“مصدر دبلوماسي”:
وجه المبعوث الرئاسي الروسي الى سوريا ألكسندر لافرنتييف الدعوة الى لبنان للمشاركة في كعضو مراقب في اجتماع استانا الـ13 في تموز المقبل والمخصص للتفاوض حول مواضيع في سوريا، لافتا الى ان بلاده تعتبر مشاركة لبنان والعراق ضرورية عند البحث في الازمة السورية. وعرض لافرنتييف للجهود التي تبذلها بلاده لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط، مؤكدا ان موسكو ستقوم بالمزيد من الجهد لمعالجة الوضع في سوريا بالتنسيق مع الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في سوريا السفير غير بيدرسون.
وكان لافتا في المؤتمر الصحافي الذي عقده في وزارة الخارجية والمغتربين قول لافرنتييف ردّا على سؤال لموفعنا عن كيفية إنعاش المبادرة الروسية قوله بأهمية أن يعود النازحون لكن في ظروف مناسبة وليس الى مناطق مدمّرة.
وفي إطار جولة شملت العراق ولبنان والأردن وسوريا زار لافرنتييف لبنان وكان له تصريح طويل في وزارة الخارجية والمغتربين. تفاصيل الجولة في هذا التقرير:
أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموفد الرئاسي الروسي الى سوريا الكسندر لافرنتييف خلال استقباله له أمس الأربعاء في قصر بعبدا ان لبنان معني بالمشاركة في مؤتمر آستانا المخصص للبحث في الازمة السورية لان المؤتمر يسهل متابعة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يساهم في عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لاسيما وان في لبنان اكثر من مليون و 500 الف نازح سوري ترك نزوحهم تداعيات سلبية على مختلف القطاعات اللبنانية وعلى الادارات والمؤسسات الرسمية والخاصة. واوضح عون ان المشاركة في مؤتمر استانا لا تلغي حق لبنان في البحث مع الدولة السورية في تنظيم عودة النازحين الى بلادهم “ونرى في الدعم الروسي لتحقيق هذه العودة عاملا مهما في انتظار توصل المشاركين في مسار استانا التفاوضي الى حلول نهائية للازمة السورية”.
وعرض عون لموقف لبنان من التطورات الراهنة، مشيرا الى الاستقرار السياسي والامني الذي ينعم به لبنان، وعودة الانتظام الى الحياة السياسية اللبنانية، وما تقوم به الحكومة لإيجاد الحلول المناسبة للازمة الاقتصادية التي تفاقمت في لبنان نتيجة تداعيات النزوح السوري الى اراضيه.
وفيما نوه عون بأهمية التعاون بين لبنان وروسيا، شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان، مستذكرا المحادثات المثمرة التي تمت في موسكو خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الى العاصمة الروسية. وحمّل الموفد الرئاسي الروسي تحياته للرئيس بوتين مؤكدا على اهمية تفعيل العلاقات اللبنانية- الروسية وتعزيزها في المجالات كافة.
وكان الموفد الرئاسي استهل اللقاء بنقل تحيات الرئيس بوتين لعون متمنيا للبنان بقيادته المزيد من التقدم والنجاح، مشيرا الى ان القيادة الروسية تثمن عالياً نتائج زيارة الرئيس عون الى موسكو وتعتبر انها اعطت دفعا جديدا للعلاقات اللبنانية- الروسية لاسيما مع وجود امكانات لتطوير هذه العلاقات، خصوصا ان موسكو تتطلع الى مزيد من التنسيق مع لبنان تقديرا لدوره ولمواقفه ولسياسة الاعتدال التي ينتهجها حيال الاحداث في المنطقة.
ووجه لافرنتييف الدعوة الى لبنان للمشاركة في مسار استانا للتفاوض حول الوضع في سوريا، لافتا الى ان بلاده تعتبر مشاركة لبنان والعراق ضرورية عند البحث في الازمة السورية. وعرض لافرنتييف للجهود التي تبذلها بلاده لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط، مؤكدا ان موسكو ستقوم بالمزيد من الجهد لمعالجة الوضع في سوريا بالتنسيق مع الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في سوريا السفير غير بيدرسون.
واشار الى ان موسكو ماضية في مكافحة الارهاب، مشدداً على مشاركة لبنان في خطواته لاجل عودة السوريين الى بلادهم وان هذا الموضوع سيكون محور بحث في مؤتمر استانا وسيلقى لبنان دعما روسيا في كل المجالات.
وحضر اللقاء من الجانب الروسي اضافة الى الموفد لافرنتييف، نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فرشينين وسفير روسيا في لبنان الكسندر زسبكين والجنرال موسكاليك والكولونيل كربوخين وعدد من الديبلوماسيين الروس. كما حضر من الجانب اللبناني وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي وعضو اللجنة اللبنانية الروسية النائب السابق امل ابو زيد والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير والمستشارون العميد بولس مطر والسفير شربل وهبة ورفيق شلالا واسامة خشاب.
