
“مصدر دبلوماسي”: خاص
نظم “المعهد النسائي العربي” في “الجامعة اللبنانية الأميركية” في بيروت ندوة في 26 حزيران الفائت في مقر الجامعة عن “دعم أجندة تقدّم النساء في مواضيع السلام والأمن في المنطقة العربية
إستقبلت الندوة قائدة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة الجنرال كريستين لوند التي شرحت للحضور جوانب من مهامها في أنحاء المنطقة وخصوصا لجهة الدفع بأجندة النساء العربيات في مجال الأمن والسلام وتطبيق القرار الاممي الرقم 1325 الصادر عام 2000 عن مجلس الأمن الدولي والذي يتحدث عن المرأة كعنصر فاعل في السلام والأمن.
وكانت للجنرال لوند مداخلة قيمة الى جانب عدد من المشاركات منهن الدكتورة لينا أبي رافع، ونائب رئيس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ومستشارة الرئيس سعد الحريري لشؤون المرأة عبير شبارو، وميهيراز العوادي مديرة مركز المرأة في الإسكوا، سيرين دردري مؤسسة شبكة “شمس”، ومداخلة متلفزة لرئيسة وحدة الجندر والمستشارة الرئيسية لشؤون الجندر في قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة
Njoki Kinyanjui
قالت الجنرال لوند بأنها تواجدت في الشرق الأوسط للمرّة الأولى عام 1986، وهي اليوم تجول في بلدان المنطقة لترصد مختلف المراحل التي قطعها ّكل بلد.
وقالت بأنّ أحد اسباب جولاتها في هذه البلدان هو أن نسبة إعجابها بالمرأة في الشرق الأوسط مرتفعة جدّا، وقالت:” أنا أعلم جيدا العمل الشاق الذي تواجهونه”.
وأضافت:”أنا اسأل نفسي دوما حين أكون في الشرق الأوسط لماذا التغيير صعب جدّا؟ هل الأمر يتعلّق بالسلطة كما يعتقد البعض؟ أما أنا فأقول أن الأمر معقّد أكثر منذ لك، ويتعلق بعوامل عدّة”.
ولفتت لوند: “لعلّ مقدرتي تنبثق من أنني آتية من بلد وضع المساواة الجندرية على أجندته منذ أعوام طويلة، هو النروج، وأرسينا بالتالي أساسات جيدة ولدينا ما يمكننا ان نعكسه في المرآة ونراه بوضوح”.
وقالت بأن النروج ليست بلدا كاملا ونحن نحتاج الى انجاز أمور عدة.
راوية انه عام 1979، صدر أول تشريع للمساواة بين الجنسين في القانون، وهذا ما كان له تأثير على القطاعات التي يسيطر عليها الرجال في العام 1985، وبسبب هذا التشريع تمّ فتح كل المجالات في العسكر والجيش أمام النساء من دون أية قيود، (…).
واكملت:” في ذلك الزمن، كان علي العمل بشكل مضاعف عن الرجال لكي يتم الإعتراف بمساواتي معهم، وكان علينا كنساء تبني نموذج معين من النظام القائم، وهذا ما فعلناه (…). تطلّب الأمر بالنسبة اليه 15 عاما قبل أن أتمكّن من صناعة فلسفتي كقائدة،
Leader philosophy
وهذه نصيحتي لجميع النّساء، وأيضا للرجال، يجب أن تحدّدوا أي نوع من القادة تريدون أن تكونوا، وما هي الصفات التي تريدون التحلي بها كقادة، لأن الأمر سيؤثر لاحقا على مسيرتكم كلها وعلى ترقياتكم الخ…لذا عليكم أن تتمثلوا بنموذج، والأمر مغاير اليوم إذا يمكنك أن تكون ذاتك…
لبنان
جاءت لوند الى لبنان للمرة الأولى عام 1996 في أول مهمّة لها ضمن إطار الأمم المتحدة وذلك في تبنين. كانت واحدة من ضمن خمسة نساء ضمن وحدة مؤلفة من 300 رجل، وكانت في وحدة الصيانة وكانت ضابط تنقلات، وقد نالت أموالا من النروج لإعادة ترميم منزل في تبنين يخصص كمركز للنساء ولتدريبهن ولم يكن الأمر شعبيا، لذلك تبدّل هدف ترميم المنزل بعد فترة من الزمن الى أمر آخر”.
وكشفت:” كاانت لدي تساؤلات حول دور المرأة في “اليونيفيل” وخصوصا على سبيل المثال غيابهنّ عن الحواجز، فماذا إذا كانت الحاجة لتفتيش نساء؟ وخصوصا أن بعض النساء كانت مزودات بمتفجرات مهرّبة؟ وهذه كانت معركتنا التي أفضت الى إرسال نساء في الدوريات العسكرية القائمة وخصوصا عند الحدود (…).
عملت لوند في أيضا في حلف الناتو، (في أفغانستان) بين عامي 2003 و2004. تقول:” لم يكن يوجد اي برنامج تعاون مدني عسكري ولا اي شيء يتعلق بالجندر، ما شكّل خطأ كبيرا، وكانت حاجة ملحة لأنه كان علينا التعامل مع نصف المجتمع فقط وترك النصف الآخر. ما فعلناه هو أن النروج صرفت أموالا لإعادة تأهيل مدارس تكون مخصصة للنساء، وهذا الأمر كان مكلفا، بسبب الحاجة الى وكالات أمنية وجمعيات مجتمع مدني تعمل معنا” (…).
