم ووجعهم بحرية مسؤولة ومحبة كما في حال الزميل طرابلسي، أو خلال القيام بعملهم كما في حال الزميلة مارلين خليفة.
2- يشدّ الإتحاد على يد الزميل جورج طرابلسي ويؤكد وقوفه إلى جانبه وإلى جانب نقابة الصحافة التي ينتمي إلى مجلسها في الدعوى غير المحقة المقامة ضده من قبل دار الصياد. فالصورة التي نشرها عبر حسابه الخاص على “فايس بوك” لا تعبّر إلاّ عن وجعه ووجع زملاء له كثيرين حرموا من حقوقهم عند إقفال دار الصياد العريقة. ويسأل الإتحاد: أما كان الأولى انصاف الموظفين مادياً ومعنوياً ، بدلاً من رفع دعوى ضد زميل مخضرم من زملائهم ؟
3- يؤكد الإتحاد وقوفه ايضاً إلى جانب الزميلة مارلين خليفة ضد الحملة المغرضة المساقة ضدها من قبل مسؤول أكاديمي يفترض أن يكون مثالاً في النزاهة والأخلاق. ويسأل الإتحاد في هذا الإطار: بغضّ النظر عن كلام المسؤول الأكاديمي في المؤتمر، وبغضّ النظر عن أحقّيّة التحقيق معه من قبل أحد الأجهزة الأمنية أو عدمها، كيف يتهم هذا المسؤول الزميلة خليفة بـ”تسريب” كلام قاله خلال حدث حضره أكثر من ستّين شخصاً؟
4-يدعو الإتحاد جميع المعنيين إلى الوقوف صفّاً واحداً ضد الحملات التي تطال الزميلين جورج طرابلسي ومارلين خليفة المشهود لهما بالنزاهة والأخلاق والضمير المهني الحيّ، وضدّ أيّ حملة قد تساق ضدّ أيّ زميل، خارج الأطر القانونية المرعية والحرية المسؤولة التي يكفلها الدستور. كما يؤكد الإتحاد على ضرورة إنصاف الصحافيين وكل العاملين في حقل الإعلام مادياً ومعنوياً، لأنّ حريّة الوطن من كرامة أبنائه، وحرية الصحافة من كرامة أبنائها.
وعلّق الزميل طرابلسي على ما حصل معه قائلا لموقعنا: “أشكر حضرة الأب الصديق طوني خضره والاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة في لبنان على هذا البيان التضامني التاريخي، الذي يسمو إلى مستوى غير مسبوق في الرقي صونًا لحريّة التعبير وتصديًا لمحاولات كم الأفواه من قبل بعض أعداء “الكلمة”/الله.
بعد إطفاء “الأنوار”، التي أمضيت في كنف أسرتها أكثر من نصف قرن، وفوجئت بملاحقتي قضائيًا بدل تكريمي أو حتى إنصافي، لم تزدني العتمة إلا ايمانًا بقدسية النور، لذلك فقد حوّلت قلمي إلى عود ثقاب أضيء به شمعة الحق والخير والجمال، الأمر الذي أزعج بعض كارهي هذا الثالوث المهني المقدّس، فتصرفوا عكس المتوقع في مثل هذه الحال… أكتفي بهذا المقدار الآن، وكلني ثقة بالقضاء اللبناني، الذي لا يمكن (وفي هذا العهد بالذات) إلا أن يكون إلى جانب النور في المواجهة الأبدية مع محترفي الظلم والظلمة، الذين أقسم بشرفي أنني لا أكن لهم إلا المحبة، التي أوصانا بها المخلص (إنجيل متى 5: 44)”
من جهتها، علّقت ناشرة موقع “مصدر دبلوماسي” مارلين خليفة على البيان وكتبت على صفحتها على “فايسبوك”:
شكرا من القلب لتضامن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة معي، بعد تعرضي لحملة افتراء تهدف الى تقويض حياتي المهنية التي بنيتها حرفا حرفا ولا ازال ، حملة تعد على حقي في التعبير الحر وفِي
العمل في المؤسسة التي أرغب
ومحاولة ترهيبي لعدم تغطية ملفات شائكة مثل ملف اللجوء.
بعد هذا البيان عاد الي الأمل ان ثمة مؤسسات مجتمع مدني لا تزال تنبض حياة وتدافع عنا كصحافيين مظلومين. عِوَض الغرق في صمت مطبق متفرجة على ما يوجه إلينا من حجارة، او الإسهام في الحملة الظالمة لأسباب سياسية محضة.
لن أعطي المزيد من التفاصيل الان، واكتفي بالتضامن مع الزميل جورج طرابلسي.