“مصدر دبلوماسي”:
إستكمالا للضغوط المالية على لبنان، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية أمس مصرف “جمّال تراست بنك” و3 شركات تابعة له (“تراست للتأمين” و”تراست للتأمين على الحياة” و”تراست لخدمات التأمين”) على لائحة “أوفاك” بتهمة توفير خدمات مالية ومصرفية لمؤسسات يملكها “حزب الله” مدرجة على لائحة الإرهاب مثل “القرض الحسن” و”مؤسسة الشهيد” و”المجلس التنفيذي للحزب”. وكتب مساعد وزير الخزانة الأميركية مارشال بيلينغسلي افتتاحية تعتبر اتهاما شرسا لحزب الله زاعما بأن النائب في كتلة حزب الله أمين شري هو من ينسق الخدمات المالية للحزب مع المصرف المذكور. وأضاف بيلينغسلي:“يقوّض تجاهل جمال ترست بنك لنزاهة القطاع المصرفي في لبنان ولأصحاب الحسابات فيه الالتزام الهام الذي تعهدت به السلطات المالية اللبنانية والمجتمع المصرفي اللبناني الأوسع”.
وجاء في بيان وزارة الخزانة الأميركية أن «المؤسسات الفاسدة مثل “جمال تراست بنك” تشكّل تهديداً لصدقية القطاع المالي في لبنان. جمال تراست قدّم الدعم والخدمات للمجلس التنفيذي لـ”حزب الله” و”مؤسسة الشهيد” وموّل عائلات المفجرين الانتحاريين”. وأضافت الوزارة إنها ستواصل العمل مع مصرف لبنان لمنع “حزب الله” من الدخول إلى النظام المالي العالمي، هذه الخطوة بمثابة تحذير لكل من يقدّم خدمات للمجموعات الإرهابية”.
بيان الخزانة الأميركية أشار إلى أن إدراج “جمال تراست بنك” على لائحة “أوفاك” يسلط الضوء «على مواصلة “حزب الله” تقديم مصالحه على حساب اللبنانيين والاقتصاد اللبناني. واشار البيان:”نأسف أن يكون “حزب الله” سببا للضائقة التي يعيشها المجتمع الشيعي، وندعو الحكومة اللبنانية إلى بذل الجهد للتخفيف من الأثر اللاحق بالأبرياء من أصحاب الحسابات الذين لم يعلموا بأن حزب الله وضع مدخراتهم في خطر”.
وزعم البيان أن المصرف «ساعد ورعى أو وفّر الحدمات المالية والمادية والدعم التكنولوجي أو التمويل أو أي خدمات أخرى لحزب الله. وبعلمه، قام بتسهيل النشاط المصرفي لمؤسسات تابعة لحزب الله. حزب الله، استعمل الحسابات المصرفية في جمال ترست بنك ليدفع أموالاً للعاملين لديه ولعائلاتهم، والمصرف أخفى هذه العلاقة مع العديد من مالكي مؤسسة الشهيد ومؤسسات تابعة لها منذ منتصف عام 2000 على الأقل، وعضو حزب الله النائب أمين شري ينسق النشاطات المالية الخاصة بالحزب مع المصرف».
من جهتها، أكدت جمعية المصارف اللبنانية في بيان لها أنّ هذا الإجراء لن يؤثر على القطاع المصرفي بأي شكلٍ كان.
وطمأنت على سلامة أموال المودعين لدى “جمال ترست بنك”، منوهة بقدرة مصرف لبنان على اتخاذ كل التدابير اللازمة لمعالجة الوضع، مثلما حصل في مواقف سابقة.
وفي تغريدة قال وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو:
أن “تصنيف مصرف جمال ترست بنك يعكس عزمنا على محاربة نشاطات “حزب الله “غير الشرعية والإرهابية في لبنان وسنستمر باستهداف أشخاص ومؤسسات ضالعة في تمويل وتقديم الدعم للحزب”.
