![Junker](https://i0.wp.com/masdardiplomacy.com/wp-content/uploads/2019/06/Junker.jpg?fit=730%2C485&ssl=1)
تسمية خليفة لجان-كلود يونكر كانت صعبة في اجتماع الرؤساء في 20 الجاري.
“مصدر دبلوماسي” (خاص)
بالرغم من انعقاد قمة اوروبية واسعة أخيرا لدراسة تجديد المؤسسات الأوروبية فيبدو أنه لا توجد حماسة كافية لتولي منصب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية الذي تشغله اليوم الإيطالية فيديريكا موغيريني.
ولا يوجد أي مرشح يرغب بالظهور علانية، وحده السلوفاكي ماروس سيفكوفيتش أعلن اهتمامه.
تعود قلة الإهتمام الى غياب الأكثرية الواضحة في البرلمان الأوروبي كما في المجلس الأوروبي والغموض الذي يلفّ تعيين رئيس المفوضية الأوروبية الذي تركز عليه غالبية الدول الأعضاء. تركز هذه الدول أيضا على مركز أكثر ربحية اقتصاديا مثل نائب رئيس المفوضية ايضا أكثر منه على مركز الممثل الأعلى الذي يتخذ طابعا قليل التأثير في الدبلوماسية الأوروبية. على الرغم من تعيين الممثل الأعلى من قبل المجلس الأوروبي إلا أنه يبقى منصبا من المرتبة الثانية. (…).
لماذا يجب تعيين رئيس المفوضية سريعا؟
لم يتوصل الزعماء الأوروبيون في اجتماعهم 21 الجاري لتسمية رئيس المفوضية الأوروبية وهو مركز استراتيجي إذ لم ينل ايا من المرشحين الأكثرية وستكون محاولة جديدة في 30 حزيران. ويخضع انتخابه الى 6 مراحل اساسية: الإختيار من قبل الرؤساء وعلى الخيار أن يحصل على أكثرية برلمانية وسيكون التصويت في 16 أو 17 تموز المقبل.
تشكيل فريق المفوضين فيقترح كل بلد اسما، عدد هؤلاء 26 مفوضا، عليهم الخضوع لجلسات استماع أمام البرلمان، تتم جلسات الإستماع الرسمية في ايلول، التصويت الرسمي يحصل في تشرين الأول، فيطرح رئيس المفوضية برنامجه للأعوام الخمسة المقبلة، أما المرحلة النهائية فتتمثل بأداء اليمين في لوكسمبورغ وذلك أمام محكمة العدل الأوروبية.
كيفية التعيينات
-لا يشبه نظام التعيينات على المستوى الأوروبي ايا من الآليات
الوطنية أو النظام الرئاسي أو البرلماني يشبه الأمر أكثر النظام الفيديرالي النسبي، مثل ذاك المعتمد في ألمانيا، حيث يتم اعتماد الخيارات من خلال اتفاق تحالف حيث يكون البرلمان معنيا ايضا.
لا يوجد مركز واحد للتعبئة كما يحصل على صعيد البلدان، بل يجب تجديد الهيكلية الإدارية الأوروبية برمّتها. توجد 3 مراكز تقع في المرتبة الأولى: رئيس المفوضية، رئيس المجلس الأوروبي والممثل الأعلى.
يضاف اليها مركز حاكم المصرف المركزي الأوروبي.
توجد مراكز ثانوية اكثر لكنها مهمة كما مراكز المفوضين، (الإقتصاد، المنافسة…) والأمناء العامون لثلاث مؤسسات أساسية: المجلس، المفوضية، والشؤون الخارجية) وهذا ما يتطلب مفاوضات على أصعدة مختلفة بين الدول الأعضاء، ولكن ايضا في داخل كلّ دولة.
كذلك سيطال التغيير كل المراكز في البرلمان الأوروبي: نواب الرئيس، ورؤساء اللجان البرلمانية، الى سلسلة من المراكز منها رؤساء دوائر ومدراء عامون ( على سبيل المثال مدير الوكالة الأوروبية للدفاع الذي يمكن إعادة تجديده لغاية 2020) وهذا ما يرتب عمليا تغيير آلاف الأشخاص.
رئيس المفوضية الأوروبية…المنصب الأشد حساسيّة
يعتبر تعيين رئيس المفوضية الأوروبية الأشد حساسية، وذلك بسبب تعقيد العملية ونظرا الى الصلاحيات التي يتمتع بها. تقليديا، يقترح المجلس الأوروبي المؤلف من 28 رئيس دولة وحكومة مرشحا معينا. والقاعدة تقول بالإنتخاب بالأكثرية الموصوفة، لكن أحيانا يتخذ القرار بالتوافق وبلا تصويت. وبعدها يصادق البرلمان الأوروبي على هذا التعيين بالتصويت بالأكثرية المطلقة. لكنّ هذه القواعد تتغير، فبعد التغيير في معاهدة لشبونة طلب البربمان الأوروبي أن يكون لديه رأي في هذا الموضوع. تجتمع المجموعات البرلمانية وتحاول أن تتفق على إسم مرشح. وهكذا تم عام 2014 إذ تم اقتراح إسم جان-كلود يونكر (المفوض الأوروبي الحالي)، بعدها عمد المجلس الأوروبي الى “اقتراحه”. ويمكن للمجلس ألا يأخذ نظريا باقتراح البرلمان، لكن هذا الأمر يكون مستبعدا عادة لأن المرشح يحتاج الى تصويت البرلمان لاحقا. يحتاج رئيس المفوضية في البرلمان الى 376 صوتا ليتم انتخابه، (عدد نواب البرلمان 751). أو 353 صوتا اذا كان العدد 705.
