“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة
تمنيت اليوم بالذات أن أكون مخبرة لدى أحد الأجهزة الأمنية. نعم، أنا الصحافية التي نشأت على ضرورة النظر بعين الرّيبة الى السياسيين والأمنيين تمنيت بعد الإفتراء الذي قاده ضدي أحد مدّعي “الدكترة” في الجامعة الأميركية في بيروت م.ر أن أكون مخبرة، لأنني كنت كوّنت له ملفا بالصوت والصورة عما قاله في مؤتمر جمع سوريين وفلسطينيين نظمته “أمم” في حزيران الفائت حول اللجوء السوري وقد كتبت تغطية عنه في موقع “مصدر دبلوماسي” ضمن ملف “نازحون”.
أخطأت عندما لم أوثق ما قاله هذا “الدكتور” المفتري ضد وزير الخارجية جبران باسيل الذي وصفه بـ”غوبلز” الذي سلمّه سعد الحريري ملف اللجوء مطالبا علانية بضرورة أن “نقوّص” على الرئيس الحريري وعلى “حزب الله”، وبأنه وصف الجيش اللبناني بالميليشيا.
ولأنني أحترم وطني ومهنتي اكتفيت بجواب علني له ضمن فاعليات المؤتمر وضعته فيه على حدّه لكنني لم أوثق ما قاله إلا بنوطات بسيطة على دفتري نشرت جزءا يسيرا منها في التقرير المذكور كي لا أورطه.
اليوم طالعنا موقع “المدن” الذي نال احتراما لغاية اليوم بمقال للدكتور المفتري يروي لنا به أنه استدعي للتحقيق على خلفية وشاية من إعلامية “مخبرة” هي م.خ. ادعى فيها أنني أخبرت أحد الأجهزة الأمنية بما قاله وأنه استدعي على هذا الأساس مهددا بتسجيلات بحوزته لما قاله ولما أجبته به، وأتمنى فعليا أن تكون لديه هذه التسجيلات وأن يعرضها أمام القضاء الذي سألتجئ اليه، شرط ألا تكون مقتطعة. أجدني مضطرة للدفاع عن نفسي وسط هذه الغابة من ذئاب الإعلام ومافيات الأكاديميين الماجورين لسفارات ولجهات خارجية.
كان يفترض بي أن أرسل ردّي الى موقع “المدن” بإدارة نور الدين لكن لا يشرّفني البتّة أن أنشر ردّي في موقع هزيل الى درجة الإفتراء على الآخرين من دون وجه حق.
هنا ما كتبته على صفحتي على فايسبوك:
“دكتور” برتبة مخبر
مقزّز ومبكي ما كتبه اليوم المدعو مكرم رباح عل صفحته على “فايسبوك” والذي عمد موقع “المدن” الى إعادة نشره للأسف بمقال للسيد رباح الذي يحمل لقب “دكتور” في الجامعة الأميركية التي نحترم ونجل. أقول للأسف لأن الزميل ساطع نور الدين رئيس تحرير “المدن” الذي يعرفني حق المعرفة كان يتوجب عليه مهنيا فقط أن يستقصي الحقائق مني.
أما وقد وصلنا الى درك في مهنتنا لا يفيد معه “العتب المهني” فإني اتفهم أن العلاقات الشخصية والعطش الى تشويه سمعة الزملاء باتت الأقوى في زمن القحط الإعلامي والاكاديمي.
