“مصدر دبلوماسي”
قال الممثل الخاص لوزير الخارجية لشؤون إيران والمستشار الأعلى لشؤون السياسة في وزارة الخارجية براين هوك “حزب الله” بأنه:” الطفل المدلل لإيران وابنها المفضل منذ البداية”. وقال:” إن “حزب الله” نموذج تحاول إيران استنساخه في مختلف أنحاء الشرق الأوسط”. كلام هوك جاء أمس إبان إيجاز صحافي عبر الهاتف نظمته وزارة الخارجية الأميركية في المركز الإعلامي في دبي، وشارك فيه قرابة الـ70 صحافيا بينهم من لبنان والمنطقة.
وردّا على سؤال حول ‘ما إذا كانت تجري مراقبة أميركية لشحنات أسلحة لـ”حزب الله” قال هوك:” سررنا فعلا لحقيقة أن “حزب الله” يكافح ماليا. تأتي 70% من ميزانية “حزب الله” من إيران، وتبلغ تلك النسبة حوالى 700 مليون دولار في السنة. زار الوزير بومبيو لبنان مؤخرا ونحن ندعم سيادة لبنان واستقلاله بشدة. تود إيران… لإيران رؤية مختلفة، إذ تود السيطرة على لبنان. نود أن نرى لبنان دولة قوية وآمنة ومستقلة. نعتقد أن “حزب الله” يكافح ماليا لأن هذه هي المرة الأولى التي يضطر فيها إلى طلب التبرعات علنا. تستطيع أن تجد اليوم تحصيلات ولوحات إعلانية في محلات البقالة ولافتات عليها أرقام هواتف للاتصال وإرسال الأموال. ليست هذه مؤشرات على أن الحزب بصحة مالية قوية. نشرت صحيفة نيويورك تايمز في شهر آذار وأيضا صحيفة “الواشنطن بوست” منذ أسبوعين تقارير توثق كافة السبل التي يكافح بها “حزب الله” بسبب العقوبات التي فرضناها ونحن راضين جدا عنها. نهدف إلى أن يستمر ذلك لأطول فترة ممكنة”.
نرحّب بإتصال الإيرانيين بنا
وردا على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران وعمّا ستشتمل هذه المحادثات قال هوك: لقد قال الرئيس ترامب منذ أسبوع أو أسبوعين على ما أعتقد أنه يرحب باتصال هاتفي من الإيرانيين. تدفع قائمة النقاط الاثنتي عشرة التي حددها الوزير بومبيو مسار سياستنا الخارجية تجاه إيران. وتركز هذه المتطلبات الاثني عشر على البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي والعدوان الإقليمي الإيراني والاحتجاز التعسفي لمواطنين مزدوجي الجنسية. وقد عكست هذه القائمة الإجماع العالمي الذي سبق الاتفاق النووي الإيراني. لقد تمثل أحد إخفاقات الصفقة النووية الإيرانية العديدة في أنها ضللت الناس وجعلتهم يعتقدون أن البرنامج النووي الإيراني هو التهديد الوحيد الذي تمثله إيران على السلام والأمن لأن الصفقة لا تذكر مسألة الصواريخ الإيرانية وعدوانها الإقليمي. وفي الواقع، قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 هو المكان الوحيد الذي يذكر مسألة الصواريخ بعد أن حدد ما كان يعتبر حظرا على اختبار الصواريخ الباليستية الإيرانية. نحن نحاول استعادة هذا الإجماع العالمي ودفع إيران إلى احترام مجموعة من المعايير التي نعتبرها معقولة جدا وهي مماثلة للتي نطلبها من أي دولة طبيعية. تواجه إيران خيارا وعليها أن تقرر ما إذا كانت تريد أن تكون دولة طبيعية أو قضية ثورية. نحن نزيد من تكاليف السياسة الخارجية الإيرانية. نحن نرغب في التوصل… لقد قال الرئيس أثناء زيارته لليابان إنه يود التوصل إلى صفقة جديدة أفضل من السابقة تحل محل الاتفاق النووي الإيراني الحالي وذكر أنها ستكون شاملة”.
لهذا السبب ستستخدم أميركا القوّة
سئل كيف كيف تستعد الولايات المتحدة للتعامل مع إيران إذا ما تم مثلا تحديد تشكيل إيران نوعا من التهديد. ما الشكل الذي ينبغي أن يأخذه هذا التهديد لتتخذ الولايات المتحدة إجراء حاسما؟
قال هوك:” أعتقد أن الوزير بومبيو والرئيس قد أصدرا تصريحين بهذا الشأن. أعتقد أننا نشرنا تصريحات عدة منذ أيلول/سبتمبر وحذرنا الإيرانيين من مغبة ضرب المصالح الأمريكية. لقد تلقينا عددا من المعلومات من مجموعاتنا الاستخباراتية وكشفنا عددا من التهديدات ضد المصالح الأميركية لقد تعهدنا بالرد بقوة إذا تعرضنا للهجوم. لقد غيرنا مواقع أصولنا العسكرية في المنطقة استجابة لهذه التهديدات ونعتقد أن ذلك قد حقق التأثير الرادع المرغوب وكان تأثيره مدمرا على حسابات المخاطر التي قام بها النظام. نحن بالتالي سعداء جدا بكيفية تمكننا من إدارة تهديدات إيران في خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ أوائل أيار في الواقع. ولكننا أوضحنا أننا سنردّ بالقوة العسكرية في حال تعرضت المصالح الأميركية للهجوم من إيران”.