بيلينغسلي يتهم حزب الله
وفي افتتاحية سياسية بامتياز كتب مساعد وزير الخزانة لمكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي تقريرا بشأن فرض عقوبات على مصرف “جمال ترست بنك” لتقديمه خدمات مالية لحزب الله اللبناني، جاء فيه:
“يهدد حزب الله الاستقرار والأمن في لبنان والمنطقة منذ عقود، وذلك من خلال ممارسة الإرهاب ضد المدنيين الأبرياء، وتعريض لبنان لمخاطر اقتصادية ومالية كبيرة بدون أي داع، وتقويض سيادة لبنان ومؤسساته الديمقراطية. يجب ألا يسمح لحزب الله بالاستمرار في حرمان الشعب اللبناني من مستقبل ديمقراطي ومستقل خال من الفساد والتدخلات الأجنبية، ولذلك قامت وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على جمال ترست بنك ومقره لبنان بتاريخ 29 آب/أغسطس، وأدرجته على لائحة الإرهابيين الدوليين المدرجين بشكل خاص نظرا لتقديمه خدمات مالية لحزب الله.
يمثل جمال ترست بنك جهة مصرفية رئيسية لحزب الله في لبنان ويتمتع بتاريخ طويل ومستمر في تقديم مجموعة من الخدمات المالية لهذه الجماعة الإرهابية. لقد حاول جمال ترست بنك إخفاء علاقاته من خلال العديد من الواجهات التجارية لمؤسسة الشهيد التي سبق للولايات المتحدة أن أدرجتها على قائمة العقوبات. تشهد كافة أقسام جمال ترست بنك ارتكاب المخالفات ويقوم النائب في كتلة حزب الله أمين شري، الذي يمارس السلوك الإجرامي بالنيابة عن الحزب، بتنسيق أنشطة الحزب المالية في البنك مع إدارته، وذلك بشكل علني. وقد خان المصرفيون في جمال ترست بنك ثقة مواطنيهم وزملائهم في المصارف بالعمل مع شري بهذه الطريقة، كما انتهكوا مسؤولياتهم المدنية والاجتماعية والتجارية تجاه أصحاب الحسابات الأبرياء وخاطروا بإلحاق الأذى بالمفاهيم الدولية للقطاع المصرفي اللبناني من خلال إخفاء ارتباط حزب الله بهذه الحسابات عن مصرف لبنان بشكل نشط. وانتهكوا بأفعالهم أيضا قوانين مكافحة غسل الأموال في لبنان. علاوة على ذلك، خانت إدارة جمال ترست بنك ثقة مواطنيها لسوء الحظ. يجب على الحكومة اللبنانية تأمين مصلحة أصحاب الحسابات غير المنتسبين لحزب الله بأسرع وقت ممكن. إن أعضاء إدارة جمال ترست بنك الذين تواطؤوا مع شري وإرهابيي حزب الله الآخرين هم وصمة عار على سمعة لبنان المالية ويجب نبذهم من كافة الدوائر المصرفية، لذلك يتعين على القطاع المالي اللبناني ألا يكتفي بتطبيق العقوبات على هذا الكيان.
وأضاف: مارشال بيلينغسلي
يقوض تجاهل جمال ترست بنك لنزاهة القطاع المصرفي في لبنان ولأصحاب الحسابات فيه الالتزام الهام الذي تعهدت به السلطات المالية اللبنانية والمجتمع المصرفي اللبناني الأوسع. لقد شهدت وزارة الخزانة الأمريكية على الخطوات الجوهرية التي اتخذتها المصارف الكبرى في لبنان لتطبيق تدابير امتثال قوية لقوانين مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب. ويدرك مصرفيو لبنان أن القطاع المصرفي القوي والموثوق يساعد في الحفاظ على الاقتصاد اللبناني ويفيد الشعب اللبناني. وفي حين أن العلاقة الفاسدة والشائنة بين جمال ترست بنك وحزب الله تثير القلق، فإن إجراءات العديد من المصارف اللبنانية الأخرى تحافظ على الأمل في وجود قطاع مالي مستقر وسليم وعلى الاستثمار الأجنبي في البلاد أيضا. علاوة على ذلك، نحن على ثقة في أن مصرف لبنان سيتخذ الخطوات المناسبة لتجميد جمال ترست بنك وإغلاقه وتصفيته وحل ديونه المستحقة الشرعية لأصحاب الحسابات الأبرياء، الذين يشكل كثير منهم الأشخاص الذين يدعي حزب الله تمثيلهم.