يدعي “الدكتور” الذي لا اعرفه إلا مسافة مؤتمر نظمه السيد لقمان سليم عن اللجوء السوري في “أمم”، يدعي وقد وضع أحرف إسمي الأولى في مقالته وفي “بوست” على صفحته على فايسبوك أنني وشيت لأحد الأجهزة الأمنية بما تفوّه به في مؤتمر صحافي ضد وزير الخارجية جبران باسيل الذي وصفه بغوبلز، وضد الجيش الذي وصفه بالميليشيا مسقطا من مقالته ما تفوه به من تهديد مبطن بحق رئيس الحكومة سعد الحريري. حضرت المؤتمر نخبة محترمة من الناشطين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين تناولوا مسائل اللجوء السوري في لبنان من باب نقدي تبعا للإنقسام الحاصل في البلد في هذا الملف: “ناس مع وناس ضد”. أثار المؤتمر فضولي، فحضرت كونه لدي في موقع “مصدر دبلوماسي” باب بعنوان “نازحون” أغطي فيه هذه المسألة الشائكة منذ 3 أعوام وأتابع كل المؤتمرات المختصة (تقريبا) حسب ما يتاح لي.
أثناء حضوري المؤتمر، الغني بمداخلاته فتح باب النقاش، وأذكر جيدا أن “الدكتور” رباح أدلى بمداخلة أثارت استفزازي أهان فيها الجيش اللبناني ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية، استفزّني بلهجته المهددة والمتهكمة على مؤسسات لبنان الرسمية وشخصيات رفيعة أمام جمهور في مجمله سوري وفلسطيني.
فأدليت بمداخلة، على ما أذكر (لأنه ليست بحوزتي تسجيلات البتّة) انتقدت فيها رباح وأسفت لكونه يستخدم ألفاظا من هذا النوع عوض النقد البناء، وكونه يعتبر من النخب الاكاديمية فماذا يترك للناس الآخرين العاديين؟
وقتها، اتهمني مباشرة بأنه لم يقل شيئا من هذا القبيل وأنني “أورطه” فتجاوزت الموضوع كوني معتادة عل هذا النوع من النقاشات التي تتناول مواضيع شائكة وخلافية كملف اللجوء. ثم كتبت ملخصا عن مؤتمر “أمم” لموقع “مصدر دبلوماسي” كما هي عادتي منذ 3 أعوام، وحرصت كما هي عادتي من 23 عاما على عدم أخذ أية مواد قد تثير نعرات أو تؤدي الى أذية صاحبها أو طلبه للإستجواب، كوني أعيش في لبنان وأدرك تماما حساسية هذه المسائل وكوني إعلامية، فذكرت بشكل عام كلام “الدكتور” رباح من دون التوغل في تفاصيل ما قاله كي لا أورطه إنطلاقا من أخلاقياتي الإعلامية التي اتحصن بها.
أما وقد، رغب “الدكتور” رباح بتشويه سمعتي أمام من لا يعرفونني من زملاء ومن نخب في البلد، لأن من يعرفني لن يصدقه، فإنني أقول له: خسئت. ثم إذا كنت تنعتني بالمخبرة وربما علمت بأنني مراسلة مستقلة لمجلة الأمن العام فربطت بين الأمور بطريقة سطحية وسخيفة، فإنني أقول لك خسئت مرتين.
فأنا أمارس عملي الصحافي منذ 23 عاما، وأنا مخبرة لمهنتي ولموقعي صحيح، وأتحدّى أي شخص أن يقول أنني أذيته أو وشيت به، فأنا يا “دكتور” أخسر “سكوبات” حفاظا على سرية المصدر. وبما أنه لديك تسجيلات، يعني أنك أنت “المخبر” الحريف، فأرجو أن تلاقيني أمام المحاكم مع تسجيلاتك، وأطمئنك أنه ليست بحوزتي أية تسجيلات لك ولخطابك غير المحترم في المؤتمر، متمنية أن نسمعها على البطيء. بأي حال، آسف مجددا أن يعمد موقع “المدن” والزميل ساطع نور الدين الى نشر هكذا ترّهات تسهم في تشويه سمعة زملاء على خلفيات غامضة، كنت لأنهي قائلة بأني أحتفظ بحقي برفع دعوى على الموقع، لكنني لن أفعل محيلة الموقع والناشر على أخلاقيات المهنة وألفبائها وهي التأكد من صحة الخبر وعدم الإنجرار وراء الصداقات الشخصية والتقاربات السياسية.
بيان نقابة المحرّرين