الحشود الأميركية في المنطقة
وسئل لماذا نشهد إذن حشدا عسكريا أميركيا في المنطقة؟ هل يمكن أن يقوم مراقبون أميركيون بمراقبة المفاعل النووي الإيراني الذي تصرّ إيران على أنه يستخدم لأغراض سلمية فحسب؟
قال:” حسنا، للإجابة على السؤال الأول، أعتقد أننا كنا متسقين جدا في رسائلنا بأنه ينبغي على إيران أن تبدي اهتماما بالمحادثات أكثر من ذلك الذي توليه للتهديدات، ويصرح النظام الإيراني بشكل شبه يومي بأنه لن يجري محادثات مع الولايات المتحدة. لقد أوضحنا موقفنا بشأن ذلك، وهو أن الرئيس مستعد للتفاوض مع هذا النظام للتوصل إلى بديل للاتفاق النووي. لقد نشرنا مجموعة من القوة المعززة في المنطقة كإجراء سريع استجابة للاستخبارات التي تلقيناها بشأن تخطيط إيران لشن هجمات وشيكة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة. كان ذلك الإجراء خطوة دفاعية ونعتقد أن إيران قد فهمت الرسالة في الوقت الحالي ولم تنفذ الكثير من الهجمات التي خشيناها ضد المصالح الأمريكية، ولكن مواقعنا الحالية تتيح لنا الرد بالقوة العسكرية إذا ما تعرضنا لأي هجوم.
ما كان السؤال الثاني؟ نحن نعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أعتقد أن الولايات المتحدة هي أكبر ممول للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونواصل العمل عن كثب مع المدير العام للوكالة أمانو ولدينا سفيرة أمريكية إلى الوكالة، وهي جاكي ولكوت التي تعمل بفعالية كبيرة مع الوكالة وسنواصل العمل معهم فيما نمضي قدما.
الرئيس من يقرر وليي مجلس الأمن القوي
عن تقويض ترامب لكلام بولتون بشأن إيران وكوريا الشمالية أخيرا لقد رأيناه في خلال زيارته لليابان التي استغرقت أربعة أيام يتحدث عن… لست أتحدث مثل بولتون، عن تغيير النظام في إيران. من الواضح أن لكل منهما طريقة تفكير مختلفة. لا يريد ترامب الضغط عليه. كيف يؤثر ذلك على إيران وعلى السياسة الخارجية مع الولايات المتحدة؟
أجاب هوك: أنا آسف ولكنني أتحدث عن السياسة وليس عن أشخاص. يسعدني أن أقول إن مجلس الأمن القومي التابع للرئيس يوافق تماما على سياسة الرئيس بشأن إيران. الرئيس هو من يتخذ القرارات بشأن إستراتيجيتنا في إيران، ثم يقوم مجلس الأمن القومي بتنفيذها. لدى مجلس الأمن القومي هدف جدي إلى حد هائل يتمثل بتغيير سلوك إيران. لا شك في أننا نرغب في أن نشهد تغييرا في سلوك النظام. لقد أحرزوا تقدما جيدا لعدة سنوات في عدد من الفئات التي تهدد السلام والأمن، ونحن نحاول عكس مكاسب إيران وتنفيذ السياسة الشاملة التي وضعناها لمعالجة كافة تهديدات إيران للسلام والأمن. لقد فرضنا أخيرا عقوبات على أشخاص متورطين في برنامج إيران النووي وفرضنا عقوبات على برنامجهم الصاروخي وعدوانهم الإقليمي وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان من خلال معاقبة رئيس السلطة القضائية منذ بعض الوقت بسبب قمع الشعب الإيراني الذي يسجن عندما يحتج. ثمة وحدة هائلة وجدية لتنفيذ الهدف في صفوف حكومة الرئيس.
إنستكس فوق العقوبات
وسئل هوك متى تفكر الولايات المتحدة في اتخاذ تدابير فرض العقوبات ضد أداة دعم التبادل التجاري (INSTEX) أو الشركة النظيرة التابعة لها في إيران؟ وعلى أي أساس سيتم فرض عقوبات مماثلة بالنظر إلى أنها لم تقم بعد بأي عملية تجارية وتعتزم إجراء معاملات إنسانية، أقله حاليا، وأيضا بالنظر إلى تقييمكم السابق بأنه لن يتم استخدلمها بحيث ستكون غير مهمة.
