“مصدر دبلوماسي”: مارلين خليفة:
توحّد مجلس الأمن الدولي في التجديد بالإجماع لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان “اليونيفيل” عاما جديدا بلا إحداث أي تعديل في التفويض أو تخفيض في العدد ولم يتمّ المسّ البتّة بعدد القوات البحرية العاملة في إطار “اليونيفيل”.
وقّعت هذا الإنجاز الدبلوماسي اللبناني بعثة لبنان الدائمة في نيويورك التي ترأسها مندوبة لبنان الدائمة السفيرة آمال مدللي بتعاون وتنسيق وثيقين حصلا على مدى أسابيع مع وزارة الخارجية والمغتربين، إثر محاولات أميركية حثيثة لتخفيض عديد “اليونيفيل” و”القوات البحرية” وتصدّت لها جهود الدبلوماسية اللبنانية بالتعاون مع الدول الصديقة للبنان وفي مقدّمتها فرنسا “حامل القلم” بالنسبة الى الدولة اللبنانية (أي هي الدولة التي تكتب الأوراق وتفاوض وتقدم القرارات بإسم لبنان في مجلس الأمن الدولي
Pen Holder.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية تريد ايضا إجراء مراجعة استراتيجية بعد 4 اشهر من التمديد الحالي وبعد مفاوضات شاقة تمّت التسوية على أن يحصل تقييم في حزيران عام 2020.
أما بالنسة الى موضوع الوصول الى كل الأماكن التي ترغب “اليونيفيل” بالدخول اليها فقد أبقي على الإتفاق السابق الذي يقضي بالتنسيق الكامل مع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وباحترام السيادة اللبنانية.
كان الإجماع قويا حول التمديد من الدول الـ15، بلا أي تعديل وكان موقف لافت بعد اتخاذ القرار من المندوب العربي في مجلس الأمن الدولي السفير الكويتي منصور العتيبي الذي أشار في كلمة له أمام أعضاء مجلس الأمن الى حادثة “الدرونز” الإسرائيليتين اللتين خرقتا أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت فجر السبت الأحد الماضيين ووصفها بـ”المقلقة”، وقال السفير العتيبي بأن الكويت تدين استمرار اسرائيل في انتهاك السيادة اللبنانية والقرار 1701 وخصوصا الخروق الجوية، ولفت قوله انه بات على مجلس الأمن أن يوجه رسالة صارمة في هذا الشأن لاسرائيل لالزامها بوقف خروقها.
استمرت الجلسة 40 دقيقة، وأعطي الكلام للدول الأعضاء الخمسة الكبار ولفت أن المندوب الروسي لم يطلب الكلام بل اكتفى بالإصغاء، وتميز الموقف الإندونيسي إذ رفضت أندونيسيا قطعا اجراء أية مراجعة استراتيجية لقوات “اليونيفيل” وهي من الدول التي تعارض بشكل حاسم تخفيض عديد “اليونيفيل” لأنهامن أكبر المساهمين فيها في لبنان.
وأصدرت وزارة الخارجية والمغتربين ليلا بيانا جاء فيه: “تعلن وزارة الخارجية والمغتربين أنه وبعد محادثات مطولة ومفاوضات شاقة امتدت على مدى الأسابيع الماضية، وبجهود استثنائية لبعثة لبنان الدائمة في نيويورك، إعتمد مجلس الامن بالإجماع قرارا يقضي بالتجديد لقوات اليونيفيل لمدة سنة، وقد جاء التمديد من دون المس بولاية اليونيفيل، ومع المحافظة على عدد عناصرها تمكينا لها من القيام بواجباتها على أكمل وجه. كما أن القرار أدان ولأول مرة الإنتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية الجوية والبرية.
لبنان يشكر جميع الدول الصديقة التي وقفت إلى جانبه وساندته في إعتماد هذا القرار، الذي يؤكد مرة جديدة على حرص مجلس الأمن على استقرار لبنان والمنطقة والذي يدين بشكل صريح التعديات الإسرائيلية على لبنان”.