“مصدر دبلوماسي”- (خاص)
عن “ماضي الأيام الآتية”، وجدل “الخيمة” و”المسكن”، هو عنوان لقاء دعت اليه اليوم “أمم للتوثيق والأبحاث” في إطار مشروعها التوثيقي البحثي “على الرّحب والسعة، لبنان في لاجئيه”.
ياتي هذا اللقاء الذي جمع نخبة من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين عقب قرار لبناني اتخذه مجلس الدفاع الأعلى بإزالة أي بناء صلب قد يكون استحدث في المخيمات التي تأوي سوريين.
ويقول المعنيون في “امم” وفي مقدمتهم مديرها لقمان سليم في حوار خاص مع موقع “مصدر دبلوماسي” بأن تنظيم هذا اللقاء يتم الإعداد له منذ وقت طويل، ولا يتعلق عمليا بمجريات الحوادث والتصاريح التي صدرت أخيرا”.
هذا المشروع لمنظمة “امم” يأتي على خلفية تفكيرها بمشروع توثيقي يرصد تطوّر ردود الفعل اللبنانية منذ بدايات اللجوء، “إذ تذكّرنا أن اللجوء هو معطى تكويني في نشوء هذا البلد، بدليل أن أوائل اللاجئين الذين وفدوا الى لبنان كانوا قبل انشائه كدولة”. ويطرح سليم سؤالا جوهريا:” كيف لهذا البلد الذي يعتبر اللجوء هو أحد أركانه أن يتصرّف تصرّف المتفاجئ كلّما عبرت حدوده الدولية جماعة ما طالبة للأمن وللأمان وهي تفرّ من ضيم”.
ويثير سليم سؤالا جوهريا ثانيا: لماذا لا يمتلك لبنان سياسة عامّة تجاه موضوع اللجوء؟
ما تحاول “أمم” إنجازه في موضوع اللجوء هو عبر 3 مسارات: الأول الوثائق، اي تكوين ملفّ وللمهتمين يمكنهم زيارة موقع
Memory at work
حيث يوجد باب بعنوان :” على الرحب والسعة” يضم مقالات من مصادر مفتوحة ولها علاقة بحقبات منسية من اللجوء. تحاول “امم” تكوين محفظة مفتوحة من الوثائق. وفي المرحلة الثانية تقوم “امم” بتنظيم لقاءات تحاول الإطلالة بعين شاملة على السوابق التاريخية مع وضع عين على الحاضر”. ويقول سليم “بأن إثارة هذا الجدل يثبت كم أن هذا السجال هو وجيه حول الخيمة والمسكن للتعرف على ماهية اللجوء المستدام، أي الإنتقال من الخيمة الى المسكن، لأنه كلّما طال أمد إقامة اللاجئ استقر أكثر”.
المرحلة الثالثة من المشروع بحسب سليم تكمن بالإستثمار في هذه اللقاءات والعمل التوثيقي من خلال منتجات مكتوبة وصوتية”.
وعن أهمية رصد ردود الفعل منذ بدء أزمة اللجوء الى لبنان في 2011 قال سليم:” كان موضوع اللجوء السوري منذ البداية موضوعا خلافيا (دار جدل بداية حول نشوء المخيمات)، وكانت مقدّمات الحدّة تتخمّر من خلال كنايات، اليوم تتبلور الأمور لتخرج الى التصريح العلني أي انها انتقلت من حالة التخمير الى حالة الإنعقاد”.
ويروي سليم أنه منذ ايام سمع شبانا من جو بعيد كليا عن مناخ “14 آذار” يهتفون ضد لاجئين سوريين شعارا حمله السياديون اللبنانيون ضد سوريا في ثورة 14 آذار قائلين: إيه يللا سوريا اطلعي برّا!
ويعقّب لقمان سليم قائلا: إن إطلاق هذا الشعار بحناجر موالية للنظام السوري ضد اللاجئين السوريين يختصر هذه الحدّة برمّتها”.
وعن تأثير اللجوء والنزوح على الوضع الإقتصادي في لبنان، وهل تأخذ “امم” هذا الأمر بالإعتبار؟ قال لقمان سليم:” نحن نأخذ كل ذلك بعين الإعتبار، لكن القول أن كل ما يعاني منه اللبنانيون من وضع مزر مرده الى اللجوء أمر غير صحيح ونوع من المحاباة، لا شك بأن اللجوء السوري يثقل، لكن هؤلاء لا يتحملون مسؤولية كل الإرتكابات التي قام بها اللبنانيون ضد اقتصادهم، فضلا عن أن ما يضخّ في شرايين الإقتصاد كبير جدا وذلك بفضل الوجود السوري”.
(تقرير كامل عن لقاء “ماضي الأيام الآتية وجدل “الخيمة” و”المسكن” قريبا في موقع “مصدر دبلوماسي”).