“مصدر دبلوماسي” الضاحية الجنوبية-
خرقت طائرتا استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي ليلا الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض -حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال بيان للجيش اللبناني مديرية التوجيه بأن “الطائرة الأولى سقطت أرضا وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات”. أضاف البيان: “على الفور حضرت قوة من الجيش وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين واتخذت الإجراءات اللازمة كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص”.
وتحرك وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل طالبا من مندوبة لبنان الدائمة في الأمم المتحدة آمال مدللي تقديم شكوى لدى مجلس الأمن الدولي، وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية والمغتربين : “في سياق الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والتي زادت وتيرتها في الفترة الاخيرة، حيث بلغت 481 خرقا في شهرين، أتى الخرق الاسرائيلي الذي نفذته طائرتان من دون طيار مجهزتان بقوة نارية، والذي استهدف العاصمة بيروت اليوم على علو منخفض مريب يستدل منه محاولة إسرائيلية فاضحة للاعتداء على الممتلكات وعلى المدنيين الآمنين معا، مما يشكل خرقا جسيما للسيادة الوطنية واعتداء سافرا على لبنان وتهديدا جديا للاستقرار في المنطقة. وقد أعطى وزير الخارجية جبران باسيل تعليماته للمندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك للتقدم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة هذا الخرق الخطير للسيادة اللبنانية، مؤكدا حرص لبنان على تنفيذ القرار 1701، والذي تقابله إسرائيل يوميا بخروق متكررة تروّع بها اللبنانيين وتهدد أمنهم. ان حرص لبنان على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وتمسكه بالاستقرار لا يسقط حقه في الدفاع على السيادة الوطنية والقيام بما يلزم لصونها“.
واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان الاعتداء الاسرائيلي الذي تعرضت له الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم، بواسطة طائرتي استطلاع مسيرتين سقطتا في احد احيائها “عدوان سافر على سيادة لبنان وسلامة اراضيه وفصل جديد من فصول الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الامن الرقم 1701، ودليل اضافي على نيات اسرائيل العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة“.
واشار الى ان “لبنان الذي يدين هذا الاعتداء بشدة سوف يتخذ الاجراءات المناسبة بعد التشاور مع الجهات المعنية“.
وكان الرئيس عون تابع منذ الصباح الباكر تفاصيل الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية، كما اطلع على التحقيقات الاولية التي اجرتها النيابة العامة العسكرية في هذا الشأن.
من جهته، وصف رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سقوط طائرتي استطلاع اسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بانه اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701 .
وقال تعليقاً على الاعتداء انه سيبقى على تشاور مع رئيسي الجمهورية ورئيس مجلس النواب لتحديد الخطوات المقبلة ، ولاسيما ان العدوان الجديد الذي ترافق مع تحليق كثيف لطيران العدو فوق بيروت والضواحي ، يشكل تهديداً للاستقرار الاقليمي ومحاولة لدفع االاوضاع نحو مزيد من التوتر .
وختم الرئيس الحريري قائلاً ؛ ان المجتمع الدولي واصدقاء لبنان في العالم امام مسؤولية حماية القرار 1701 من مخاطر الخروقات الاسرائيلية وتداعياتها ، والحكومة اللبنانية ستتحمل مسؤولياتها الكاملة في هذا الشأن بما يضمن عدم الانجرار لاي مخططات معادية تهدد الامن والاستقرار والسيادة الوطنية” .
وقفة تضامنية
وفي انتظار خطاب أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله عصر اليوم، نفّذ إعلاميون وصحافيون وقفة تضامنية تنادوا اليها عفويا أمام مكتب العلاقات العامّة لـ”حزب الله” في حي معوّض. حيث كانت كلمات تضامنية من بينها لعضو نقابة المحررين الزميل واصف عواضة ولمسؤول العلاقات الإعلامية الحاج محمد عفيف الذي أشار الى أن “الحزب لم يسقط اي طائرة” مشيرا الى ان الطائرة الاولى سقطت من دون ان تحدث اضرارا، في حين ان الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الاعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية.
ووصف ما حصل بـ”الانفجار الحقيقي“.
واوضح عفيف في كلام للوكالة الوطنية للإعلام “أن طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الان في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها“.
وفي جولة لموقعنا على المبنى، تبيّن وقوع أضرار في البناية من تحطّم زجاج، ويقول سكان في البناية أن العناية الإلهية جنبت وقوع أضرار بشرية لأن سكان المبنى كانوا في عطلة نهاية الأسبوع في الجنوب.
وبحسب تحليلات مطلعين فإن “حزب الله” لم يعمد الى اسقاط الطائرتين وهذا موقف يؤدي الى إضعاف الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي الذي سيكتشف مرة جديدة أن لبنان بلدا معتدى عليه، لكن الحزب لديه الحق في الرد بعد الإعتداء الحاصل إلا ان أي قرار في هذا الشان سيكون لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله. وتشير التحليلات الى أن عدم ردّ “حزب الله” وعدم اسقاطه للطائرة جنّب نظريات قد يطلقها البعض بأن لديه استراتيجية دفاعية خاصة به، أو أنه يرد بسبب استهداف إسرائيل أمس ايضا مواقع للحزب في داخل سوريا فضلا عن استهداف الحشد الشعبي في العراق. لكنها أشارت الى أن الإسرائيليين يدركون تماما بأن وقوع اي ضحايا لبنانيين سيجعل المعادلة مختلفة ولكان الردّ أتى سريعا. وعلم موقع “مصدر دبلوماسي” بأن العلاقات الإعلامية في “حزب الله” كانت أعدّت عند الرابعة فجرا بيانا ينذر اسرائيل بعواقب وخيمة إلا أن أمين عام الحزب السيد نصر الله آثر عدم نشره لعدم تشويش الناس في يوم العطلة.