عند الوزير باسيل
التقى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل المبعوث الخاص لرئيس روسيا الكسندر لارانتييف مع نائب وزير خارجية روسيا سيرغي فرشينين يرافقهما السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين وجرى بحث العلاقات الثنائيّة السياسيّة والإقتصاديّة لاسيما الاستثمارات الروسيّة في لبنان في قطاع النفط عبر شركتي “نوفاتيك” و”روسنفت”.
وجرى عرض للوضع الإقليمي وتشعباته من سوريا الى العراق وإيران والوضع المتوتر في الخليج العربي، وتركز البحث على الاوضاع في سوريا وتطور مجرى الامور وما يتصل بعملية تأليف لجنة الدستور .
ونقل لافرانتييف دعوة الى لبنان للمشاركة في مؤتمر آستانة بصفة مراقب.
كما تناول اللقاء واقع النازحين السوريين في لبنان وتم التوافق على ضرورة عودة النازحين الى بلادهم في أقرب فرصة وتفعيل المبادرة الروسية وضرورة تشكيل لجنة ثلاثية روسية – لبنانية – سورية تعمل على تسهيل هذه العودة .
ووضع الوزير باسيل الوفد الروسي في جو المبادرة الاميركية لترسيم الحدود الجنوبية.
لافرانتييف قال بعد اللقاء :ان المحادثات تناولت العلاقات اللبنانية الروسية التي نعتبرها جيدة جدا واتفقنا على تطويرها لخدمة مصالحنا المشتركة .
تابع:”وناقشنا في التفاصيل الموقف في اقليم الشرق الاوسط بشكل عام، في سوريا بشكل خاص، والتدابير من اجل إرساء الإستقرار في سوريا. واكدنا للجانب اللبناني الدعوة من قبل روسيا الاتحادية للمشاركة في مسار الآستانة بصفة مراقب. ونولي أهمية لمشاركة دول مثل لبنان والعراق في هذا المسار آخذين بعين الاعتبار كل النصائح والاعتبارات من قبلهما.
لافرانتييف اعتبر ان مشاركة لبنان والعراق ستعطي الدعم المفيد والعمق العربي للعمل في اطار مسار الآستانة
وقال:”مسرورون من قرار الجانب اللبناني من إرسال مندوب للمشاركة في هذه الندوة في نهاية شهر تموز وبداية شهر آب المقبل..
ناقشنا بالتفاصيل موضوع النزوح السوري والذي له حساسية كبيرة للبنان ومستمرون في بذل الجهود من اجل احراز تقدم في المبادرة الروسية بالتنسيق مع الاطراف المعنية، لتحقيق تقدم من اجل عودة طوعية وآمنة للنازحين السوريين.
وتابع: نعرف جيدا ان عودة النازحين السوريين من الاراضي اللبنانية ستستمر وبوتيرة كبيرة نحن اتفقنا مع الجانب اللبناني من اجل تطوير المبادرة،
كما ناقشنا موضوع التسوية السياسية في سوريا ومطمئنون اننا سنشاهد في اقرب وقت تنظيم وترتيب اللجنة الدستورية للبدء في عملها.
وختم: مستعدون من اجل بذل المزيد الجهود لتطوير العلاقات بين روسيا ولبنان على جميع الاصعدة.
وردا على سؤال عن افكار جديدة لإنعاش للمبادرة الروسية قال:” من الضروري بذل المزيد من الجهد والعمل والنقاش والحوار واستمرار التنسيق لعودة آمنة وطوعية للنازحين ومن الضروري توفير الظروف المناسبة من اجل تحقيق ذلك. كما اتفقنا اثناء المباحثات على بذل جهود اكبر لعملنا مع الاسرة الدولية من اجل تحقيق التمويل المطلوب لعودة النازحين. وننطلق من اهمية هذه السياسة لانه من الضروري عودة النازحين في ظل ظروف مناسبة وليس الى مناطق مدمرة.
وعما اذا تناولت محادثاته موضوع ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل قال: ناقشنا ذلك ولكن ليس بالتفصيل والمهم ان روسيا تضمن تقدما في المباحثات من اجل تحقيق اي اتفاقية لان ذلك من شأنه ضمان الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.
وعن التنسيق بين روسيا واميركا لتحقيق هذا الموضوع؟ نحن مستعدون للحوار مع كل الاطراف.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس أيضا في السراي الحكومي المبعوث الخاص لرئيس روسيا للتسوية السوريةAlexander Lavrentien ونائب وزير الخارجية الروسي Sergey Vershinin وسفير الروسي الكسندر زاسبكين والوفد المرافق في حضور الوزير السابق غطاس خوري والمبعوث الخاص للرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان وتناول اللقاء مهمة المبعوث الروسي والبحث في اخر المستجدات المحلية والاقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين. واستكمل البحث على مائدة غداء أقامها الرئيس الحريري للوفد الروسي بالمناسبة.