ولفتت:” من المهم أم يعرف الناس في هذه البلدان أن النساء والرجال في الجيش يقومون بنفس المهام ويتفاعلون بنفس الطريقة. ونحن خلقنا ايضا، شبكة نسائية عسكريّة، وكنا أقلية وكنا أحيانا بحاجة الى توجيه لنحقق ما نراه جيدا في العملية الجندرية”.
ونصحت:” على النساء المساهمة في تعزيز قدرات نساء أخريات، حتى لو لم تكنّ لهن أية محبة، أو كن مختلفات بالرأي السياسي، يجب على النساء دعم بعضهن البعض، والعدد مهم في هذا المجال”.
وختمت بهذه النصائح:” من الأمور التي يجب على النساء أن تقمن بها، والتي تعلّمتها شخصيا من الرجال، أن الرجال يتقدمون لطلب أعمال حتى لو لم تكن تطلب إلا 50 في المئة من الرجال….إنهم يقدمون طلبات. وعلى النساء أن تقمن بذلك، لأن المرأة غالبا ما تنحو الى التقديم لعمل تكون متأكدة أنها ستحصل عليه مئة في المئة، وهذا غير جيد، لا تفعلن ذلك، تعلموا من الرجال، خذوا فرصتكن، يجب أن تتعلمن اخذ المخاطرة.
وتعلمت ايضا أن يقود عقلي خطواتي وليس قلبي، لأنه إذا فعلتم ذلك ستصلون الى حيث تطمحون وتريدون الوصول. كثيرات من النساء تستخدمن قلبهنّ للإختيار، بينما عليكن استخدام عقلكن لمعرفة الى أين تتوجّهن”.
-نبذة عن “الأونتسو” أو هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة:
أنشأت الأمم المتحدة أول بعثة مراقبة لها في فلسطين يوم 29 أيار 1948 أي بعد أسبوعين من قيام دول إسرائيل على أنقاضها وكلفتها بحفظ السلام بين الدول العربية المجاورة لفلسطين وإسرائيل بعد نشوب أول حرب بينهما إثر انتهاء الانتداب البريطاني وإعلان اليهود إنشاء دولتهم استنادا إلى قرار التقسيم لعام 1947. ولم يكن قد مضى على تأسيس المنظمة الدولية وقتها سوى أقل من ثلاثة أعوام.
ونص قرار مجلس الأمن رقم 50 على وقف القتال في فلسطين، وقرر أن الهدنة ينبغي أن تراقب من قبل وسيط للأمم المتحدة بمساعدة مجموعة من المراقبين العسكريين، لذا أرسل 50 مراقبا عسكريا إلى المنطقة. ووصل هؤلاء في حزيران 1948 وعرفوا منذ ذلك الحين باسم هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (أونتسو).
وعقب توقيع سلسلة من اتفاقيات الهدنة تباعا بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر ولبنان وسوريا في جزيرة رودس بين عامي 1948 و1949 كلف المراقبون العسكريون بالإشراف على اتفاقيات الهدنة بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن رقم 73 الذي صدر في شهر آب 1949.
وعقب حروب 1956 و1967 و1973، تغيرت مهام المراقبين في ضوء الظروف التي اختلفت، ولكنهم ظلوا يتصرفون في المنطقة كوسطاء بين الأطراف المتحاربة ووسيلة يمكن احتواء الحوادث المنعزلة عن طريقها ومنع تحولها إلى صراعات رئيسية.
وتضم بعثة مراقبة الهدنة 149 مراقبا عسكريا و100 مراقب مدني بالإضافة إلى 132 موظفا محليا مدنيا، حسب أرقام أعدتها الأمم المتحدة في تشرين الثاني عام 2012.
وما زال مقر بعثة أونتسو قائما في مدينة القدس، ولها مكتبان تمثيليان في كل من دمشق وبيروت حيث يعمل رجالها الآن في لبنان ضمن القوة الأممية المؤقتة المعروفة بيونيفيل. وفي سوريا يواصلون العمل ضمن مجموعات قوة أممية لمراقبة فض الاشتباك بمرتفعات الجولان المعروفة باسم أندوف.
وتعتمد طبيعة المهمات التي تكلف بها البعثة على ما يصدر بشأنها من مجلس الأمن الدولي. وهو الجهة التي تحدد مهام بعثات المراقبة وعدد أفرادها. ويتولى الأمين العام للمنظمة الدولية الإشراف على عملها وتقديم تقارير بشأنها دوريا إلى مجلس الأمن.
وثمة وجود لمراقبين دوليين يفصلون بين القوات الهندية والباكستانية منذ عام 1948، وآخرين يفصلون بين القبارصة اليونانيين والأتراك منذ عام 1974، وبين المتمردين الماويين والحكومة منذ 2006.
بالمقابل هناك مراقبون دوليون يعملون في كوسوفو ضمن بعثة “يونيميك” (UNIMIK) التي تشكلت وفق قرار مجلس الأمن رقم 1244 لعام 1999. وقد أوكلت لهم مهمة “ضمان الظروف لحياة سلمية وطبيعية لكافة سكان كوسوفو، وضمان وتطوير الاستقرار الإقليمي بغرب البلقان”، لذا فقد ترأس البعثة ممثل للأمين العام للأمم المتحدة، وتشكلت بغالبيتها من موظفين مدنيين بينهم ثمانية عسكريين أجانب فقط.