قال هوك: حسنا لم يتم إنشاء شركة نظيرة حاليا، وأداة دعم التبادل التجاري (INSTEX) تحتاج إلى شركة مماثلة من الجانب الإيراني. إذن لقد أنشأ الأوروبيون آليتهم والجانب الأوروبي شفاف بالكامل. لا تمتثل إيران لمعايير مجموعة العمل المالي حتى. قطاعها المالي غير شفاف على الإطلاق ولا يريدون أن يعرف الناس إلى أين تذهب الأموال ولا يريدونهم أن يتتبعوا مسار هذه الأموال والأمر كذلك منذ 40 عاما. لذا أشكك في قدرة إيران على الاتفاق داخليا بشأن إعداد شركة نظيرة شفافة تتناسب مع الآلية المالية الأوروبية. ومع ذلك، إذا أجرت أداة دعم التبادل التجاري (INSTEX) يوما أي نوع من المعاملات، فإننا نتوقع أن تكون معاملات نسمح بها بموجب قانون الخزانة الأمريكي. يمكن الاطلاع على نوع هذه المعاملات على موقعهم الإلكتروني. نحن نحدد استثناءات ضمن نظام العقوبات للغذاء والدواء والأجهزة الطبية والمنتجات الزراعية. إذن هذه فئات مسموح بها للمعاملات. ونتوقع أن تكون أي آلية متوافقة مع ذلك. لقد قلنا مرارا وتكرارا إننا سنفرض العقوبات على أي سلوك يخضع لهذه العقوبات. لا أرى أي طلب على أداة دعم التبادل التجاري (INSTEX) من الشركات ولم أتلق بعد أي سؤال يشير إلى شركة معينة قالت إنها تريد استخدام الأداة. لسنا نشهد أي طلب من الشركات لأنه إذا ما تم منح أي شركة خيار ممارسة الأعمال التجارية في الولايات المتحدة أو في إيران، ستختار الولايات المتحدة في كل مرة. هذا تقييمنا الحالي لأداة دعم التبادل التجاري (INSTEX).
سنحرم النظام الإيراني من 50 في المئة من عائداته النفطية
وفي مقدّمة سبقت الحوار قال هوك:” سأبدأ ببعض التصريحات الافتتاحية ثم يسعدني أن أجيب على أسئلتكم. إن حملة الضغط الأقصى التي نقودها تعمل من النواحي كافة والنظام الإيراني ووكلاؤه أضعف اليوم مما كانوا عليه عندما استلم الرئيس منصبه منذ أكثر من عامين.
اسمحوا لي بأن أعرض لكم بعض الإحصاءات. ظهر زعيم “حزب الله” حسن نصر الله على شاشة التلفزيون في آذار/مارس وقال إن الدعم الشعبي ضروري لدعم عملياتهم. وقامت حركة حماس بوضع خطط تقشفية للتعامل مع نقص الأموال القادمة من إيران. وأبلغت إيران مجموعات الميليشيات الشيعية في العراق بأن تمويلها سيتضاءل وعليها أن تجد مصادر دخل جديدة. ويواجه نظام الأسد اليوم أزمة نقص الوقود إذ انقطع عنه ما بين مليون إلى ثلاثة ملايين برميل شهريا كانت إيران تزودها له في السابق. وتحتاج القيادة السيبرانية الإيرانية أيضا إلى النقد.
لقد شهدنا أيضا على خفض إيران لإنفاقها العسكري بشكل كبير، فقد بلغ الإنفاق العسكري الإيراني ذروته عندما كانت الولايات المتحدة مشاركة في الصفقة النووية الإيرانية. ومنذ انسحابنا من الصفقة، تم خفض الإنفاق العسكري الإيراني في الميزانية التي صدرت في آذار/مارس بنسبة 28%، ويشمل ذلك خفضا بنسبة 17% في عمليات قوات القدس التابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني.
الاقتصاد الإيراني في حالة ركود وتكاد عقوباتنا النفطية تصبح سارية المفعول بشكل كامل، كما طبقنا سياسة إيصال مستوى واردات النفط الخام الإيراني إلى الصفر. ستحرم عقوباتنا النفطية النظام من عائدات تبلغ 50 مليار دولار، أي ما يعادل 40% من ميزانيته السنوية، كما سنمنع إيران من التهرب من العقوبات لتغطية هذه الخسائر. وتتمثل إحدى الطرق التي قمنا بها بالعمل مع الدول الأخرى التي تصدر الأعلام لناقلات النفط في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك لإيران، ونجحنا في تجريد 80 ناقلة إيرانية من الأعلام البحرية التي تحتاج إليها للإبحار.
لقد قمنا بفرض 26 جولة من العقوبات وأدرجنا ما يقرب من ألف شخص على مدار العامين الماضيين. أتاح لنا تواجدنا خارج الصفقة حرمان النظام من الإيرادات بشكل فعلي. نحن نصعب تنفيذ السياسة الخارجية الإيرانية كثيرا ونجعلها باهظة التكاليف”.