“مصدر دبلوماسي”-مارلين خليفة:
تنعقد الدورة الـ14 لمؤتمر آستانة في تشرين الأول المقبل في العاصمة الكازاخيّة نور سلطان، وسيشارك فيها لبنان أيضا كدولة مراقبة، في حين أن مشاركته في الدورة الـ13 جاءت باهتة لم تلق أية إضاءة إعلامية في شكل طرح أكثر من علامة استفهام بالرغم من تمثيل احد السفراء للبنا.
ماذا تحقق في مؤتمر “آستانة 13” وما هي أجندة “آستانة 14″؟
تشير أوساط دبلوماسية معنية بالمؤتمر لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن مسار آستانة صار واضحا وثبّت رؤية الحل السوري في المرحلة المقبلة، وهو مسار مستمر ويتم العمل عليه يوميا ولا ينحصر بوقت الإجتماع فحسب. وكشفت الأوساط لموقعنا بأن اللجنة الدستورية باتت على قاب قوسين من بدء عملها الفعلي.
بالنسبة الى ملف اللجوء السوري في البلدان المضيفة، تشير الأوساط الى أنه لم يحصل تطوّر نوعي في هذا الملف، فالدول الضامنة وفي مقدمتها روسيا تدرك تماما ما هي المعطيات المطلوبة لعودتهم، وهي معطيات تتطلب تطورا في مواقف بعض الأطراف ميدانيا وسياسيا، لكن روسيا التي بدأت مبادرتها للعودة مستمرة بها. وعن سبب تقطع قوافل العودة التي باتت متباعدة؟ قالت الأوساط الدبلوماسية بأن المبادرة الروسية لا تنصّ على أن يعود عدد محدد اسبوعيا الى سوريا، فالمبادرة قائمة كمبدأ والنازحون قد يعودون أسبوعيا أو شهريا ومنهم من قد يعو بشكل فردي.
وأشارت الأوساط الى أن ما يشاع عن أن مسألة إعادة الإعمار باتت أولوية قبل عودة اللاجئين هو “أمر مصطنع”، فالجهود تنصب على الملفين والكلام على أولوية إعادة الإعمار غير دقيق لأنه بكل بساطة أن إعادة الإعمار تسهّل عودة اللاجئين. وعمّا إذا كان ملف العودة واحد بين البلدان؟ قالت الأوساط الدبلوماسية: إنه واحد من حيث المبدأ، أما الظروف فتختلف بين بلد وآخر ويجب العمل وفق ذلك. إن اللاجئين موجودين في أماكن عدّة وليس بالضرورة المقارنة والعودة ينبغي أن تكون شاملة وهو ملف رئيسي في مؤتمر آستانة.
وعن المنتدى حول اللاجئين الذي تحدث عنه أخيرا وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو في زيارته الى لبنان قالت الأوساط الدبلوماسية أن هذه الفكرة مبهمة ولم يتم التشاور في مضمونها بعد مع أي من الدول الضامنة لآستانة.
وعن احتمال الإتفاق بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا حول شريط منطقة حدودية آمنة فإن الروس مثلا وهم أحد ضامني آستانة يؤيدون العودة في هذا الإطار الى إتفاقية أضنة، والمهم إعادة السيادة السورية الى المناطق كلها ومهمة هذا الشريط الحدودي هي الحماية من الإرهاب.
وأشارت الأوساط الى وجود “تواصل روسي تركي مستمر لأن مسار آستانة يتطلب تواصلا دائما حول كل هذه الأمور في الوقت ذاته بغية تحقيق الأهداف الأساسية وهي القضاء عل الإرهاب في الأراضي السورية كلّها بالتعاون مع الجيش السوري. وتتطرق الأوساط الى معركة خان شيخون معتبرة بأنها جيدة، وكانت ضرورية لأنه كان مؤسفا أنه بعد الإتفاق حول إدلب حصل تطور سلبي إذ كان المسلحون يحتلون 60 في المئة من الأراضي فباتوا يحتلون 90 في المئة، هذا التطور أملى اتخاذ اجراءات وهذا الذي حصل.
للتذكير، فإن مدينة خان شيخون هي ذي أمية استراتيجية في خطّة الجيش السوري لإستعادة إدلب وهي آخر معقل يقع في منطقة المسلحين، علما بأن المدية كانت خرجت عن سيطرة الحكومة السورية عام 2014 وهي تقع على طريق يصل حلب مرورا بحماة حتى جنوب سوريا.
وعن سبب عدم الإلتزام ببيان آستانة الذي دعا الى التهدئة في إدلب قالت الأوساط الدبلوماسية بأن حماية المدنيين اولوية، لكن حصلت استفزازات من الإرهابيين ومهمة تصفيتهم قائمة وبالتالي فإن الظروف السائدة ميدانيا تلعب دورا، وما حدث في خان شيخون هو خطوة إيجابية في هذا المجال، والهدف من كل ما يحدث هو إعادة السيادة السورية الى كل الأراضي. واشارت الى أنه يجب دوما الأخذ بالإعتبار موقف الدولة السورية التي تعتبر التصرف التركي غير مقبول وتقف ضده والروس والإيرانيين يؤيدون السلطات السورية الرسمية.
أما عن مشاركة لبنان فتصفها الأوساط بالإيجابية وسيحضر لبنان الدورة الـ14 المقبلة في نور سلطان.