كيف يتم اختيار رئيس المجلس الأوروبي؟
إن رئيس المجلس الأوروبي الذي يجمع رؤساء الدول والحكومات الـ28 ينتخب بالأكثرية الموصوفة من الأعضاء الـ28، وغالبا ما يتخذ القرار بالتوافق أي بأكثرية ساحقة. ولا يمكن لأية وكالة أوروبية أخرى أن تتدخل باختياره. وفي عرف درج في الولايتين الأخيرتين أن يتبوّأ هذا الموقع شخص يكون رئيس دولة أو حكومة سابق شغل موقعا في المجلس الأوروبي. ولاية رئيس المجلس هي عامين ونصف العام، ويمكن تجديدها مرة واحدة أي خمسة أعوام. الرئيس الحالي هو دونالد تاسك، ويشغل رئيس المجلس الأوروبي أيضا مركز رئيس منطقة اليورو. لكن ليس الأمر ملزما.
كيف يتم اختيار الممثل الأعلى؟
إن الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن ونائب رئيس المفوضية الموكل الشؤون الخارجية هو منصب تعيينه معقد. فهو يعين من قبل الدول الأعضاء، لكن عليه أن يخضع أيضا لقواعد التعيين التي يخضع اليها تعيين اي مفوض. أي يجب أن يتم اقتراحه من قبل دولته، ومن قبل رئيس المفوضية المقبل، ومن قبل بقية الدول الأعضاء بالأكثرية ومن البرلمان الأوروبي.
كيف يتم اختيار المفوضين الأوروبيين؟
إن المفوضين الأوروبيين الـ26 (باستثناء الرئيس والممثل الأعلى)، يتم اقتراح اسمائهم من قبل كل حكومة، وبالتوافق عادة مع رئيس المفوضية الأوروبية، أي الذي يحدد حقائبهم. وعادة، يحدد كل بلد الحقيبة التي يهتم لها. هنالك حقائب مرغوبة ولديها “برستيج” اكثر من سواها مثل: السوق الداخلية، المنافسة، التجارة، الطاقة، العدل والشؤون الداخلية، على سبيل المثال. وهذه الحقائب تتطلب اتفاقا معينا بين الدول الأعضاء. بعد ذلك يجب أن يوافق البرلمان الأوروبي على المفوضين إثر جلسات استماع. هذه المسألة ليست شكلية وتستمر جلسة الإستماع بين الساعتين والثلاث ساعات حيث تطرح كل أنواع الأسئلة. واحيانا يعتذر المفوضون إثر الجلسة او يتم سحب ترشيحهم، أو تستبدل حقائبهم.
كيف يتم اختيار رئيس البرلمان الأوروبي؟
ينتخب النواب الأوروبيون عادة رئيس البرلمان الأوروبي عقب الجلسة الأولى للبرلمان في الأول من تموز بالأكثرية المطلقة من الأوراق والتصويت يكون سريا. إذا لم يتم بلوغ الأكثرية المطلقة في الدورات الثلاثة الأولى يتم تنظيم دورة رابعة بالأكثرية العادية بحسب البند 16 من النظام الداخلي للبرلمان. يجب أن تتفق المجموعات الأساسية على اختيار رئيس وتبلغ مدة ولايته عامين ونصف يمكن تجديدها.
رؤساء اللجان البرلمانية:
هذه المراكز هي سياسية بامتياز، يتم توزيع هذه المراكز (رؤساء اللجان، ونواب الرؤساء في البرلمان الأوروبي) بين مختلف المجموعات السياسية والوفود في داخل المجموعات بحسب قاعدة النسبية وقانون العرض والطلب.
مراكز متفرقة:
توجد مراكز مختلفة أقل أهمية أو تعمل في الظل وتخضع لتفاهمات سرية او لتحالفات مثل مواقع الأمناء العامين للهيكليات الثلاثة الرئيسية للإتحاد الأوروبي. منها أمين عام المفوضية، أمين عام المجلس الأوروبي، وأمين عام الشؤون الخارجية، والمدير التنفيذي للوكالة الأوروبية للدفاع.
تمت إضافة مركز جديد عام 2011 هو رئيس منطقة اليورو. ويشغله حاليا دونالد تاسك، وهو ايضا رئيس المفوضية في آن واحد.
-بدأ السباق الأوروبي لتسلّم مراكز المفوضين الأوروبيين، علما بأنه ليس من آلية واضحة بعد وتختلف آلية التعيين من بلد الى آخر مع ميل لتعيين المزيد من النساء. بعض لبلدان تتخذ حكوماتها قرار التعيين مثل فرنسا واسبانيا.