يريد حزب الله أن يخاله الشعب اللبناني حاميا للبلاد، ولكننا شهدنا على عكس ذلك تماما، بحيث يعطي حزب الله الأولوية لأجندته وأجندة أسياده الإيرانيين مرارا وتكرارا، وذلك على حساب الشعب اللبناني من خلال الانخراط في أعمال إرهابية مشينة وتجارة غير مشروعة في المخدرات عبر الحدود والفساد الخبيث والانتهاكات الفظيعة لسياسة النأي بالنفس الذي ينتهجها لبنان والتلاعب بالمؤسسات العامة ومؤسسات الدولة لإثراء أهدافه الخاصة. وليس نشاط حزب الله المالي غير المشروع مع جمال ترست بنك الذي ينتهك القوانين اللبنانية إلا مجرد مثال آخر ضمن قائمة طويلة ومشينة. تقف الولايات المتحدة إلى جانب الشعب اللبناني والسلطات المالية اللبنانية التي يبدو حبها للبلاد واضحا في التزامها بالقضاء على تمويل الإرهاب بشكل جذري. لقد اتخذنا هذا الإجراء لحماية القطاع المصرفي اللبناني وتحصينه ضد الاستغلال، وسنواصل العمل عن كثب مع الشركاء في لبنان والمنطقة لمنع حزب الله من إساءة استخدام الأنظمة المالية الإقليمية والدولية.
المصرف الثاني بعد البنك الكندي
يعتبر جمّال تراست بنك (يملكه رجل الأعمال الشيعي أنور جمّال) الثاني الذي يقع في فخ العقوبات الأميركية يذكر أنه سبق أن أدرج البنك اللبناني الكندي على لائحة العقوبات في حزيران 2011 بعد أن اتّهمته الإدارة الأميركية بلعب دور مركزي في عمليات تبييض أموال “حزب الله” واشتراه لاحقا بنك “سوسييتيه جنرال”.
تذكير بزيارة مساعد وزير الخزانة عام 2018
وكان مساعد وزير الخزانة لمكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينغسلي زار لبنان في 23 كانون الثاني 2018 وحثّ على اخراج “حزب الله” من النظام المالي. وبعد زيارته أصدرت
سفارة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان بيانا أشار الى أن بيلينغسلي “شارك السلطات والمؤسسات المالية اللبنانية الرأي في مكافحة جميع أشكال التمويل غير المشروع. وشدد على أهمية مكافحة النشاط الإيراني المؤذي في لبنان وكيفية التزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان على حماية نظامه المالي من “حزب الله” وتنظيم “داعش” ومنظمات إرهابية أخرى. كما حثّ السيد بيلينغسلي لبنان على اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان أن لا يكون “حزب الله” جزءا من القطاع المالي”.
تابع البيان يومها:”بما يختصّ بقانون منع التمويل الدولي لـ”حزب الله” (HIFPA II) شدد السيد بيلينغسلي على أن هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية إنما يستهدف الأنشطة المالية لـ”حزب الله” في جميع أنحاء العالم. إضافة إلى ذلك، شدّد السيد بيلينغسلي على الشراكة الوثيقة التي تقيمها الحكومة الأميركية مع المصرف المركزي والمؤسسات المالية اللبنانية، وأكد مجددا على أهمية الالتزام بالعقوبات الأميركية. وعلى التزام الولايات المتحدة العمل مع لبنان لحماية وتعزيز نظامه المالي ودعم لبنان القوي والمستقر والمزدهر”.